تفتح سيطرة النظام السوري على الغوطة الشرقية التي شكلت لسنوات «الخاصرة الرخوة» لدمشق، الطريق أمام الجيش للتوجه جنوباً وتركيز عملياته وفق محللين على درعا، المحافظة التي انطلقت منها بداية الاحتجاجات الشعبية قبل سبع سنوات.
ويوفر هذا التقدم الميداني وحدات عسكرية لا يستهان بها، تنتظر صفارة الانطلاق نحو درعا، في وقت تبدو استعادة محافظة إدلب (شمال غرب) في الوقت الراهن مهمة أكثر تعقيداً وفق ما يشرح محللون لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومع تأمين محيط العاصمة، يبقى أمام قوات النظام بضعة أحياء في جنوب دمشق تحت سيطرة تنظيم «داعش»، هي الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن والقدم.
ورجحت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات أن يبادر الجيش إلى «حسم الأمر في منطقة جنوب العاصمة» بعد الانتهاء من الغوطة الشرقية.
وتحشد قوات النظام منذ أكثر من أسبوع قواتها في محيط مخيم اليرموك تمهيداً لطرد التنظيم المتطرف من جنوب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويرى المحلل المواكب للشأن السوري جوليان تيرون، أن «تأمين العاصمة سيكون بمثابة رصيد جديد يبني عليه للاستفادة من بناء القدرات على جبهات أخرى بينها درعا».
وتسيطر فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأميركي، على سبعين في المائة من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد. ورغم الحشد المستمر من قبل طرفي النزاع في الفترة الأخيرة، تشهد أجزاء من المحافظة توقفاً في العمليات القتالية إلى حد كبير وهي تعد من مناطق خفض التوتر في سوريا.
ويشرح تيرون: «تمثل درعا مشكلة حقيقية للنظام يركز عليها منذ فترة طويلة، في محاولة لاختراق منطقة سيطرة الفصائل وصولاً إلى المدينة»، التي تحمل الاسم ذاته.
وتشكل سيطرة الفصائل على الحدود الجنوبية وفق تيرون «ورقة استراتيجية للفصائل» في حين «تقوض صورة النظام لناحية إمساكه مجدداً بأراضيه»، لا سيما أن هذه المحافظة شهدت انطلاقة شرارة الاحتجاجات ضد نظام الأسد في 2011.
ويرى محللون أنه على دمشق أن تتجنب عند توجهها جنوباً، أي تصعيد قرب الحدود مع إسرائيل.
ويوضح المحلل المتخصص في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «لمناطق الجنوب السوري حساسيةً خاصة كونها تقع بين دمشق من جهة والحدود الأردنية والإسرائيلية من جهة أخرى. وبالتالي من شأن أي عمل عسكري أن يمس بالأمن القومي للدول الثلاث».
وتطمح قوات النظام للسيطرة بشكل رئيسي على مناطق محددة في درعا، خصوصاً معبر نصيب مع الأردن، الذي تمسكه الفصائل المعارضة منذ عام 2015، ويمكن أن يشكل متنفساً مالياً لدمشق.
ويرجح الباحث المتخصص في الشأن السوري توما بييريه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن درعا تشكل «أولوية أكثر إلحاحاً من إدلب لأسباب اقتصادية ولإعادة فتح التجارة مع الأردن». ويحظى معبر نصيب بأهمية استراتيجية خصوصاً بالنسبة لدمشق، إذ كانت تنتقل عبره معظم البضائع بين سوريا وكل من الأردن والخليج.
هل تكون درعا وجهة قوات الأسد بعد تأمين دمشق؟
هل تكون درعا وجهة قوات الأسد بعد تأمين دمشق؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة