فيلم وثائقي يؤرخ الحرب الشرسة بين آرسين فينغر وأليكس فيرغسون

يتناول المنافسة بين مدربي آرسنال ومانشستر يونايتد وتعرضه قناة «آي تي في» البريطانية غداً

الحكم الرابع اضطر للفصل بين فينغر وفيرغسون على ملعب هايبوري في مارس 2004
الحكم الرابع اضطر للفصل بين فينغر وفيرغسون على ملعب هايبوري في مارس 2004
TT

فيلم وثائقي يؤرخ الحرب الشرسة بين آرسين فينغر وأليكس فيرغسون

الحكم الرابع اضطر للفصل بين فينغر وفيرغسون على ملعب هايبوري في مارس 2004
الحكم الرابع اضطر للفصل بين فينغر وفيرغسون على ملعب هايبوري في مارس 2004

يعد الدوري الإنجليزي الممتاز هو أغنى دوري في العالم، لكن لا يمكن للمال أن يشتري الكراهية. وقد شهدت كرة القدم الإنجليزية على مدار تاريخها الطويل الكثير من المنافسات الهائلة بين المديرين الفنيين الكبار والنزاعات المثيرة للاهتمام في الآونة الأخيرة، لكن لم تكن هناك منافسة تضاهي تلك الحرب الشرسة والملحمية التي دامت تسعة أعوام بين آرسنال ومانشستر يونايتد خلال الفترة بين عامي 1996 و2005.
وبعد مرور خمس سنوات على إنتاج قناة «آي تي في» البريطانية للفيلم الوثائقي الشهير «كين وفييرا: أفضل الأعداء»، سوف تذيع القناة الخامسة البريطانية فيلما وثائقيا عن التنافس الشديد بين مانشستر يونايتد وآرسنال، وخصوصا بين المديرين الفنيين للفريقين السير أليكس فيرغسون وآرسين فينغر. ويتضمن الفيلم الوثائقي، الذي يذاع غدا الاثنين الساعة العاشرة مساء وتصل مدته إلى 60 دقيقة ويحمل اسم «العداء»، مقابلات مع أكثر من عشرة لاعبين ومدربين وصحافيين - كما يضم مجموعة من مقاطع الفيديو التي تذكرنا على الفور بالحرب المستعرة بين المديرين الفنيين في ذلك الوقت.
ويتطرق هذا الفيلم الوثائقي إلى كل شيء حدث خلال تلك الفترة، بما في ذلك مزاعم العنصرية من قبل إيان رايت ضد بيتر شمايكل وصولا إلى معركة البيتزا، التي شهدت إلقاء أحد اللاعبين لشريحة من البيتزا في وجه فيرغسون عام 2004 خلال الشجار الذي وقع في ممر ذهاب اللاعبين إلى غرفة تغيير الملابس بعد فوز مثير للجدل لمانشستر يونايتد على آرسنال بهدفين نظيفين، وهو الفوز الذي أنهى سلسلة آرسنال التاريخية التي استمرت لـ49 مباراة بلا هزيمة. وكانت هناك أيضا «معركة أولد ترافورد»، عندما قام لاعبو آرسنال بالهجوم على المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي بعد صافرة النهاية.
لكن كل هذه المناوشات والاحتكاكات لا تعني أن الفريقين لم يكونا يلعبان كرة قدم ممتعة ومثيرة، بل على العكس يمكن القول إن الفريقين كانا يقدمان أفضل كرة قدم في ذلك الوقت وإننا لم نشاهد مثل هذه الكرة الممتعة في كرة القدم الإنجليزية من قبل. ويلقي الفيلم الوثائقي الضوء بشكل خاص على مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1999 بين الفريقين، والتي تعد أفضل مباراة على الإطلاق في كرة القدم الإنجليزية. ويلقي الفيلم الضوء أيضا على بعض الكلاسيكيات المنسية، مثل مباراة الفريقين التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق على ملعب «أولد ترافورد» في عام 1999، والمباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد بهدفين مقابل هدف وحيد على ملعب هايبري في وقت لاحق من ذلك العام، عندما خلق الفريقان عددا لا يحصى من الفرص في الشوط الأول الذي بدا وكأنه مباراة لكرة السلة!
وهناك بعض المباريات التي لن تنسى أبدا بين الفريقين، مثل المباراة التي حسم فيها آرسنال لقب الدوري عام 2002 على ملعب «أولد ترافورد»، والأمر نفسه عام 1998. وفاز مانشستر يونايتد على آرسنال بستة أهداف مقابل هدف وحيد عام 2001، كما أنهى «الشياطين الحمر» سلسلة آرسنال بلا هزيمة والتي استمرت لـ49 مباراة متتالية في مباراة مثيرة للجدل عام 2004 - وهي المباراة التي يقول آرسنال إنه تعرض لظلم كبير بها. ويقول سول كامبل مدافع آرسنال عن تلك المباراة: «إذا لم تشعر بالألم عندما تتعرض للخداع، فمتى ستشعر بالألم؟»
وقد هيمن مانشستر يونايتد وآرسنال على كرة القدم الإنجليزية خلال الفترة بين عام 1996 و2004 ويكفي أن نعرف أنه لم يفز أي فريق آخر غيرهما بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال تلك الفترة. وبالتالي، كانت هناك فرصة كبيرة للمنافسة والخصومة خلال تلك الفترة، وكانت هناك بعض الفترات التي فقد فيها فيرغسون وفينغر أعصابهما. ويركز فيلم «العداء» على المنافسة الشديدة التي ولدت الكراهية والاحترام في الوقت نفسه (عندما فاز مانشستر يونايتد على آرسنال في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1999، توجه لاعبا آرسنال لي ديكسون وتوني آدامز إلى النفق لمصافحة جميع لاعبي مانشستر يونايتد وتمنى لهم التوفيق في المباراة النهائية).
لقد أصبحت العلاقة بين لاعبي الفريقين في تلك الفترة جيدة الآن بفضل العمل بجانب بعضهم البعض في استوديوهات تحليل المباريات. لكن بالنسبة لأولئك الذين يفضلون كثيرا من الإثارة والمنافسة الشديدة في تلك الرياضة الممتعة، فإنهم سيستمتعون بكل دقيقة من هذا الفيلم الوثائقي الرائع. ويُنظر إلى الحرب بين آرسنال ومانشستر يونايتد على أنها رمز للأيام القديمة والجميلة، لكن هناك ما هو أكثر من ذلك، لأنها كانت عبارة عن نافذة محدودة في عالم سريع التغير يشهد مواجهة شديدة بين قيم وقوة كرة القدم القديمة من جانب ومهارة وتنوع كرة القدم الحديثة من جانب آخر. ويجب أن ندرك أن كرة القدم القديمة قد انتهت تماما ولن تعود مرة أخرى.
ومن نواح كثيرة، يعد فيلم «العداء» بمثابة رسالة حب للمديرين الفنيين لآرسنال ومانشستر يونايتد: لفينغر الذي جاء من فرنسا ليؤكد أنه يمكن للمديرين الفنيين الأجانب أيضا أن يتألقوا في كرة القدم الإنجليزية، وللمدير الفني العبقري قوي الشخصية السير أليكس فيرغسون الذي تفوق على فينغر وفاز بعدة ألقاب بعد أن بدأ آرسنال يتراجع. واستحق فيرغسون الثناء والتقدير من الجميع، فهو المدير الفني الذي قال عنه المهاجم الإنجليزي الدولي السابق أندي كول: «إنه الشخص الوحيد الذي فهمني أفضل مني». وقال ستيف مكلارين، الذي كان مساعد فيرغسون خلال الفترة بين عامي 1999 و2001: «إنه مدير فني يعشق التحدي. كان يجب أن يكون هناك شخص يواجهه، وكان يجب أن يكون هناك شخص يشكو منه، وكان هذا الشخص هو المدير الفني لآرسنال آرسين فينغر!»
لقد تبارى الرجلان بقوة على مدى عشر سنوات كاملة، ونفس الأمر ينطبق على فريقيهما اللذان حققا إنجازات رائعة – مانشستر يونايتد حقق الثلاثية التاريخية وآرسنال قدم موسما استثنائيا بفريقه الذي لا يقهر. ويمكن القول بدون أدنى شك أنه بدون أحدهما كان من الممكن أن يحقق الأخر بطولات وألقاب أكثر، لكن الشيء المؤكد هو أن هذه الانتصارات كانت ستكون أقل متعة وإثارة.
وأعرب فيرغسون عن «فخري لأني كنت خصما، زميلا وصديقا» لنظيره الفرنسي آرسين فينغر، وذلك بعد القرار الذي اتخذه الأخير بإنهاء مشواره الطويل مع آرسنال في نهاية الموسم. وتولى فينغر الإشراف على آرسنال طيلة 22 عاما، وتحديدا منذ 1996، وفي العقد الزمني الأول له كمدرب لفريق «المدفعجية» دخل في تنافس مثير مع مانشستر يونايتد ومدربه فيرغسون. وقال فيرغوسون: «أنا سعيد حقا لآرسين فينغر. أحترمه كثيرا وأحترم العمل الذي قام به في آرسنال. إنه دليل عظيم على موهبته، احترافه وعزيمته، أنه استطاع تكريس 22 عاما من حياته للعمل الذي يحب».


مقالات ذات صلة

مدرب آرسنال يستعد لمواجهة موناكو وسط تفاقم أزمة الإصابات

رياضة عالمية أرتيتا يواجه أزمة إصابات (رويترز)

مدرب آرسنال يستعد لمواجهة موناكو وسط تفاقم أزمة الإصابات

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن على فريقه التأقلم مع تفاقم قائمة الإصابات، إذ يستعد لاستضافة موناكو في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: آرسنال كان على بعد ملليمترات من الفوز

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه فعل كل ما بوسعه للفوز على فولهام الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال اكتفى بالتعادل مع فولهام بهدف لكل فريق (أ.ب)

«البريميرليغ»: آرسنال يعاود نزيف النقاط... وبورنموث يهزم إيبسويتش

تعادل فولهام مع غريمه اللندني آرسنال 1 - 1 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على ملعب كرافن كوتيدج الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال واصل التسجيل من الركلات الركنية في مرمى مانشستر يونايتد (أ.ب)

أرتيتا بعد نجاح آرسنال في الركنيات: نريد أن نكون ملوكاً لكل شيء

يقبل ميكيل أرتيتا المقارنة ببراعة ستوك سيتي في الركلات الثابتة، حيث تحدى فريقه ليصبح «الملك لكل شيء».

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: آرسنال يملك العقلية اللازمة لتهديد المنافسين

قال ميكل، أرتيتا مدرب آرسنال، إن فوز فريقه على مانشستر يونايتد بفضل الركلات الثابتة في الدوري الإنجليزي الممتاز أظهر قدرة الفريق اللندني على تسجيل الأهداف.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.