هشام فقيه: أنا نباتي متطرف

يفضل أكل الشارع والمطاعم التي تعرض مباريات كرة القدم الحية

النجم السعودي الكوميدي هشام فقيه
النجم السعودي الكوميدي هشام فقيه
TT

هشام فقيه: أنا نباتي متطرف

النجم السعودي الكوميدي هشام فقيه
النجم السعودي الكوميدي هشام فقيه

هشام فقيه ممثل كوميدي سعودي وناشط اجتماعي يفتح قلبه لـ«الشرق الأوسط»... ويكشف أسرار ما تحبه معدته

ما طبقك المفضل؟
> سأبوح لقراء «الشرق الأوسط» بسرّ، فأنا نباتي منذ فترة طويلة، ومن يعرفني عن قرب يصفني بـ«النباتي المتطرف»، لأنني لا آكل اللحوم على الإطلاق، ويمكن أن أقول إن عصير الجزر هو طبقي اليومي المفضل (أعرف أنه شراب) ولكنه عامل غذائي أساسي في حياتي.
ما مطعمك المفضل في بلدك؟
> أحب مطعم الخيل في السعودية، والسبب هو أنه مفتوح وليست فيه حواجز بين الطاولات، فأنا أفضل الأكل في الأماكن المفتوحة، وأكثر ما أحب في هذا المطعم إلى جانب الخدمة والأكل، الموسيقى التي تصدح فيه وأغاني الست أم كلثوم، والسبب الثاني هو عرضه لمباراة الأهلي والاتحاد. فلا شيء بصراحة يضاهي هذا المزيج في أي مطعم آخر لأنه يجمع الأطباق اللذيذة والأجواء التي أحبها وأفضلها.
ماذا تأكل أثناء السفر؟
> أفضل دائما الأكل الصحيّ على المأكولات السريعة والأطباق الدسمة، وأثناء السفر أسعى إلى أكل الوجبات الصغيرة خلال اليوم لكي يتسنى لي تجربة أكثر من مطعم في يوم واحد، خصوصاً إذا كان الوقت الذي أقضيه في البلد قصيراً.
ما مطبخك المفضل؟
> أعشق الأطباق التايلاندية وأفضل المطبخ الشرق آسيوي بشكل عام، ولكن يبقى الأكل التايلاندي هو المفضل لدي، لأنه لذيذ ومزيج من أكثر من مطبخ، فأنا أحب ما يعرف بالمطبخ الخليط أو Asian Fusion .
ما آخر مطعم زرتَه؟
> أسافر كثيراً بحكم عملي وآكل في مطاعم كثيرة ولكن آخر مطعم زرته قبل جولتي الحالية كان «كافتيريا حسون مطر»، وتناولت فيه الشاورما وكانت لذيذة جداً.
أفضل مطعم تقيم فيه الدعوات ولماذا؟
> كما أجبت على سؤال في مستهل الحديث، فأنا من عشاق مطعم النخيل في المملكة، وأقيم الدعوات للأصدقاء فيه، خصوصاً عندما يزورني ضيوف من الخارج، فأشعر بأن هذا المكان هو الأنسب لإقامة الدعوات وتعريف الضيوف والأجانب على ثقافة الطعام السعودية بشكله التقليدي الجميل الخالي من التصنع والتكلف.
ماذا تفضل... السمك أم اللحم
أم الدجاج؟
> بما أنني نباتي، فأفضل الأطباق التي تعتمد على الخضار دائماً، وبصراحة هناك كثير من الأطباق التي تغنيك عن أكل اللحم بكل أنواعه والسمك، وأنا أفضل الأكل النباتي لأنه لذيذ، وحفاظاً على البيئة أيضاً.
كيف هي علاقتك مع المطبخ؟
> علاقتي بالمطبخ حيوية جداً، فأنا لستُ طاهياً جيداً ولكني أشعر بالفرح بمجرد الوجود في المطبخ، لا سيما مع زوجتي، وأبرمنا اتفاقاً ضمنياً بيني وبينها مفاده أنها هي من تتولى مهمة الطهي، وأنا أغسل الصحون، ويمكنني القول إن الاتفاقية ناجحة جداً.
هل تفضل السكريات أو الموالح؟
> يا إلهي... لا تسأليني هذا السؤال وتوجعي قلبي، فأنا مدمن سكريات؛ أعشق السكر بشكل غير طبيعي. فأجد في تناول الحلوى وأي نوع من السكر نوعاً من الراحة النفسية، فعندما أكون متوتراً أو خائفاً أو منزعجاً ألجأ إلى السكر، وأجمل مشوار مع الأصدقاء هو إلى «السوبر ماركت» في ساعات الفجر الأولى وإجراء غزو فعلي لأرفف الشوكولاته فيها، ولدينا كلمة سر لهذه الرحلة إذ نسميه بـ«السرطان». وما أخاف منه في حياتي هو أن أصاب بداء السكري لا قدر الله في يوم من الأيام، لأنني سوف أشعر بالتعب النفسي، لأن السكر برأيي يحلي الحالات النفسية السيئة ويجعلها أفضل.
ما هو الطبق أو المكوِّن الذي تكره مذاقه؟
> أكره الخلّ، وكل شيء يدخل فيه، مثل المخللات وغيرها، فأنا لا أكره مذاقه فقط إنما أكره رائحته بشكل غير عادي، وقد تكون عقدتي من الخل مرتبطة بشيء لا أذكره منذ صغري. فأنا أعتذر ممن يقدِّر قيمة الخل وأهمية استخدامه في المطبخ لأغراض كثيرة إلا أنني لا أستطيع أن أوجَد في مكان أشمُّ فيها رائحته، وإذا حصل وشممتُ رائحته أترك البيت أو أي مكان على الفور.
كيف هي علاقتك بإتيكيت الطعام؟
> لا أومن بـ«الإتيكيت» بصراحة، ولكن الأمر يعتمد على الشخص الذي آكل برفقته، فعندما تكون برفقتي زوجتي مثلاً، فلا آبه لـ«الإتيكيت» على الإطلاق، وفي كثير من الأحيان نأكل حتى في السرير، ولكن هناك ظروفاً تجعلني أتنبه إلى مسألة أدب المائدة وليس الإتيكيت بحذافيره؛ عندما أكون مع أشخاص غرباء أو في مآدب رسمية.
أثناء السفر تأكل أطباق المطابخ المحلية أم تفضل أكل ما تعرفه؟
> عندما أكون مسافراً آكل المأكولات المحلية فقط، وبصراحة يستفزني العرب الذين يبحثون عن المطاعم الشرقية أثناء السفر، بالفعل لا أستطيع فهم هذه العقلية المحدودة. فعندما أزور دولاً آسيوية ترى بعضاً من أصدقائي يأكلون الطعام الشرقي فقط، بينما أنا أفضل الأكلات المحلية لأنها نافذة على ثقافة البلاد التي أزور.
ما مطعمك المفضل خارج بلدك؟
> لا أتردد على نفس الأماكن في كل مرة أسافر فيها، إلا أن مطعمي المفضل خارج السعودية هو مطعم « W Der Imbiss » في برلين. ولكن إذا كنت صادقاً مع نفسي ومع القراء فسأقول بأن أكل الشارع هو الأفضل بالنسبة لي خاصة عندما أزور مومباي مع زوجتي رنين؛ فنتوجه إلى الأكشاك في الطرقات لتناول مأكولات الشارع اللذيذة، ورنين هي الدليل الغذائي والسياحي لي في الهند لأن أهلها من هناك، وكلانا يحب الأكلات الشعبية. والبعض يسألني: «كيف تأكل في شوارع الهند؟»، وأنا أقول: لم تحصل لي أي حالة تسمم، فأنا أحب هذا النوع من الطعام ومعدتي مرتاحة عليه أيضاً.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات «عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».