المغرب: انتخاب ماء العينين رئيساً للمجلس الوطني لحزب الاستقلال

أجمعت عليه اللجنة التنفيذية بعد انسحاب باقي المرشحين

TT

المغرب: انتخاب ماء العينين رئيساً للمجلس الوطني لحزب الاستقلال

في تطور مفاجئ، انتخب المجلس الوطني لحزب الاستقلال المغربي شيبة ماء العينين رئيساً له، بعد توصل المكتب التنفيذي إلى اتفاق لتقديمه مرشحاً وحيداً لهذا المنصب، خلال اجتماع طارئ عقد مساء أول من أمس.
وشكل توافق المجلس الوطني للحزب على شخصية شيبة ماء العينين مفاجأة للمتابعين، إذ لم يكن اسمه ضمن قائمة القياديين الذين عبروا عن نيتهم الترشح مع انطلاق أشغال دورة المجلس الوطني صباح أول من أمس.
وكانت اللجنة التنفيذية للحزب أعلنت في بيان، عقب اجتماعها مساء الجمعة، عن ترشح 5 قياديين لرئاسة المجلس الوطني؛ هم نور الدين مضيان، وكريم غلاب، ورحال مكاوي، وياسمينة بادو، وعبد الإله البوزيدي. وكانت المفاجأة الأولى مع انطلاق أشغال المجلس الوطني للحزب بإعلان الوزير السابق كريم غلاب انسحابه من المنافسة، معبراً عن أسفه لعدم تمكن أعضاء اللجنة التنفيذية من التوافق حول مرشح وحيد تكريساً لوحدة الحزب الذي اجتاز مرحلة عاصفة السنة الماضية.
في غضون ذلك، أعلن باقي المرشحين الأربعة انسحابهم من المنافسة، قبل أن تجتمع اللجنة التنفيذية وتعلن عن توافقها حول تقديم شيبة ماء العينين مرشحاً وحيداً لتولي مهمة رئاسة المجلس الوطني، الذي يعتبر بمثابة برلمان الحزب، وأعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر العام للحزب. وفوجئ شيبة ماء العينين بهذا الاختيار، وصرّح للصحافة بأنه لم يكن يتوقعه، وأنه لم يسبق أن عبّر عن رغبته في الترشح لهذا المنصب.
ومن أبرز قرارات المجلس الوطني للحزب، الذي انعقد أول من أمس بالرباط، المرور إلى المعارضة بعد أن كان يتخذ موقف المساندة النقدية لحكومة سعد الدين العثماني. وتؤشر هذه التطورات إلى أن الحزب قد قطع بشكل نهائي مع المرحلة السابقة، التي كان يقودها حميد شباط قبل استبداله على رأس الأمانة العامة للحزب بنزار بركة، خصوصاً عبر استبعاد مجموعة من الأسماء البارزة التي كانت موالية لشباط من الترشح لرئاسة المجلس الوطني للحزب، وإعلان موقف حاسم من الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.