لبنان يحول مسارات رحلات الخليج الى سيناء

TT

لبنان يحول مسارات رحلات الخليج الى سيناء

علقت شركة طيران «ميدل إيست»، أمس، تحليق طائراتها فوق الأراضي السورية، في ظل التحذيرات التي صدرت من ضربة صاروخية أميركية محتملة تستهدف سوريا، وأجرت تعديلاً على مسارات الطائرات، لمدة 72 ساعة؛ منعاً لأن تشكل الضربات أي خطر على سلامة الطيران المدني، بموازاة تعديل خطوط جوية أوروبية مسارات رحلاتها القادمة إلى بيروت.
وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطوط الجوية اللبنانية (ميدل ايست) عدّلت في مسار رحلاتها المتوجهة إلى دول الخليج، حيث «علقت طيران ناقلاتها فوق سوريا» لمدة 72 ساعة، وهي عازمة على إصدار جداول جديدة بمواعيد الرحلات التي «ستحلق فوق سيناء للعبور إلى دول الخليج، بدلاً من التحليق فوق الأراضي السورية»؛ وهو ما سيزيد مدة الرحلات إلى نحو 45 دقيقة أو ساعة عن مدتها الاعتيادية.
وقالت المصادر الرسمية اللبنانية، إن الرحلات البحرية القادمة من أوروبا «سيجري تعديلاً طفيفاً على مساراتها»، بحيث ستتأخر خمس دقائق أو عشر دقائق كحد أقصى، إذ ستطير فوق اليونان وقبرص، وتدخل الأجواء اللبنانية من منطقة الوسط بعيدا عن المنطقة الشمالية المحاذية للحدود البحرية السورية. وأكدت المصادر، أن «حركة الطيران ستكون عادية، وسيستقبل مطار بيروت كل الرحلات القادمة من كل الوجهات، وستنطلق منها كل الرحلات إلى وجهاتها بالشكل الاعتيادي».
وأعلنت شركة «ميدل إيست» في وقت لاحق أنها بدأت «اعتباراً من الثامنة من مساء الأربعاء وحتى مساء الجمعة، تعديل مسار رحلاتها إلى الخليج وأوروبا».
وقال رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات» الدكتور هشام جابر، إن المرجح أن تنطلق الضربات المحتملة من البحر المتوسط «ما سيشكل خطراً على سلامة الطيران المدني فوق سوريا وفوق البحر المتوسط»، مشيراً في تصريحات إلى أنه من المحتمل أن يعبر مسار الصواريخ «فوق السواحل السورية في حال كانت الأهداف في شمال وشرق سوريا، وفوق السواحل اللبنانية في حال كان الاستهداف وسط سوريا أو دمشق». لكنه لم ينفِ أن تكون الصواريخ الأميركية المتطورة «قادرة على المناورة والعبور فوق الأراضي السورية حصراً»، رغم إشارته إلى أن العبور فوق الأجواء اللبنانية لضرب دمشق «سيكون أقرب وأكثر دقة».
وإذ أكد أن الخطر على سلامة الطيران فوق البحر المتوسط «مرتبط بحركة توجيه الصواريخ»، أشار إلى «أن خطراً محتملاً على سلامة الطيران المدني فوق البحر سيكون موجوداً أيضاً».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.