ارتفاع الأسعار يقلص استهلاك الوقود في مصر

TT

ارتفاع الأسعار يقلص استهلاك الوقود في مصر

قال وزير المالية المصري، عمرو الجارحي، إن استهلاك المواد البترولية في بلاده تراجع بين اثنين وثلاثة في المائة منذ بداية السنة المالية 2017 - 2018، التي تنتهي في 30 يونيو (حزيران)، وعزا الوزير انخفاض الاستهلاك إلى ارتفاع الأسعار.
ورفعت الحكومة المصرية أسعار الوقود في البلاد مرتين خلال أقل من عام، كان آخرها في يونيو الماضي، بنسب تصل إلى مائة في المائة في بعض المنتجات، في إطار خطتها لإعادة هيكلة دعم المواد البترولية. وقال الجارحي، في مؤتمر صحافي أمس، إن دعم المواد البترولية في بلاده سيتراوح بين 110 مليارات و115 مليار جنيه بنهاية 2017 - 2018. وكانت مصر تستهدف وصول دعم المواد البترولية بنهاية السنة المالية الحالية إلى 120.926 مليار جنيه (6.82 مليار دولار).
ويترقب المصريون ارتفاعا «قريبا» في أسعار الوقود مع توقعات لجوء الحكومة للحد من تكاليف الدعم في موازنة العام المالي المقبل، الذي يبدأ في يوليو (تموز)، في ظل تنامي الاستهلاك المحلي وارتفاع الأسعار العالمية للنفط، وزيادة أعباء استيراد المواد البترولية بعد أن فقدت العملة المحلية نحو نصف قيمتها أمام الدولار في 2016.
وأظهرت وثيقة حكومية نشرتها وكالة «رويترز» هذا الأسبوع أن الحكومة المصرية تستهدف خفض دعم المواد البترولية في البلاد 26 في المائة في السنة المالية المقبلة ليبلغ 89.075 مليار جنيه (5.02 مليار دولار). وتلتزم مصر ببرنامج إصلاحي، يدعمه صندوق النقد الدولي بقرض قيمته 12 مليار دولار، يشتمل على رؤية لتحرير دعم الوقود تدريجيا للاقتراب بسعره من التكلفة الفعلية.
وقال الجارحي في مؤتمر أمس، إن المراجعة القادمة التي سيجريها صندوق النقد الدولي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري ستكون في مايو (أيار) المقبل.
واشتمل البرنامج الإصلاحي، الذي اتفقت مصر على تنفيذه مع صندوق النقد الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، على إصلاحات للحد من نمو ميزانية الأجور الحكومية وزيادة الإيرادات العامة من مجالات مثل ضرائب الاستهلاك للحد من العجز المالي والدين العام.
وتتوقع مصر الحصول على الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولي وتبلغ قيمتها ملياري دولار في يونيو أو يوليو المقبلين. وبالحصول على الشريحة الرابعة سيصل المبلغ الإجمالي التي حصلت عليه مصر من الصندوق إلى ثمانية مليارات دولار.
من جهة أخرى، كشفت وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، أمس، عن أن رأس مال الصندوق السيادي الذي تعتزم الدولة تدشينه للاستفادة من الأصول غير المستغلة للدولة سيصل إلى 200 مليار جنيه، أما رأس المال المصدر والمدفوع بالكامل فسيبلغ مقداره خمسة مليارات جنيه.
وأوضحت السعيد في بيان أن الصندوق سينشئ بموجب قانون خاص لتمكينه من العمل وفقا لمعايير واضحة، مشيرة إلى أن الدور الرئيسي للصناديق السيادية هو استغلال موارد الدولة لتحقيق أهدافها الاستثمارية طويلة الأجل.
وعلقت الوزيرة بأن «مصر لديها كثير من الطاقات والقطاعات الواعدة»، لكن تعاني من فجوات تنموية متعددة على المستوى القطاعي والجغرافي، ويمكن مواجهة كثير من تلك المشكلات من خلال زيادة الاستثمارات وتوجيهها التوجه الأمثل.
وتوقعت السعيد أن يساهم الصندوق السيادي الجديد في تحسين وضع مصر التنافسي وخفض المخاطر، مما ينعكس إيجابيا على وضع مصر الائتماني السيادي، ومن ثم خفض تكلفة خدمة الدين؛ وبالتبعية المصروفات الحكومية وعجز الموازنة العامة.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.