مروان نجار: أحن إلى اكتشاف وجوه جديدة لم تلمسها حقن البوتوكس

يعود إلى الساحة الدرامية بـ«سكت الورق» بعد غياب 7 سنوات

مروان نجار: أحن إلى اكتشاف وجوه جديدة لم تلمسها حقن البوتوكس
TT

مروان نجار: أحن إلى اكتشاف وجوه جديدة لم تلمسها حقن البوتوكس

مروان نجار: أحن إلى اكتشاف وجوه جديدة لم تلمسها حقن البوتوكس

قال الكاتب اللبناني مروان نجار إن سبب غيابه عن الساحة الدرامية يعود إلى تخليه عن إنتاج أعماله، وهو الأمر الذي دفعه إلى الانتقال من وضع لآخر. ويضيف نجار الذي يعود بعد غياب 7 سنوات عن الدراما التلفزيونية في عمل من تأليفه بعنوان «سكت الورق» وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إثر إقفال مكتبي (في شركة إنتاج كان يملكها) رحت أراقب الأوضاع من بعيد، وخفت من خوض تجارب جديدة في ظل تقاعس بعض المنتجين عن دفع الحقوق المادية المستحقة عليهم للممثلين وغيرهم من فريق العمل المتعاون معهم. وفي هذه الفترة تغيرت القواعد الذهبية التي اعتدنا عليها في طريقة التعاون ما بين الثلاثي الأساسي للعمل الدرامي (المخرج والمنتج والكاتب) والتي كان يسودها الثقة التامة. كما أن موجة أعمال قصص العشق المرتكزة على ثلاثي من نوع آخر (الزوج والزوجة والعشيق) لم أحبذها ولم أرغب في دخولها لا من بعيد ولا من قريب». ويوضح: «اشتهر هذا النوع من القصص في الماضي عندما تم تقديمها في إطار العمل الفني الراقي الذي ما زال يحفر في ذاكرتنا كـ(مدام بوفاري) الفرنسية و(أنا كارينا) الروسية و(لايدي شاترلي) البريطانية. أما في منطقتنا فقد حولوها إلى موضة يتبعونها منذ فترة ويكررونها دون توقف. حتى أن الراحل مروان العبد اضطر إلى أن يغير اسم آخر مسلسل كتبه، فحوّله إلى (كل الحب كل الغرام) ليلاقي طريقه إلى الإنتاج بعدما كان عنوانه الأصلي (بنت الأرض)». ويرى نجار أن شاشة التلفزيون لا يجب أن تتوجه إلى فرد واحد من العائلة بل إلى كاملها كونها تعد وسيلة ترفيه عائلية. ويتابع: «المشكلة هي أن كتاب الدراما باتوا يخافون من تأليف قصص تخرج عن هذا النطاق وإلا وجدوا أنفسهم خارج الخريطة الدرامية». وعما إذا كانت موضة الأعمال المختلطة ساهمت في تأخير دخوله الساحة هو المعروف عنه كتابة مواضيع تتناول الواقع اللبناني يرد: «لا علاقة للدراما المختلطة بغيابي عن الساحة، فأنا أيضا عملت في نطاقها عندما كتبت (اشتريني) ونقلت فيه الصورة الخاطئة التي يتبادلها الشعبان الخليجي واللبناني عن بعضهما بعضا كي أكسر هذه النمطية السلبية بينهما. كل ما في الموضوع هو أن الزمن تغير وكذلك طبيعة أعمال الدراما الرائجة». ووصف الكتابة يقول: «هي متنفسي الوحيد ولا أستطيع أن أعيش دونها فالقلم صديقي ومن دونه أشعر بالاختناق».
وعن عملية عودته إلى الساحة بمسلسل «سكت الورق» الذي يعرض حاليا على شاشة «إم تي في» يروي: «الأمر حصل بالصدفة واعتقدت في بداية الأمر بأن تعاونا كاملا سيغلفه. ولكني اكتشفت أن هناك أسلوب عمل جديد يسود الدراما اليوم في أمور الإخراج والإنتاج. ففي الماضي كان يتم هذا التعاون في سبيل تقديم عمل متكامل فيحضر الكاتب عملية التصوير ويجري قراءات مباشرة على النص في حال وجد ضرورة لتغييرات فيه. ولكني فوجئت بمن يقول لي «شكرا على النص وهنا تنتهي مهمتك»، فانسحبت تلقائيا بعدما اكتشفت بأن المنتج يرغب في تعيين نفسه مخرجا أيضا. فقلت لنفسي إنه ربما علي التماشي مع هذا الوضع وأتعلم أشياء جديدة، فأنا أحب دائما إضافة الجديد إلى خبرتي». ويوضح مروان نجار الذي ساهم في صناعة الدراما المحلية وكانت له بصمته عليها في أعمال عدة كـ«طالبين القرب» و«أحلى بيوت» و«مريانا» و«الطاغية» وغيرها». ليس لدي أي شيء شخصي تجاه أحدهم ولكن كل ما في الموضوع هو أنه تمّت إزاحة المخرج والكاتب كأصحاب رؤيا، وحلّ مكانهما رؤيا موزع العمل وحده الذي انحصرت به مهمة الترويج للعمل الدرامي في الأسواق». ويرى نجار أن فن الدراما يكمن في نقل الواقع بأسلوب حالم، فالواقعية برأيه لا تعتمد على نسخها بل على إعادة بنائها بأسلوب كاتبها».
وعما إذا هو اليوم منصدم بواقع صناعة الدراما الحديثة يرد: «المهم في الموضوع هو أنني ما زلت كما أنا ولم أتغير، واعتدت في الماضي التعامل مع الطرف الآخر دون وضع أي شروط كونها أمور متعارف عليها. فلقد سبق وتعاونت مع مخرجين كثيرين رائدين في مجال الدراما أمثال سمير حبشي ونقولا أبو سمح والراحلين جان فياض وأنطوان ريمي وكانت تجمعني بهم رؤيا واحدة. ولكن يبدو أن الأمور تغيرت اليوم وليس في لبنان فقط، بل على الصعيد العالمي أيضا والأهم هو أن يبقى النجاح حليف صناعتنا هذه».
والمعروف أن مسلسل «سكت الورق» هو من إنتاج وإخراج نديم مهنا (سبق وعمل في مجال تقديم برامج تلفزيونية رياضية) ومن بطولة داليدا خليل وتقلا شمعون وخالد القيش ونهلة داود وجوزيف ساسين وأسعد رشدان وغيرهم. ويحكي عن كيفية اختيار الممثلين يقول: «في البداية كان بيننا اجتماعات وحوارات تناقشنا خلالها في أمور عدة وتطرقنا فيها إلى عملية اختيار الممثلين». وتدور أحداث المسلسل حول لين (داليدا خليل) التي تكتشف سرّاً دفيناً عن والديها اللذين توفيا في ضيعة عيون التّل منذ عشرين عاماً في ظروف غامضة، قبل وفاة جدتها ياسمين (تقلا شمعون) التي ربّتها منذ أيامها الأولى.
حاليا ينشغل مروان نجار في إعادة كتابة مسلسل «ديالا» الذي تم عرضه منتصف السبعينات ولعبت بطولته يومها الراحلة هند أبي اللمع.
وعما يحن إليه حاليا هو الذي يعد كاتبا مخضرما واكب صناعة الدراما اللبنانية منذ بدايتها حتى اليوم يرد: «أحن إلى إعطاء الفرص لمواهب تمثيلية جديدة أصحاب خلفية أكاديمية وليسوا مجرد مطربين. فهؤلاء الشباب بحاجة إلى الفرص المناسبة كونهم مؤهلين لدخول هذا العالم ومزودين بالدراسة المطلوبة. فلقد تعبنا من الأشخاص الذين يعيشون على نظام غذائي أو على حقن البوتوكس كي يستمروا في مهنة التمثيل. والأمر نفسه ينطبق على الكتاب؛ إذ إن الساحة بحاجة إلى أقلام جديدة تحركها. ويختم: «هي موضة دراما رائجة على خطوط وعناوين معينة نأمل في أن تنتهي مدتها قريبا وتعود الأمور إلى أصالتها».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».