رئيس أركان الجيش الليبي: جيشنا سيحرر درنة دون مساعدة خارجية

فرنسا تؤكد تحسن صحة حفتر... والناظوري يتوقع عودته لحضور احتفالات {عملية الكرامة}

المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الليبي محمد سيالة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الليبي محمد سيالة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

رئيس أركان الجيش الليبي: جيشنا سيحرر درنة دون مساعدة خارجية

المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الليبي محمد سيالة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الليبي محمد سيالة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)

بعد ساعات من نجاته من محاولة اغتيال فاشلة، قال الفريق الناظوري، رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، إنه «من المتوقع أن يعود المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، إلى البلاد بعد يومين أو ثلاثة أيام»، لحضور ما وصفه باحتفالات شعبية ورسمية وعسكرية بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق (عملية الكرامة)، التي أطلقها حفتر عام 2014 لتحرير ليبيا، وخاصة المنطقة الشرقية، من «الجماعات الإرهابية والمتطرفة».
وأوضح الناظوري لـ«الشرق الأوسط» أن «المشير حفتر سيعود بإذن الله إلى أرض الوطن خلال يومين أو ثلاثة أيام»، مبرزا أنه تلقى من المشير اتصالا هاتفيا اطمأن فيه على صحته بعد محاولة الاغتيال، وسأل عن الحادث وتفاصيله.
واتهم الناظوري، الذي يعتبر الرجل الثاني في الجيش الوطني الليبي، من وصفهم بالإرهابيين والمتطرفين بمحاولة اغتياله، معتبرا أن محاولة الاغتيال الفاشلة لن تثنيه عن ممارسة مهام عمله كجندي يقارع الإرهاب في بلاده، وأكد أن فلول الإرهابيين من تنظيم القاعدة والـ«دواعش» هم من يقف وراء هذه العملية، لافتا إلى أن رد فعل الشارع في شرق ليبيا على هذه المحاولة كان كبيرا، وقال في هذا السياق: «انتاب الناس هنا فرحة عارمة بعد نجاتي، وتلقيت مئات الاتصالات الهاتفية من داخل وخارج البلاد، واستقبلت ربما آلاف المهنئين من هذه المحاولة الإرهابية الآثمة».
وحول مدى استعداد الجيش الوطني لتحرير مدينة درنة، التي تعد آخر معاقل الجماعات الإرهابية في منطقة ساحل شرق ليبيا، قال الناظوري إن «جاهزية قوات الجيش مائة في المائة. نحن نعرف أن هناك تقريبا نحو 500 إرهابي من مختلف جنسيات دول العالم ما زالوا يوجدون في المدينة، لكننا سندخلها قريبا جدا»، معتبرا أن المهلة التي منحها الجيش لاستسلام المتطرفين داخل المدينة قد انتهت، وبالتالي لا مفاوضات ولا وساطات. وتوقع الناظوري أن تحسم قوات الجيش الوطني الحرب لصالحها في وقت قريب، موضحا أنه توجد خطة لاجتياحها.
وبخصوص تمكن قوات الجيش من القضاء على الإرهاب في ليبيا، وخاصة المنطقة الشرقية، قال الناظوري إنه «رغم الإمكانيات المحدودة التي تمتلكها، فقد استطاعت قواتنا المسلحة القضاء على الإرهاب في المنطقة الشرقية بنسبة 95 في المائة»، معتبرا أن «نسبة الخمسة في المائة الأخرى تمثل البؤرة الباقية، وهي درنة».
كما أكد الناظوري أن قوات الجيش الوطني هي وحدها من سيقوم بعملية تحرير درنة، نافيا بذلك تقارير إعلامية زعمت وجود قوات مصرية وروسية تستعد لدخول المدينة إلى جانب قوات الجيش الوطني. كما نفى رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي ما يشاع عن وجود قاعدة عسكرية روسية في المنطقة الشرقية في ليبيا، مؤكدا في المقابل أن «الأمر عار تماما عن الصحة ولا أساس له».
وتأكيدا على صحة المعلومات التي نشرتها «الشرق الأوسط» مؤخرا بشأن رفض حفتر الموافقة على طلب قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا، والمعروفة باسم «أفريكوم»، مشاركة قوات أميركية في تحرير درنة، قال الناظوري باقتضاب: «نعم صحيح ما قاله المشير». ورأى أن الحظر الدولي الذي يفرضه مجلس الأمن على تسليح الجيش الليبي، سينتهي بعد ما يتم تحرير البلاد من الإرهابيين وتوحيد الجيش بالكامل، مؤكدا أن ليبيا تسعى للحفاظ على استقرارها والقضاء على الإرهاب لكي تكون دولة على علاقات طيبة بالجميع، حبيبة لكل الجيران.
وكان الناظوري، الذي يشغل أيضا منصب الحاكم العسكري (درنة - بن جواد) قد اتهم الخلايا الإرهابية بالوقوف وراء محاولة اغتياله في منطقة سيدي خليفة بالمدخل الشرقي لمدينة بنغازي، واعتبر في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس أن هذا العمل الجبان يأتي بعد هزيمة هذه الجماعات الإرهابية عسكريا في الميدان، ودليلا على إفلاسها.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، مساء أول من أمس، إن صحة حفتر، الذي يتلقى العلاج بمستشفى عسكري في باريس، قد تحسنت إلى الأفضل، لكن دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل، وذلك في أول تصريحات بخصوص المشير حفتر نقلتها إذاعة فرنسا الدولية (إر إف إي).
من جانبها، أعلنت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، أن المشير حفتر «يتمتع بصحة ممتازة، وسيعود قريبا إلى أرض الوطن بعد إنجاز ما سافر من أجله»، وقالت في بيان لها أمس إنها «تفند كل الأكاذيب والشائعات المروجة عن صحة المشير حفتر من قبل جماعة الإخوان المسلمين وذيولهم»، في وقت أدان فيه مجلس النواب في طبرق، والمجلس الرئاسي في طرابلس، محاولة اغتيال الناظوري.
إلى ذلك، أصيبت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الليبية جزئيا، إثر سقوط مفاجئ لقذيفة على مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس.
وقال مسؤول أمني إن القذيفة أصابت طائرة من طراز 320 إيرباص، كما ألحقت أضرارا مادية بقاعة الوصول، أظهرتها صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشكت بلدية سوق الجمعة في بيان رسمي لها من تكرار سقوط القذائف العشوائية على منطقة الجلاء والمطار طوال اليومين الماضيين، من دون تحديد الجهة المسؤولة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.