لجنة التصدي لترشيح إسرائيل بمجلس الأمن تشيد بموقف السعودية

الجامعة العربية دعت لتجفيف منابع تمويل الإرهاب

TT

لجنة التصدي لترشيح إسرائيل بمجلس الأمن تشيد بموقف السعودية

أشادت اللجنة العربية المعنية بالتصدي لترشيح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن بموقف المملكة العربية السعودية «الثابت ودعمها للقضية الفلسطينية وإطلاقها اسم قمة القدس على القمة العربية التي استضافتها أخيراً».
وعدت اللجنة في اجتماعها الذي عقدته أمس، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أمس، على مستوى المندوبين الدائمين بالجامعة، أن التوجهات السعودية ستخدم أهداف اللجنة وتدعم تحركاتها.
وترأس اجتماع اللجنة، أمس، مندوب العراق بالجامعة العربية، حبيب الصدر، وعضوية كل من فلسطين، والسعودية، وتونس، وبحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي.
وأوضح أبو علي أن الاجتماع استعرض «الجهود العربية المبذولة للتصدي للترشيح الإسرائيلي والإجراءات المتخذة في هذا الشأن، وذلك تنفيذاً للخطة المعتمدة، بما فيها جهود جمهورية العراق بصفتها رئيساً لهذه اللجنة، وذلك في إطار متابعة تنفيذ قرار قمة الظهران، الذي رحب بتشكيل هذه اللجنة وطلب منها مواصلة عملها وفق الخطة المعتمدة لهذا الغرض».
وأكد أن اللجنة «رفعت جملة من التوصيات والمقترحات للدول الأعضاء من أجل تكثيف وحشد مزيد من الجهود العربية الرامية إلى إفشال الترشيح الإسرائيلي لمجلس الأمن لعامي 2019 - 2020، والدفع نحو مزيد من الحراك الحثيث من خلال التأكيد على أهمية مواصلة تنفيذ الخطة المعتمدة بشكل عاجل وتوظيف الدراسة القانونية التي أعدتها دولة فلسطين بشأن عدم أهلية إسرائيل للانضمام إلى مجلس الأمن والاستفادة منها في التحركات خلال الوقت المتبقي لتقديم الترشيحات إلى مجلس الأمن».
من جهته، أكد سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، دياب اللوح، أن اللجنة أوضحت «ضرورة توحيد الجهود الدبلوماسية العربية لمواجهة هذا التمدد الإسرائيلي، من خلال تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة بين الدول العربية والتجمعات الإقليمية والدولية».
وشدد اللوح على أهمية «تكثيف الجهود خلال الأيام المقبلة خصوصاً مع الدول الأوروبية»، مؤكداً أن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي «بذل جهوداً دبلوماسية حثيثة في هذا الشأن، حيث ستقدم فلسطين إحاطة في الاجتماع المقبل للجنة حول هذا الحراك الفلسطيني، حتى يتكامل مع الحراك الذي بذلته رئاسة اللجنة (العراق)، بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها أيضاً السعودية (رئاسة القمة) والدول الأخرى، حتى تكتمل الجهود وتنجح في الحيلولة دون فوز إسرائيل بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن».
وفي شأن آخر، دعت جامعة الدول العربية إلى تعزيز التعاون العربي في المجال القانوني والقضائي والأمني بين الدول العربية، لمواجهة تحديات «الجرائم الإرهابية الراهنة التي تعصف بالمنطقة والعالم أجمع».
وقال السفير فاضل جواد، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون القانونية بالجامعة العربية، أمام جلسة افتتاح أعمال الاجتماع الثالث للجنة المشتركة من خبراء وممثلي وزارات العدل والداخلية في الدول العربية، إنه يجب تطوير «العمل العربي المشترك لمواجهة الخطر البالغ الذي يمثله توفر المال للتنظيمات الإرهابية، ما يمكنهم من التجنيد والتحريض واقتناء الأسلحة والمعدات بمختلف أنواعها ويطور من قدراتهم القتالية».
وشدد جواد على «ضرورة الوقوف على خط واحد بكل حزم وقوة في مواجهة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه لقطع الطريق على كل التنظيمات الإرهابية».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.