أحزاب ليبية «تتنصل» من التوقيع على «ميثاق شرف» في تونس

أحدثت عدة لقاءات لأحزاب وكيانات ليبية في تونس، أشرفت عليها جمعية «CMI» الفنلندية لمبادرة إدارة الأزمات، وانتهت إلى توقيع ما أطلقوا عليه «ميثاق شرف للعمل السياسي»، حالة من الجدل وردود الأفعال المتباينة، بين منسحب من التوقيع، وآخر يرى أنه لم يشارك من الأساس في تلك الاجتماعات، التي جمعت تيارات موالية للنظام السابق، وأخرى محسوبة على جماعة «الإخوان المسلمين»، فيما استغرب نائب برلماني من حالة «الإنكار والتراجع» التي واكبت الإعلان عن تلك الوثيقة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن سعد سلامة، مسؤول المكتب السياسي لجماعة «الإخوان»، توقيع «ميثاق شرف» بين بعض الأحزاب والتنظيمات الليبية في تونس، من بينهم حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، وحزب «الوطن» الذي يرأسه أمير «الجماعة الليبية المقاتلة» سابقاً عبد الحكيم بلحاج، وحزب «التغيير» الذي يترأسه جمعة القماطي، المقيم في لندن، وجبهة «النضال الوطني» المحسوبة على بعض أنصار النظام الجماهيري، وحركة «المستقبل» التي يترأسها عبد الهادي الحويج، و«التكتل الوطني الفيدرالي»، و«تحالف القوى الوطنية».
وفور انتشار نبأ التوقيع على الوثيقة، بحسب القيادي الإخواني، سارعت عدة أحزاب لتوضيح موقفها من تلك الاجتماعات، إذ قال حزب «القمة» إنه رفض التوقيع على «الميثاق»، وأرجع ذلك إلى «إيمانه بأن الحل السياسي الليبي لا يجب أن يتم خارج الوطن أو تحت رعاية جهات أجنبية نجهل مصادر تمويلها، أو توجهاتها وأجندتها»، لافتاً إلى أنه كان من الأجدر بالموقعين على هذا الميثاق المزعوم ألا يكتفوا بتوجيه النقد لتجاهل المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة لإشراك الأحزاب السياسية الليبية في الحراك السياسي. ونبه الحزب الجهات المعنية في البلاد إلى عدم ترك أمور الليبيين «لجمعيات وافدة» تتدخل في العمل السياسي، والدخول على خط أزمة الجنوب وتداعياتها، بعيداً عن أعين الدولة.
ورغم إعلان جماعة «الإخوان» عن أسماء الموقعين، إلاّ أن حركة «المستقبل» الموجودة خارج ليبيا، و«جبهة النضال الوطني» التي يتزعمها أحمد قذاف الدم، نفت مشاركتهما، وهو ما دفع نائب البرلمان صالح أفحيمة إلى القول إن «الأنباء التي خرجت عن اجتماع تلك الأطراف في تونس جاءت ملتبسة، بين من ينكر المشاركة، وبين من يرفض الحديث حول تفصيلها»، لكنه أبرز في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن ليبيا لا توجد بها «أحزاب بالمعنى الحقيقي... والتعامل في ليبيا حالياً يتم عبر الكيانات السياسية، أمّا تلك الأحزاب التي تقول إنها وقعت على (وثيقة شرف) ما هي إلا حقيبة متنقلة ما بين ليبيا وبين الدول الغربية، وليس لها وجود حقيقي على الأرض أو تمثيل في مجلس النواب». وخلص أفحيمة إلى القول: «هؤلاء لا يمثلون قوة خلفهم، ويبحثون عن مصالحهم، ولا يصلون إلى أي اتفاق».
بدوره، قال أحمد قذاف الدم، عبر حسابه على «فيسبوك»، إنه تم الزج بـ«جبهة النضال الوطني» من قبل وسائل إعلام محلية في لقاءات «تجمع (عملاء الناتو) الذين ذهب ضحية تأمرهم آلاف الليبيين الأبرياء»، ووجه انتقادات لاذعة لحزب «العدالة والبناء»، وما سماهم بـ«الأحزاب الوطنية التي دنست أرض الوطن».
وذهب بعض نواب من غرب البلاد، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، إلى أن بعض الأطراف التي تعيش خارج البلاد تبحث لنفسها عن دور، بغض النظر عن المصلحة العليا للبلاد. وعبّر النواب، الذين تحفظوا على ذكر أسمائهم، عن رفضهم «لأي اجتماعات تتناول الأوضاع داخل البلاد بعيداً عن أعين أجهزة الدولة الرسمية». في غضون ذلك، امتنع مجلس النواب أمس عن تأكيد أو نفي احتمال عقد اجتماع هو الأول من نوعه بين رئيسه عقيلة صالح، وبين خالد المشري الرئيس الجديد لـ«المجلس الأعلى للدولة»، في المغرب.
فيما قالت مصادر مقربة من حفتر لـ«الشرق الأوسط»، إنه تماثل للشفاء بنسبة كبيرة، لكنها رفضت التعليق على معلومات عن خضوعه لعملية جراحية خلال وجوده لتلقي العلاج بأحد مستشفيات باريس.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط»، إن صالح سيزور المغرب تلبية لدعوة وجهت له من رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مبرزاً أن «المغرب يولى اهتماماً خاصاً بليبيا كإحدى الدول العربية الشقيقة، وضمن دول جوار ليبيا، ومعنية بأمن واستقرار ليبيا، ناهيك عن العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين». من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الليبية بحكومة السراج إن السلطات التونسية قررت رسمياً افتتاح قنصليتها في العاصمة طرابلس، عقب إغلاق استمر قرابة ثلاثة أعوام، إثر اختطاف عدد من دبلوماسيها آنذاك.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن «القنصلية التونسية باشرت رسمياً مهامها، عبر القنصل العام توفيق القاسمي، وثمانية دبلوماسيين، يمثلون طاقم عمل القنصلية التونسية في ليبيا»، مؤكدة أن أبواب القنصلية مفتوحة لتقديم خدماتها للجالية التونسية والمواطنين الليبيين، على حد سواء.
إلى ذلك، نفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما وصفته بالادعاءات الإعلامية الكاذبة حول دخول مواد غذائية ملوثة إشعاعياً إلى ليبيا، وأكدت، في بيان لها، أن جميع المواد الغذائية التي تستوردها تخضع لآلية رقابة صارمة على الجودة من جانب أجهزة الفحص الدولية والوطنية.
ميدانياً، عاد الهدوء الحذر إلى مدينة سبها في جنوب البلاد بعد اشتباكات عنيفة أصيب فيها 11 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، وفقاً لما أعلنه مركز المدينة الطبي.
وكان عميد بلدية سبها حامد الخيالي قد تحدث عن تجدد الاشتباكات المسلحة أول من أمس في جنوب المدينة، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط بعض القذائف العشوائية على منازل المدنيين الواقعة في محيط الاشتباكات.