عباس يتهم الجيش الإسرائيلي بحماية «المستوطنين الإرهابيين»

بعد إحراق مسجد للمرة الثانية في نابلس

جنود إسرائيليون عند مدخل مسجد عقربا قرب نابلس والذي تعرض لحريق على أيدي متطرفين يهود فجر أمس (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون عند مدخل مسجد عقربا قرب نابلس والذي تعرض لحريق على أيدي متطرفين يهود فجر أمس (إ.ب.أ)
TT

عباس يتهم الجيش الإسرائيلي بحماية «المستوطنين الإرهابيين»

جنود إسرائيليون عند مدخل مسجد عقربا قرب نابلس والذي تعرض لحريق على أيدي متطرفين يهود فجر أمس (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون عند مدخل مسجد عقربا قرب نابلس والذي تعرض لحريق على أيدي متطرفين يهود فجر أمس (إ.ب.أ)

أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) «جريمة المستوطنين الإرهابيين» بإحراق مسجد في بلدة عقربا جنوب نابلس، متهماً الجيش الإسرائيلي بتأمين الحماية لهم في شن هجمات على المواطنين الآمنين.
وقال عباس، بعد عملية إحراق المسجد التي تمت في ساعات الفجر الأولى أمس، «إنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها المستوطنون بحرق مساجد وكنائس في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يؤكد على أن الجرائم الخطيرة التي يقوم بها المستوطنون الإرهابيون المنفلتون من عقالهم إنما تتم تحت بصر وحماية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي». وأكد أن الرئاسة الفلسطينية ستتوجه إلى كافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة «من أجل ضمان معاقبة هؤلاء الإرهابيين وتوفير حماية للأماكن الدينية ولأبناء شعبنا».
وكان مستوطنون قد أضرموا النار فجراً في مسجد الشيخ سعادة أبو شاهر في بلدة عقربا، جنوب نابلس، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه قبل أن يغادروا.
وكتب المستوطنون «الموت» و«تدفيع الثمن» على الجدران، في إشارة إلى أنهم ينتمون إلى الحركة اليهودية المتطرفة المعروفة بجماعة «تدفيع الثمن»، التي شنت هجمات مختلفة ضد دور عبادة ومنازل وأراضي فلسطينيين. وبحسب وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية فإن 53 مصلى ومكاناً مقدساً على الأقل تعرضوا للتدنيس أو الحرق منذ عام 2009 وحتى 2017 في الضفة الغربية.
وأظهرت تسجيلات فيديو وصول شخصين ملثمين إلى مدخل المسجد، حيث أضرما النار وهربا. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المسجد للحرق، فقد هاجمه مستوطنون قبل نحو 5 سنوات.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن أجزاء من المسجد أحرقت.
وجماعة «تدفيع الثمن» هي جماعة يهودية خرجت من مستوطنات الضفة الغربية، تحديداً في شمالها، قبل نحو 10 سنوات، ويمثّل أعضاؤها تياراً متنامياً من المستوطنين يستهدفون الأماكن الدينية للعرب. وهاجمت الجماعة من قبل عقارات وسيارات في قرى الضفة. ويختار شبان «تدفيع الثمن» شن هجماتهم في وقت مبكر من الفجر، ويتركون عادة آثاراً مدمرة وراءهم.
وحملت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية الكاملة عن الجريمة الإرهابية التي ارتكبها غلاة المستوطنين» ضد مسجد قرية عقربا. وجدد المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود مطالبته المجتمع الدولي بـ«العمل الفوري على تنفيذ القوانين الدولية، وتوفير حماية دولية لأبناء شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته».
واتهم المحمود، الحكومة الإسرائيلية، برعاية «إرهاب المستوطنين»، وقال إنها «تقيم لهم المستوطنات، وتوفر لهم الحماية، وهم يشكلون أحد أذرع الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية الفلسطينية المحتلة في عام 1967. وهم من يقومون بأعمال القتل والعربدة، والاستيلاء على أملاك وأراضي المواطنين الفلسطينيين بقوة السلاح، وبحماية وتشجيع من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة». وأضاف المحمود «أن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، تعد من أكثر الحكومات الإسرائيلية دعماً للمستوطنين والمستوطنات، في أرضنا المحتلة، حتى بات يطلق عليها في إسرائيل (حكومة المستوطنين)».
وشدد المتحدث الرسمي على أن «التحريض» الذي تشيعه الحكومة الإسرائيلية وتسمح به، هو ما يولّد إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال، وهو ما دفعهم اليوم إلى ارتكاب الجريمة بحق مسجد قرية عقربا. من جانبها، حثت وزارة الإعلام، منظمة اليونيسكو وكافة الأطر المعنية، على «لجم إسرائيل لوقف عدوانها المتصاعد على مساجدنا وكنائسنا، وملاحقتها الأذان بقوانين عنصرية، ومنعها حرية العبادة، واقتحامها المتكرر للمسجد الأقصى المبارك، وعدوانها المحموم على المسجد الإبراهيمي في الخليل، وما تسميه الضرائب على الكنائس والمقدسات».
كما قالت حركة فتح إن إحراق مسجد قرية عقربا جنوب نابلس، يأتي نتيجة «الدعم المباشر والتحريض الواضح» لحكومة نتنياهو للتطرف والمتطرفين، معتبرةً أن «إحراق المساجد والكنائس في الأراضي الفلسطينية المحتلة يأتي بقرار من حكومة الاحتلال». وأكد عضو المجلس الثوري المتحدث باسم «فتح» أسامة القواسمي، في بيان، «أن كل شيء في فلسطين المحتلة يُذبح على أيدي دولة الاحتلال (إسرائيل). المساجد والكنائس والكلمة الحرة والبشر والحجر والشجر، وأن إسرائيل تمارس العنصرية بكل معانيها ضد الشعب الفلسطيني». وطالبت حركة فتح، العالم الحر، بـ«موقف واضح ضد هذا الإجرام والعنصرية الإسرائيلية».
ويعيش بين الفلسطينيين اليوم أكثر من 650 ألف مستوطن؛ 300 ألف منهم على الأقل في القدس الشرقية التي ينشدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم العتيدة. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى ارتفاع كبير في أعداد المستوطنين الذين تضاعفوا مرتين على الأقل خلال 10 سنوات فقط.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.