عون: عودة النازحين إلى سوريا تساهم في استعادة الاستقرار

500 غادروا شبعا اللبنانية إلى بيت جن

عائلات سورية نازحة إلى شبعا في لبنان تنتظر الحافلات التي أقلتها أمس إلى بيت جن في سوريا (رويترز)
عائلات سورية نازحة إلى شبعا في لبنان تنتظر الحافلات التي أقلتها أمس إلى بيت جن في سوريا (رويترز)
TT

عون: عودة النازحين إلى سوريا تساهم في استعادة الاستقرار

عائلات سورية نازحة إلى شبعا في لبنان تنتظر الحافلات التي أقلتها أمس إلى بيت جن في سوريا (رويترز)
عائلات سورية نازحة إلى شبعا في لبنان تنتظر الحافلات التي أقلتها أمس إلى بيت جن في سوريا (رويترز)

قال رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إن عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة تساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان، في وقت غادر فيه مئات النازحين من بلدة شبعا الحدودية إلى بيت جن التي خضعت نهاية العام الماضي إلى اتفاق مصالحة.
ولفتت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن حوالي 15 حافلة سورية أقلّت 500 سوري حسب لوائح معدة مسبقا، بإشراف الأمن العام اللبناني، وذلك بعد تأخير حوالي ساعة عن الموعد المحدد مسبقا نتيجة بعض العقبات الإدارية.
وفي ضوء هذه العودة، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنها على علم بهذه العملية لكنها لا تشارك بها، مشيرة في بيان لها إلى أن «فرق المفوضية على الأرض ناقشت مع اللاجئين والسلطات المعنية، لتقييم نوايا اللاجئين والظروف التي ستتم فيها هذه العودة». وأوضحت أنها «لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، نظرا إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا. ومع ذلك، تحترم المفوضية القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، عندما تتخذ دون ضغوط لا مبرر لها، وبعد تقييمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية».
في غضون ذلك، أعاد الرئيس عون التأكيد على أن عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى المناطق الآمنة في سوريا، سوف تساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان الذي يعوّل على مساعدة الدول لا سيما الولايات المتحدة والأميركية، لتحقيق هذه العودة».
وجاء كلامه خلال استقباله رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان، لافتا إلى أن «المنظمات الدولية تحققت من رغبة السوريين بالعودة إلى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها، وثمة مجموعات باشرت العودة الاختيارية إلى مدن سورية، ما يؤكد وجود أوضاع أمنية تسمح بذلك». وشدد كذلك «على ضرورة العمل لإعادة المسيحيين إلى الدول العربية التي أُبعدوا عنها قسراً، ومساعدتهم في وضع حد لمعاناتهم بعد الحروب التي شهدتها هذه الدول».
وعن القضية الفلسطينية قال عون «إن إسرائيل تضغط، بعد إعلان نيتها التحول إلى دولة يهودية، على باقي الأديان كي يخلوا الأماكن المقدسة الخاصة بهم، وهو أمر من شأنه أن يزداد في حال تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس التي تضم المعالم المقدسة للأديان كافة».
من جهته، شكر الكاردينال دولان رئيس الجمهورية على استقباله والوفد المرافق، واصفا لبنان بـ«المثال للتعايش بين الأديان بسلام»، ومنوّها بـ«الضيافة التي يقدمها للنازحين واللاجئين، وقال: «فيما نفكر في كيفية مساعدة لبنان، يمكن القول إن لبنان هو من ساعدنا، ونحن سنعود إلى الولايات المتحدة حاملين هذه الرسالة عن شعب مفعم بالحياة والأمل والإرادة».
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني في بيان، أنه «يواكب عملية مغادرة 80 عائلة سورية (462 شخصا) بواسطة 14 حافلة، وبقيت حافلة واحدة فارغة، من ثانوية شبعا الرسمية إلى الحدود السورية عند المصنع»، وفق بيان للصليب الأحمر.
ولفت البيان إلى أنه «يشارك في العملية 5 سيارات إسعاف 32 مسعفا وسيارتان إداريتان من الصليب الأحمر اللبناني، إضافة إلى عيادة نقالة مع سائقها وطبيب وممرضة ستكون في انتظارهم عند الحدود اللبنانية - السورية من أجل التدخل عند الحاجة. وستتولى الحافلات نقل المغادرين من المصنع إلى الداخل السوري حيث سيتسلم كوادر الهلال الأحمر العربي السوري ومتطوعوه مهمة مواكبة القافلة داخل الأراضي السورية».
وأكد أنه «في حال حصول أي طارئ، ستكون مراكز الصليب الأحمر اللبناني، الموزعة على المسار الذي ستسلكه القافلة المتوجهة إلى المصنع مرورا براشيا، على جهوزية تامة من أجل تلبية أي طارئ».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».