منظمة التجارة تتوصل إلى اتفاق تجاري عالمي لأول مرة منذ تأسيسها

رئيس المفوضية الأوروبية عده «دفعة حقيقية» للاقتصاد

وزير التجارة الإندونيسي جيتا ويرجوان (وسط) ورئيس منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو إلى يمينه يصفقون خلال الحفل الختامي  وإنهاء الاتفاقية التجارية العالمية الأولى للمنظمة في بالي الإندونيسية أمس (أ.ف.ب)
وزير التجارة الإندونيسي جيتا ويرجوان (وسط) ورئيس منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو إلى يمينه يصفقون خلال الحفل الختامي وإنهاء الاتفاقية التجارية العالمية الأولى للمنظمة في بالي الإندونيسية أمس (أ.ف.ب)
TT

منظمة التجارة تتوصل إلى اتفاق تجاري عالمي لأول مرة منذ تأسيسها

وزير التجارة الإندونيسي جيتا ويرجوان (وسط) ورئيس منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو إلى يمينه يصفقون خلال الحفل الختامي  وإنهاء الاتفاقية التجارية العالمية الأولى للمنظمة في بالي الإندونيسية أمس (أ.ف.ب)
وزير التجارة الإندونيسي جيتا ويرجوان (وسط) ورئيس منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو إلى يمينه يصفقون خلال الحفل الختامي وإنهاء الاتفاقية التجارية العالمية الأولى للمنظمة في بالي الإندونيسية أمس (أ.ف.ب)

توصلت منظمة التجارة العالمية لاتفاق بشأن أول إصلاح تجاري عالمي أمس وسط تصفيق 160 وزيرا تجمعوا في جزيرة بالي بإندونيسيا للبت في اتفاق من شأنه إضافة تريليون دولار لحجم الاقتصاد العالمي.
جاءت الموافقة بعد أن تخلت كوبا عن تهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) على هذه الحزمة من الإجراءات.
وقال مدير المنظمة روبرتو أزيفيدو للوزراء المنهكين بعد أن امتدت المحادثات يوما إضافيا: «لأول مرة في التاريخ تحقق منظمة التجارة العالمية ما وعدت به».
وتابع: «هذه المرة توافق جميع الأعضاء وأعدنا العالم لمنظمة التجارة العالمية.. بالي مجرد بداية». وتمثل هذه الاتفاقية أول اتفاقية تجارية عالمية تتوصل إليها منظمة التجارة العالمية منذ إنشائها عام 1995. توقع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أمس أن يساعد الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية على تحريك الاقتصاد العالمي. وقال في بيان: «هذا سوف يعطي دفعة حقيقية. ويمكن أن تصل المكاسب المحتملة للاقتصاد العالمي إلى تريليون دولار.. سوف يقدم الاتفاق مساعدة حيوية للفقراء في مختلف أنحاء العالم في الدول الأقل تقدما». وأضاف: «لقد عادت منظمة التجارة العالمية إلى المسار وتجري إصلاحات». وسوف يقدم الاتحاد الأوروبي 400 مليون يورو (548 مليون دولار) على مدار خمس سنوات لمساعدة الدول النامية على تنفيذ الاتفاق، حيث قال المفوض الأوروبي المعني بالتجارة كارل دي جوشت إن الاستثمار سوف يجلب عائدات «ضخمة» عندما يتعلق الأمر بالنمو والوظائف والتنمية.
وتنقذ الاتفاقية أيضا منظمة التجارة العالمية من حافة الفشل وستعيد الثقة في قدرتها على تقليص العوائق أمام التجارة العالمية بعد مفاوضات لم يكتب لها النجاح على مدى 12 سنة.
ويقلص الاتفاق القيود التجارية ويسرع بإجراءات الإفراج الجمركي عن السلع، ويقدر محللون أنه سيعزز الاقتصاد العالمي بمليارات الدولارات بمرور الوقت ويوفر أكثر من 20 مليون فرصة عمل معظمها في الدول النامية. ويحتاج الاتفاق لموافقة حكومات الدول الأعضاء.
وقال مايكل فرومان المندوب التجاري الأميركي: «إنه جيد للدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء». وجاءت تلك الانفراجة في الوقت الذي منحت فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهند وغيرها من البلدان الحق في الدعم الزراعي الذي يهدف إلى إطعام الفقراء. ويتضمن الاتفاق الذي جرى التفاوض عليه أيضا مجموعة من التدابير التي من شأنها جعل التجارة أكثر سهولة والتي يمكن أن توفر21 مليون فرصة عمل، معظمها في البلدان النامية، وفقا لتقديرات غرفة التجارة الدولية.
وتأتي حزمة اتفاق بالي المؤلفة من 10 اتفاقيات بعد ما يسمى بجولة أوروغواي للمفاوضات التجارية التي اختتمت في عام 1994 بمعاهدات تخص السلع والخدمات والملكية الفكرية، وهو ما أدى إلى إيجاد القواعد التي تقوم عليها منظمة التجارة العالمية.
وبموجب الاتفاق، سمح الغرب للهند بأن تدعم المواد الغذائية المقدمة لـ820 مليون شخص من الفقراء، رغم أن تلك السياسة تتعارض مع القواعد الحالية لمنظمة التجارة العالمية.
وفي المقابل، تخلى المفاوضون الهنود عن مطلبهم بألا يكون هناك أي حد زمني بالنسبة للدعم. ويقول مشروع النص إنه يجب التوصل لقرار نهائي في هذا الشأن خلال السنوات الأربع المقبلة. ويلزم الاتفاق الساري المفعول الهند بالتأكد من أن مخزون المواد الغذائية للفقراء لا ينتهي به المطاف ليباع في أسواق بلدان أخرى مثل باكستان أو تايلند وألا تدفع نحو تخفيض الأسعار هناك. وبالإضافة إلى خفض الدعم الزراعي، فإن حزمة اتفاق بالي تتطلب وجود تدابير لتحرير التجارة من خلال الاستغناء عن الحواجز البيروقراطية. كما تشمل أيضا تقديم مساعدات للدول الأقل نموا في العالم، فضلا عن اتخاذ تدابير لمساعدتهم على تصدير السلع إلى الأسواق الصناعية والناشئة.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.