السيسي يشارك في اجتماعات القمة الأفريقية غدا

وزراء خارجية القارة السمراء يحضرون لمناقشة قضايا مشتركة

السيسي يشارك في اجتماعات القمة الأفريقية غدا
TT

السيسي يشارك في اجتماعات القمة الأفريقية غدا

السيسي يشارك في اجتماعات القمة الأفريقية غدا

انطلقت أمس اجتماعات وزراء الخارجية الأفارقة بمشاركة مصر، التي عادت لحضور اجتماعات القمة الأفريقية بعد أن كان الاتحاد الأفريقي قد جمد عضويتها منذ الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي الصيف الماضي. وناقشت الاجتماعات قضايا «الزراعة والأمن الغذائي» في القارة السمراء. وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن عودة بلاده لحضور اجتماعات القمة الأفريقية ليست مجرد عودة؛ وإنما تفاعل مستمر وبحث عن مجالات تعاون جديدة، والإسهام في مشروعات تحقق طموحات الشعوب الأفريقية في التنمية من خلال الاعتماد المتبادل على الإمكانيات الضخمة المتوافرة في القارة الأفريقية.
ووصل شكري في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، حيث يرأس وفد مصر في اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي، والتي بدأت أمس وتستمر يومين، للتحضير لاجتماعات قمة رؤساء دول وحكومات أعضاء الاتحاد الأفريقي والتي سيترأس وفد مصر خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بعد إنهاء تعليق عضويتها بالاتحاد، والذي استمر نحو العام عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في يوليو (تموز) من العام الماضي.
وافتتحت الدكتورة انكوسازا نالاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأحمد ولد تكدي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، رئيس المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية، أعمال الاجتماع الوزاري. وأعقب ذلك كلمة ترحيب من وزير الشؤون الخارجية والتعاون في غينيا الاستوائية؛ الدولة المضيفة. كما تحدث خلال الجلسة الدكتور كارل لوبيز، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا.
وتعقد القمة الأفريقية الحالية تحت شعار «الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا»، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لتدشين برنامج التنمية الزراعي الشامل في أفريقيا، وهو أحد المشروعات الرائدة التي جرى إطلاقها في إطار مبادرة «النيباد» (الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا)، التي تعد مصر إحدى الدول الأفريقية الخمس المؤسسة لها.
وتتناول القمة واجتماعاتها التحضيرية على المستوى الوزاري ومستوى كبار المسؤولين العديد من الموضوعات الهامة المطروحة على الأجندة الأفريقية والدولية، ومن بينها موضوع إصلاح وتوسيع مجلس الأمن، وحالة السلم والأمن في أفريقيا، وأجندة التنمية لما بعد عام 2015، وموضوعات التغير المناخي، واستراتيجية الاتحاد الأفريقي، وميزانية الاتحاد الأفريقي لعام 2015، والتقارير المقدمة من أجهزة الاتحاد الأفريقي المختلفة حول أنشطتها. ويعقد غدا على هامش القمة اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات لتوجيه النيباد، وقمة آلية مراجعة النظراء الأفريقية، كما تشارك مصر في الجلسة المفتوحة التي سيعقدها مجلس السلم والأمن الأفريقي مساء الغد بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشائه.
وأعرب شكري - في تصريحات صحافية، عقب وصوله - عن تطلع مصر إلى أن تكون القمة الأفريقية التي تستضيفها غينيا الاستوائية بداية لمرحلة جديدة من التضامن والتعاون بين الشعوب والدول الأفريقية. وقال: «إننا نقدم على استعادة موقعنا في الاتحاد الأفريقي بكثير من الإعزاز، ونعود ثانية وسط الأشقاء الأفارقة».
ووصف وزير الخارجية المصري القمة الأفريقية بأنها «مناسبة مهمة بالنسبة لمصر» بعد تنفيذ الاستحقاق الثاني وفق «خارطة المستقبل» (التي أعلنت في الثالث من يوليو/ تموز الماضي) بانتخاب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. وأضاف: «إننا نتطلع لأن تكون القمة الأفريقية بداية لتعاون مثمر وعلاقات حميمة، على الرغم من الأحداث التي أدت إلى تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، والتي على الرغم منها فإن مصر لم تكن بعيدة عن أشقائها الأفارقة».
ونوه وزير الخارجية إلى أن علاقة مصر بالدول الأفريقية على المستوى الثنائي كانت قائمة وفيها تفاعل وتعاون مشترك، ولكن مصر تعود الآن أيضا إلى الإطار المتعدد، وتتفاعل بإيجابية وبإخلاص من أجل المصلحة الأفريقية المشتركة ومن أجل تدعيم العلاقات بين الأشقاء. وأشار إلى أن القمة الأفريقية في مالابو مناسبة مهمة أيضا لكي تشارك مصر فيها على المستويين الوزاري والقمة. وقال: «نتطلع لأن تكون بداية لمرحلة جديدة من التضامن والتعاون بين الشعوب والدول الأفريقية».
وحول عتاب بعض الأشقاء الأفارقة في الماضي بشأن أن مصر لم تشارك لسنوات في القمم الأفريقية على مستوى القمة، قال وزير الخارجية: «إننا ننظر للمستقبل»، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي «أكد أكثر من مرة على الاهتمام والأولوية التي يوليها للعلاقات التي لا نقول عنها (المصرية – الأفريقية)، لأن مصر جزء لا يتجزأ من أفريقيا، ولكن العلاقات بين أشقاء أفارقة، لأن هذا هو محيطنا ووجداننا الأساسي».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.