«هولبورن داينينغ روم»... لمحبي الطعام فقط

نمط «البراسري» البريطاني في قلب لندن

TT

«هولبورن داينينغ روم»... لمحبي الطعام فقط

اليوم من الممكن التعرف على لائحة الطعام على موقع المطعم الإلكتروني قبل إجراء الحجز؛ وهذا الأمر يسهّل الأمر، ويجعلك متأكداً من أن خيارك صحيح ويتناسب مع ذائقتك، على عكس ما كان يحصل في الماضي عندما كانت زيارة المطاعم أشبه بورقة اليانصيب، قد تخيب وقد تصيب.
وإذا ما ألقيت نظرة على لائحة الطعام في «هولبورن داينينغ روم» يجب أن تكون جائعاً؛ لأن الضغط على زرار الحجز سيكون أسرع من تفكيرك وأعلى من «زقزقة عصافير» معدتك؛ لأن الأطباق التي تتبدل مع تغير الفصول في بريطانيا، إذا تغيرت، تناسب أصحاب الذوق الرفيع؛ لأنها بالفعل أطباق ثرية بالنكهة والمكونات المحلية التي تستقدم من المزارع في بريطانيا.
مطعم «هولبورن داينينغ روم Holborn Dining Room» تابع لفندق «روز وود Rosewood» الواقع في شارع هولبورن ويبعد دقيقتين من منطقة الفن والسياحة والمسارح «كوفنت غاردن»، ومبنى الفندق يشكل معلماً مهماً في هذا الشارع؛ لأنه يعود إلى الحقبة الإدواردية، وبني عام 1914، وتم تجديده أخيراً مع الحفاظ على المفردات الإنجليزية المميزة، والمطعم يتميز بنمط «البراسري» Brasserie، وميزته أنه يفتح أبوابه منذ الصباح الباكر للفطور، وحتى ساعة متأخرة من الليل.
لائحة الطعام فيه غير معقدة، ومقسّمة بشكل جيد لتكون واضحة للنباتيين ومحبي اللحم الأحمر والدجاج والأسماك، وهناك قسم مخصص للأكل البريطاني التقليدية مثل الـShepherd’s Pie، وهذه الأطباق يأتي من أجلها محبو طعام المنزل لأنها بسيطة وبالوقت نفسه لذيذة ونكهتها مميزة وتدخل فيها البطاطس المسلوقة والمهروسة واللحم البقري في الداخل، وتوضع في الفرن حتى يحمر وجهها.
ومن الأطباق اللذيذة أيضاً، الإخطبوط المشوي مع البطاطس والصلصة الحمراء والمحار البريطاني، وطبق البرغر بلحم السلطعون والبرغر باللحم البقري، بالإضافة إلى أطباق السمك اللذيذة والستيك الفاخر، وإذا كنت من محبي اللحم الأحمر جرب الـ«بيف ويلينغتون».
ديكور المطعم جميل جداً؛ لأنه يقع في القسم الشرقي من المبنى الذي كان في الماضي مركز شركة «بيرل» للتأمين، وأشرف عليه المهندس مارتن برودنيزكي ليتناسب مع تاريخ المبنى ونوعية الطعام فيه.
فالمقاعد من الجلد الأحمر، والطاولات موزعة على مساحة كبيرة؛ مما يجعلها بعيدة عن بعضها بعضاً للمزيد من الخصوصية، وتتدلى من الأسقف العالية ثريات عملاقة الحجم مع استخدام الكثير من المرايا المعتقة وخشب السنديان.
وأكثر ما سيلفتك في المطعم هو زي العاملين الموحد فيه، التصميم غريب بعض الشيء، لكنه يتماشى مع الجو العام البريطاني التقليدي.
في لندن هذه الأيام هناك إقبال على المطاعم التي تقدم الفطور؛ وهذا ما نجح فيه الطاهي الرئيس في المطعم الشيف كالم فرانكلين الذي تولى مهمة تحديث لائحة الطعام، ففترة الصباح يمكن طلب الفطور الإنجليزي التقليدي إلى جانب الفطور الصحي، مثل الغرانولا والفواكه والـ«ووفلز» مع الفراولة والتوت وبيض البينيديكت مع الكايل والبوريدج مع الكينوا والعسل واللوز.
وللمدخنين، يمكنهم التوجه إلى الشرفة أو الـTerrace؛ فهي مدفأة مع إمكانية الأكل فيها، ومقاعدها مريحة جداً، وهي أشبه بحديقة مفتوحة من تصميم المهندس الإيطالي لوتشيانو غيوبيللي، وتقع في الفناء الخلفي للفندق، ومنها تمتع نظرك بروعة المعمار الإنجليزي التقليدي الجميل.
ومقابل المطعم تجد ركناً يطلق عليه اسم «باي روم Pie Room»، وهو مخصص للفطائر Pies التي يتخصص في تحضيرها الشيف كالم، ومن الممكن شراء الفطيرة من النافذة المطلة على الطريق العام، وهذه الخدمة لا تجدها في أي مكان مماثل في لندن، وتعتبر نقطة جذب لمحبي الطعام الجيد والمكونات الموسمية المميزة بأسعار تنافسية.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.