صلاحيات المحكمة العليا في مواجهة الكنيست تهدد ائتلاف نتنياهو

رئيس الوزراء يحاول منع تدخل القضاء في قوانين البرلمان

TT

صلاحيات المحكمة العليا في مواجهة الكنيست تهدد ائتلاف نتنياهو

هدد رئيس الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، ديفيد أمسالم، بحل الحكومة الإسرائيلية إذا استمر الخلاف حول قانون «تجاوز المحكمة العليا»، الذي يهدف لتقييد صلاحيات المحكمة في إلغاء أية قوانين أو تشريعات يصدرها الكنيست الإسرائيلي.
وقال ديفيد أمسالم، وهو من حزب الليكود الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، إنه لن يقبل «الفيتو» الذي أعلنه وزير المالية موشيه كحلون، ضد مشروع القانون، مشددا على أن إصرار كحلون على موقفه من قانون تقييد صلاحيات المحكمة العليا قد يضطره إلى تفكيك الائتلاف الحكومي.
وحذر المسؤول الائتلافي في الكنيست، من أن عدم وجود اتفاق داخل الائتلاف الحكومي على القانون المتعلق بالمحكمة، إضافة إلى وجود خلاف حول قانون التجنيد الخاص بالمتدينين اليهود، وخلاف حول قانون القومية المرتبط بتعريف إسرائيل كدولة يهودية بالأساس، سيؤدي إلى تفكيك الائتلاف الحكومي.
ويسعى الائتلاف الحاكم إلى تقييد عمل المحكمة العليا، لأن معظم مشاريع القوانين التي يتم تقديمها للتصويت في الكنيست الإسرائيلي، تأتي من جانب الائتلاف الحكومي. ويرى أعضاء الائتلاف أن إلغاء بعضها من قبل محكمة العدل العليا، يمس بسياسات الحكومة الإسرائيلية.
وقال أمسالم: «إن ذلك شكل سابقة على مستوى عالمي». وأضاف: «إن الحوار لا يزال قائما».
ويتطلع نتنياهو إلى الوصول إلى اتفاق بمنع تدخل المحكمة في عمل الكنيست.
وفي أوقات سابقة عقد نتنياهو جلسات عدة لرؤساء الكتل المشاركة في الائتلاف، للاتفاق على إبعاد المحكمة العليا عن عمل الكنيست. وجاء تحرك نتنياهو بعد إلغاء المحكمة العليا قوانين عدة أقرها الكنيست، وآخرها يتعلق بطرد طالبي اللجوء الأفارقة.
ويريد نتنياهو أن يمنح القوانين التي يسنها الكنيست حصانة لأربع سنوات، على الأقل، بغض النظر عن رأي المحكمة العليا. لكن وزير المالية كحلون يرفض ذلك، وهو قادر على حل الائتلاف إذا لم يصل مع نتنياهو إلى اتفاق.
وتعتقد مصادر إسرائيلية أن نتنياهو لا يريد الاتفاق مع كحلون من أجل تقديم موعد الانتخابات.
لكن نتنياهو أعلن أمس، اتفاقه مع رؤساء الائتلاف الحكومي، على أن يتم في دورة الكنيست المقبلة طرح مشروع قانون يقضي بإضافة فقرة إلى قوانين أخرى، تتيح للحكومة التغلب على ضوابط قضائية، واتخاذ خطوات تحظرها محكمة العدل العليا في مجالات مختلفة، كإبعاد المتسللين الأفارقة عن البلاد.
وقال نتنياهو في ختام جلسة خصصت لمناقشة هذه المسألة، إن مشروع القانون يسعى إلى ضمان التوازن بين السلطتين التشريعية والقضائية، مؤكدا أن هذه المسألة ذات ثقل، وأن مناقشتها ستستمر خلال الأسابيع المقبلة لاتخاذ القرار قريبا.
ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو يوم الأحد المقبل مع وزير المالية موشه كحلون، للاطلاع على موقفه من الموضوع. كما ينوي نتنياهو الاجتماع مع رئيسة محكمة العدل العليا، القاضية إستير حايوت، لمناقشة هذه القضية.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».