تراجع التضخم الأساسي في اليابان الشهر الماضي

تراجع التضخم الأساسي في اليابان الشهر الماضي
TT

تراجع التضخم الأساسي في اليابان الشهر الماضي

تراجع التضخم الأساسي في اليابان الشهر الماضي

أعلنت اليابان أمس، عن ارتفاع معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني الأغذية الطازجة، بنسبة 0.9 في المائة خلال مارس (آذار) بصفة سنوية، منخفضا عن تضخم فبراير (شباط)، وهي التوقعات التي تتفق مع تقديرات اقتصاديين أجرت معهم وكالة «بلومبيرغ» استطلاع رأي قبل الإعلان عن تلك النتائج. ولا يزال معدل التضخم الأساسي بعيداً عن هدف 2 في المائة، الذي حدده بنك اليابان المركزي قبل خمس سنوات. ويقول اقتصاديون إن هذه النتائج لا تمثل تحولا عن اتجاه التضخم الأساسي للارتفاع، فرغم أن نتائج مارس بعيدة عن مستهدفات المركزي الياباني؛ لكن من المرجح أن يرتفع التضخم الأساسي عن مستوى 1 في المائة خلال الأشهر القادمة، كما نقلت «بلومبيرغ» عن ماساميشي أداشي، الخبير في مكتب «جي بي مورغان» بطوكيو. وأضاف الخبير: «عندما تنظر إلى الوضع الحالي لسوق العمل والأجور، فإن الاقتصاد ليس بهذا السوء». لكن كبير الاقتصاديين في مركز «توكايو طوكيو»، هيرواكي موتو، أشار إلى عامل يساهم في تثبيط التضخم، وهو ارتفاع الين الذي يتوقع أن تظهر آثاره على الأسعار بدءا من مايو (أيار) ويونيو (حزيران) القادمين، الذي سيهدئ من وتيرة ارتفاع أسعار الغذاء. ويقول الخبير إن «أسعار الغذاء والطاقة يدعمان مؤشر أسعار المستهلكين في الوقت الحالي»، مرجحا أن بنك اليابان المركزي لن تكون أمامه خيارات، غير الاستمرار في تأجيل الوقت المستهدف لبلوغ معدل تضخم أساسي عند 2 في المائة: «في الواقع فإن استقرار التضخم الأساسي فوق مستوى 1 في المائة سيكون تحديا». وتظل عوامل خارجية مثل أسعار الطاقة وسعر صرف الين وتوترات التجارة العالمية، بمثابة مخاطر رئيسية في أفق بنك اليابان المركزي، كما تقول «بلومبيرغ»، ولكن مكاسب الأسعار الأخيرة اعتمدت بشكل أقل على العوامل الخارجية، مقارنة بوقت سابق. وباستبعاد أسعار الأغذية الطازجة والطاقة، فإن مؤشر الأسعار ارتفع 0.5 في مارس، وزاد مؤشر الأسعار في مجملها 1.1 في المائة، وأسعار الطاقة ارتفعت 5.7 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بحسب موقع «جابان تايمز». وارتفعت أسعار الكيروسين في مارس بنسبة 13.3 في المائة، بينما زاد سعر البنزين بنسبة 7.5 في المائة، وفقاً لوزارة الشؤون الداخلية والاتصالات.
وبالنظر إلى مؤشر التضخم بعد استبعاد الأغذية الطازجة على مدار العام المالي الياباني، الذي انتهى الشهر الماضي، فقد سجل على مدار العام 0.7 في المائة، وهو التضخم الأعلى منذ 2014؛ لكنه يقل عن مستوى التضخم الذي توقعه بنك اليابان المركزي لهذه الفترة بنسبة 0.8 في المائة، بحسب «جابان تايمز».
وجددت اليابان هذا العام ولاية محافظ البنك المركزي، هاروهيكو كورودا، وهو مؤشر على ثقة رئيس الوزراء شينزو آبي في قدرة المحافظ على تطبيق السياسات النقدية التي تساعد على انتشال اقتصاد اليابان من الركود، ومن أحد أهم المؤشرات على نشاط الاقتصاد ارتفاع مستويات التضخم.
وأشرف كورودا على سياسة تيسير نقدي متشددة، وطبق في يناير (كانون الثاني) معدلات فائدة سلبية لأول في تاريخ البنك المركزي الياباني، ليفرض رسوما على الأموال المودعة لدى البنك، مما يساعد على تنشيط الإنفاق والنمو الاقتصادي بالتبعية.
وتعهد البنك المركزي أيضا الإبقاء على عائدات السندات الحكومية لمدة 10 سنوات حول الصفر، مواصلا عمليات الشراء بحسب الضرورة.



الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
TT

الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)

خفضت الشركات البريطانية أعداد موظفيها بأكبر وتيرة منذ جائحة «كوفيد - 19»، وسجلت أدنى مستوى من الثقة منذ فترات الإغلاق، وفقاً لنتائج مسحين ألقيا باللوم بشكل رئيس على الزيادات الضريبية التي فرضتها الحكومة الجديدة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات العالمي الأولي لشهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب استطلاع ربع سنوي أجرته هيئة التصنيع «ميك يو كيه»، مزيداً من الإشارات على تباطؤ الاقتصاد المرتبط بموازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، التي أُعلنت في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالإضافة إلى الامتناع عن استبدال الموظفين الذين غادروا، قامت بعض الشركات بتقليص ساعات العمل، واستكمال عمليات إعادة الهيكلة المخطط لها مسبقاً. وباستثناء الوباء، يعد هذا أكبر انخفاض في التوظيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

ورغم تراجع التوظيف، ارتفع مقياس مؤشر مديري المشتريات للأسعار التي تفرضها الشركات، مما قد يثير قلق لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، التي تراقب تأثير زيادات مساهمات الضمان الاجتماعي على أرباب العمل. وعقب نشر البيانات، شهد الجنيه الإسترليني زيادة مؤقتة، حيث ركز المستثمرون على الضغوط السعرية التي وردت في التقرير.

وقال توماس بوغ، الخبير الاقتصادي في شركة المحاسبة «آر إس إم يو كيه»: «تواجه لجنة السياسة النقدية الآن معادلة صعبة بين النمو البطيء وارتفاع التضخم، مما سيضطرها إلى خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي العام المقبل». وأضاف: «من غير المرجح أن يقدم بنك إنجلترا هدية عيد الميلاد المبكرة هذا الأسبوع»، في إشارة إلى قرار البنك بشأن أسعار الفائدة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة.

واستقر مؤشر مديري المشتريات الرئيس عند 50.5 متجاوزاً بقليل مستوى الـ50 الذي يشير إلى الاستقرار، لكنه جاء أقل من توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7.

وفيما يتعلق بالقطاعات، انخفض نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، رغم تحسن قطاع الخدمات. ومع ذلك، تراجعت معدلات التوظيف في كلا القطاعين بأكبر قدر منذ يناير (كانون الثاني) 2021، وفي المقابل، شهدت الأسعار التي تفرضها الشركات أكبر زيادة خلال تسعة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكاليف المدخلات، بما في ذلك الأجور.

وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتليجنس»: «لقد فقد الاقتصاد الزخم الذي شهده في وقت سابق من العام، حيث استجابت الشركات والأسر بشكل سلبي لسياسات حكومة حزب (العمال) المتشائمة».

من جانب آخر، أظهرت مسوحات «ميك يو كيه» انخفاضاً أشد في الثقة بين الشركات المصنعة منذ بداية الجائحة، حيث قال فاهين خان، كبير خبراء الاقتصاد في «ميك يو كيه»: «بعد مواجهة الارتفاع المستمر في التكاليف طوال العام، يواجه المصنعون الآن أزمة حقيقية في التكاليف».

بالإضافة إلى زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار) في مساهمات الضمان الاجتماعي التي فرضها أصحاب العمل وفقاً لموازنة ريفز، من المقرر أن يرتفع الحد الأدنى للأجور في بريطانيا بحلول أبريل (نيسان) بنسبة 7 في المائة.

وأظهرت استطلاعات حديثة أيضاً انخفاضاً في نيات التوظيف من قبل أصحاب العمل، في حين أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد البريطاني في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ عام 2020.