الحكومة اليمنية تدعو المنظمات الإنسانية والأممية للاطلاع على ‏جرائم الحوثيين في تعز

أكدت أنها تجري تحقيقاً دقيقاً للتثبت من انتهاكات محتملة بحق ‏لاجئين ‏وأفارقة في عدن

وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح («الشرق الأوسط»)
وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح («الشرق الأوسط»)
TT

الحكومة اليمنية تدعو المنظمات الإنسانية والأممية للاطلاع على ‏جرائم الحوثيين في تعز

وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح («الشرق الأوسط»)
وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح («الشرق الأوسط»)

نددت الحكومة اليمنية بصمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد السكان في منطقة الحيمة بمحافظة تعز.
وقال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح إن الميليشيا مستمرة في ‏قصفها العشوائي على منازل السكان ومصالحهم في قرى ‏الحيمة وقيامها بتفجير مساكنهم ‏وتهجيرهم قسراً من مناطقهم.‏
وأكد الوزير فتح في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الصمت الذي تُقابل به جرائم ‏الميليشيا الانقلابية في عدد من ‏مديريات محافظة تعز يتنافى كلياً مع القوانين الدولية والإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي ‏والمنظمات الإنسانية باتخاذ مواقف جادة وحازمة إزاء كافة جرائم ‏الانقلابيين الحوثيين.‏
وأضاف المسؤول اليمني، أن الصمت الدولي حيال تلك الانتهاكات أمر غير مقبول، ‏مطالبا المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي وكل المنظمات الإنسانية بسرعة التدخل لوقف هذه الجرائم وزيارة المنطقة والاطلاع عن قرب على حجم الجرائم التي ‏تمارسها الميليشيا والضغط عليها بقوة لإيقاف الانتهاكات ورفع تقارير إلى الأمم ‏المتحدة ‏ֹومجلس الأمن بجرائمها كافة.‏
من ناحية أخرى، تجري الحكومة اليمنية تحقيقاً شاملاً واستقصاء ميدانياً دقيقاً بالتنسيق والتعاون ‏مع ‏المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للتحقق من انتهاكات محتملة تضمنها تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» بحق لاجئين أفارقة في عدن.‏
وقالت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في بيان لها اليوم (السبت) إن الحكومة اليمنية لن تتهاون مع انتهاكات لحقوق الإنسان ‏ومحاسبة مرتكبيها أيا كانت ‏صفاتهم أو مواقعهم، وتعاونها الفاعل والمستمر مع المنظمات الأممية والدولية كافة ذات ‏الصلة، لتحقيق أعلى درجات الفاعلية في حماية حقوق ‏الإنسان.‏
وأوضح البيان وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الحكومة شكلت في وقت سابق ‏لجنة حكومية تولت نقل المحتجزين من ‏المركز وإغلاقه والتحقيق مع المسؤولين فيه عن ‏الانتهاكات المنسوبة إليهم وتخاطبت مع ‏المنظمة بما اتخذته من إجراءات في الانتهاكات ‏المحتملة ضد اللاجئين الأفارقة والآليات ‏الضامنة لعدم تكرار حدوثها في حال ثبوتها.
وشددت الحكومة اليمنية في بيانها أن اليمن كانت وستظل ملاذا آمنا للاجئين ‏والمهاجرين من ‏القرن الأفريقي والتعامل معهم وبصورة إنسانية تضمن حقوق اللاجئين.‏
‏وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية نشرت مؤخرا تقريرا ذكرت فيه تورط مسؤولين وحراس بارتكاب انتهاكات طالت ‏مهاجرين محتجزين ‏في ‏مركز احتجاز لاجئين في عدن.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.