صبغات ذكية لحماية هياكل السيارات من التآكل

تحاكي بشرة الإنسان في طريقة تجديد نفسها

الصبغات الذكية تدوم أكثر من نظيرتها التقليدية
الصبغات الذكية تدوم أكثر من نظيرتها التقليدية
TT

صبغات ذكية لحماية هياكل السيارات من التآكل

الصبغات الذكية تدوم أكثر من نظيرتها التقليدية
الصبغات الذكية تدوم أكثر من نظيرتها التقليدية

فضلاً عن المواد الطيارة السامة والمعادن الثقيلة التي تحتويها دهانات هياكل السيارات التقليدية، فهي لا تحمي السيارات طويلاً من التآكل. ويقدر قطاع إنتاج السيارات الألماني كلفة تصليح التآكل في السيارات على المستوى العالمي بنحو 2.7 مليار يورو سنوياً.
ويقول العلماء الألمان من معهد «ماكس بلانك» المعروف، إنهم توصلوا إلى صبغة عصية على التآكل، كلفتها بسيطة، وتدوم أكثر من الصبغات التقليدية. ويدور الحديث عن صبغات ذكية تقلد بشرة الإنسان في ترميم نفسها.
علماً بأن إحصائية قطاع السيارات الألماني تشير إلى 130 مليار يورو هي كلفة ترميم هياكل السيارات ضد التأكسد كل سنة في ألمانيا، وهو مبلغ يرتفع إلى نسبة تشكل ربع إجمالي الإنتاج الوطني. تضاف إلى ذلك كلفة الأضرار الشخصية التي تحل بأصحاب السيارات والأضرار البيئية والأضرار الأخرى الناجمة عن التصنيع والاستعمال.
وغالباً ما تحتوي الصبغات التقليدية، التي تستخدم في صناعة السيارات لصيانة هيكل السيارة ضد العوامل المناخية، مثل الهواء والماء والشمس، على مواد مسببة للسرطان مثل «أملاح الكروم 6» وبعض المعادن الثقيلة.
وذكر البروفسور كاستن شتريب، من معهد «ماكس بلانك»، أن الصبغة الذكية الجديدة يمكن استخدامها أيضاً في حماية الآثار والأرشيفات من التآكل، وكذلك في حماية واجهات المباني التاريخية والمنحوتات الرخامية...إلخ
وأكد شتريب أن الصبغات الذكية تحاكي بشرة الإنسان في طريقة ترميم نفسها. وعندما يحدث شرخ صغير في الصبغة، يمهد لحصول التآكل، فإن الصبغة ترمم الشرخ بأقصى سرعة.
تحتوي الصبغة الذكية في قوامها على «حاويات» نانوية صغيرة وأخرى أكبر قليلاً يتم ملؤها بمادة عضوية مقاومة للتآكل ومحفوظة داخل غلاف متعدد الإلكترولايت. وحينما يحصل خدش ما في الصبغة يتغير في الحال الرقم الهيدروجيني (pH) في الصبغة، ويؤدي ذلك إلى انفتاح حاويات المادة الترميمية العضوية التي تتكفل بإعادة عملية التآكل إلى الخلف. يتولى الغلاف المتعدد الإلكترولايت بعد ذلك معادلة الرقم الهيدروجيني، وبالتالي منع حصول عملية تآكل جديدة أيضاً.
وثبت في المختبر أن الصبغة الذكية تقاوم التآكل بشكل لا يمكن مقارنته ببقية طرق حماية هياكل السيارات من التأكسد والتآكل. ومن مزايا الصبغة الذكية الجديدة أن من الممكن التحكم بحجم الحاويات النانوية فيها بما يكفل التحكم بالشروخ والخدوش الصغيرة والكبيرة في هيكل السيارة. كما يمكن للعلماء من الخارج تجديد قوى الصبغة الذكية وشحن الحاويات النانوية فيها بالمادة العضوية الترميمية. وكلف معهد «ماكس بلانك»، شركة «إنفايرال»، التي تتخذ من ولاية براندبورغ مقراً لها، بتسويق الصبغة بعد إنتاجها بكميات كافية للسوق.
جدير بالذكر أن شركة «م 3»، من مدينة نويس (غرب ألمانيا) طورت رقاقة تتمتع بمرونة لا تقل عن الصلابة التي تميزها ضد الخدش. وتحمي الغلالة الرقيقة جسد السيارة من الخدش عند الاحتكاك بالأشياء، ولا تتأثر حينما تتلقى ضربات الصبيان بالأحجار، ولا تنفذ خلالها الأدوات الحادة مثل السكاكين. وتم تصنيع الرقاقة من مادة عالية المرونة من «بولي يوريثان» التي تتفاعل وتلتصق على الأشياء بمساعدة طبقة رقيقة من مادة إكريلية لاصقة.
وتفيد مصادر الشركة بأن أي سائق قادر على لصق الرقاقات على سيارته دون الحاجة إلى مساعدة مختصين، لأنها تلتصق بسهولة دون أن تترك فقاعات أو طيات. ويمكن للمستخدم أن يكسو جسد سيارته كله من الداخل والخارج، دون عناء، كما يمكنه الاكتفاء بتغليف أجزاء السيارة الأكثر عرضة من غيرها للخدش. ولا يمكن تمييز الجزء المكسو بالرقاقة عن الجزء غير المكسو بها، كما يمكن إزالة الرقاقة بسهولة دون ترك أي أثر.
والرقاقة مقاومة للماء والصابون ومحاليل التنظيف والمحاليل المذيبة، ويمكن لصاحب السيارة أن يغسلها في ورشة الغسيل دون قلق.


مقالات ذات صلة

نيويورك تبدأ فرض «رسوم الزحام» على السيارات في مانهاتن

الولايات المتحدة​ خلال زحمة سير في أحد شوارع حي مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية في 11 يناير 2018 (أ.ب)

نيويورك تبدأ فرض «رسوم الزحام» على السيارات في مانهاتن

بدأت مدينة نيويورك تنفيذ برنامج رسوم الزحام وهي أول مدينة أميركية تطبق هذا النظام الذي يفرض رسوماً على السائقين الذين يدخلون بسياراتهم إلى «منطقة تخفيف الزحام».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سيارة «تسلا» معروضة بأحد المعارض في بكين (أ.ف.ب)

«تسلا» تتألق في الصين... و«أبل» تواجه تحديات

قالت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية «تسلا»، الجمعة، إن مبيعاتها في الصين ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 657 ألف سيارة في 2024

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيارة «تسلا سايبركاب» في معرض «أوتوموبيلتي LA» للسيارات في 21 نوفمبر 2024 (أ.ب)

«تسلا» تسجل تراجعاً سنوياً لأول مرة منذ 2015 رغم ارتفاع مبيعات الربع الأخير

شهدت مبيعات «تسلا» العالمية زيادة بنسبة 2.3 في المائة بالربع الأخير، رغم البداية البطيئة للعام، التي ساهمت في تسجيل أول انخفاض سنوي في مبيعات الشركة.

«الشرق الأوسط» (ديترويت (الولايات المتحدة))
الاقتصاد سيارات كهربائية بانتظار الشحن في ميناء يانتاي شرق الصين (أ.ف.ب)

شركات السيارات الكهربائية الصينية تمدد «حوافز الشراء»

مددت شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية حوافز الشراء حتى بداية عام 2025، مع استمرار حرب الأسعار، في أكبر سوق للسيارات في العالم، للعام الثالث على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

إنتاج تويوتا العالمي يتراجع للشهر العاشر رغم ارتفاع المبيعات

قالت شركة تويوتا موتور اليابانية لصناعة السيارات، يوم الأربعاء، إن إنتاجها العالمي انخفض، للشهر العاشر على التوالي، في نوفمبر

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.