وزير الداخلية المغربي يقترح تمويل الأحزاب السياسية من قبل القطاع الخاص

حصاد طالب بدعمها في إطار من الشفافية التامة

محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي
محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي
TT

وزير الداخلية المغربي يقترح تمويل الأحزاب السياسية من قبل القطاع الخاص

محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي
محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي

دعا محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، أمس إلى التفكير في فتح الباب أمام القطاع الخاص لتمويل الأحزاب السياسية في المغرب، نظرا لضعف الدعم المالي الذي تخصصه الدولة لهذه الأحزاب.
وكشف حصاد، الذي كان يتحدث أمس في جلسة عامة بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، خصصت لمناقشة تقرير المجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة لرقابة المال العام) الذي قدمه إدريس جطو رئيس المجلس أمام البرلمان في 21 مايو (أيار) الماضي، أن مبلغ الدعم السنوي الذي تقدمه الدولة إلى الأحزاب السياسية منذ 2006 يبلغ 60 مليون درهم (سبعة ملايين دولار)، تقسم سنويا على 30 حزبا سياسيا. أما مصاريف الدعم المخصصة لمؤتمرات الأحزاب فتبلغ 17 مليون درهم (2.2 مليون دولار) فقط.
ودعا حصاد إلى تقييم سياسة الدعم المالي المقدم للأحزاب السياسية، وأشار إلى أن الإمكانيات المالية تعد من الهواجس الأساسية التي تتقاسمها الأحزاب السياسية في المغرب.
وكشف حصاد أيضا أن الدعم المخصص للحملات الانتخابية بلغ سنة 2009 ما مجموعه مائة و50 مليون درهم (17.8 مليون دولار)، مشيرا إلى أن عدد المرشحين كان مائة و30 ألف مرشح، وهو ما يعادل ألف درهم لكل مرشح. وبالنسبة للانتخابات التشريعية التي جرت عام 2011 بلغ الدعم فيها 220 مليون درهم (26 مليون دولار)، كما بلغ عدد مرشحيها سبعة آلاف مرشح، أي ما يقارب 30 ألف درهم لكل مرشح.
وبخصوص المراقبة، التي يقوم بها المجلس الأعلى للحسابات لمالية الأحزاب، قال حصاد إن أكثر من ثلثي الأحزاب لا تمتلك الإمكانيات المالية والبشرية لتقديم الحسابات بالشكل والصيغة المطلوبة قانونيا، الأمر الذي يتطلب ضرورة حل مشكلة ملائمة الإمكانيات البشرية والمالية، مع نوعية المراقبة المالية المطلوبة قانونيا.
وأثار الوزير المغربي مجموعة من التساؤلات، التي ينبغي برأيه، فتح النقاش بشأنها، وقال: «هل يمكن اعتبار 60 مليون درهم موجهة لـ30 حزبا سياسيا مبلغا كافيا أو غير كاف لتلعب هذه الأحزاب دورها في تأطير المواطنين كما نص على ذلك الدستور؟». وتساءل أيضا: «ألم يحن الوقت لتقديم التمويل الخاص للأحزاب في نطاق من الشفافية كما هو معمول به في كثير من الدول الأوروبية والأميركية»، وأضاف أن القطاع الخاص يمكنه المساهمة في تمويل الأحزاب السياسية في إطار منظم قانونيا.
وطالب حصاد أيضا بفتح نقاش حول نفقات الحملات الانتخابية، لا سيما الجانب المتعلق بسقف المصاريف لأنها لم تعد، حسب رأيه، تساير الواقع، ودعا الحكومة والبرلمان إلى الإجابة عن تلك الأسئلة حتى تسير في اتجاه واحد، هو دعم إمكانيات الأحزاب السياسية في إطار من الشفافية التامة التي ينبغي أن يسعى إليها الجميع.
وفي السياق ذاته، دعا مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، أمس، إلى تطبيق المبدأ الدستوري الذي يربط الحقوق بالواجبات، من خلال ربط استفادة المواطنين بالخدمات العمومية، بأداء ما عليهم من الغرامات المالية المحكوم بها عليهم من قبل المحاكم، مع استثناء الخدمات المتعلقة بالصحة والتعليم، بهدف رفع نسبة تحصيل الغرامات التي تقرها المحاكم بعدما بين تقرير المجلس وجود انخفاض كبير في استخلاص هذه الغرامات، وهي التوصية نفسها التي أوصى بها المجلس الأعلى للحسابات.
وأقر الرميد حدوث انخفاض كبير في المبالغ المحصلة من طرف وزارة العدل خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ انتقل المبلغ من 127 مليون درهم عام 2003 إلى 101 مليون درهم عام 2010، مشيرا إلى أنه منذ مجيئه إلى الوزارة بدأ مستوى التحصيل في تصاعد، إذ انتقل المبلغ من 101 مليون درهم إلى 181 مليون عام 2013.
وتناوب رؤساء الفرق النيابية من الغالبية والمعارضة على مناقشة ما تضمنه تقرير المجلس، الذي رصد مجموعة من الاختلالات في مختلف القطاعات، بيد أن حجم القضايا والملفات التي تناولها التقرير، والمدة القصيرة المخصصة للمداخلات فرض عليهم اختزال ملاحظاتهم، وهو ما دفع إدريس لشكر، رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، إلى انتقاد «التعامل المحافظ» للطبقة السياسية مع الدستور الجديد، والذي أدى، حسب رأيه، إلى إصدار نظام داخلي لمجلس النواب، يتضمن عددا من المعيقات، أبرزها إغفاله تحديد كيفية مناقشة تقرير المجلس الأعلى للحسابات من قبل النواب.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.