ليبرمان يمنع أسراً فلسطينية من المشاركة في مهرجان حول السلام

TT

ليبرمان يمنع أسراً فلسطينية من المشاركة في مهرجان حول السلام

رفضت وزارة الأمن الإسرائيلية، بقيادة الوزير أفيغدور ليبرمان، السماح لـ110 فلسطينيين من عائلات ثكلى الحرب والاحتلال، المشاركة في مراسم مميزة سوية مع عائلات يهودية فقدت أبناءها في الحرب.
واعترف أحد المقربين من ليبرمان بأنه أقدم على هذه الخطوة؛ لأنه لا يريد منح انطباعاً بأن هناك مساواة ما بين شعور الفلسطينيين بالثكل وشعور الإسرائيليين به.
وكانت «حركة العائلات الثكلى»، التي تضم عشرات الأسر المؤيدة للسلم وتعمل فيها عائلات يهودية وفلسطينية بتعاون مشترك، قد اعتادت على اختيار اليوم، الذي تحيي فيه سلطات إسرائيل ذكرى ضحاياها من الحروب لإقامة «احتفال بديل»، لا يجري الحديث فيه عن البطولات ضد العدو، ولا تطلق فيه التصريحات الحربية المتغطرسة، بل يتحدث فيها ممثلون عن العائلات حول أهمية السلام، ووضع حد للقتل، كما يتاح فيها للعائلات التي فقدت بعض أفرادها في الحرب الحديث عن شعورهم بمرارة فقدان أقاربهم.
وقد تم التخطيط لأن يلقي مندوبان يهوديان، وآخران فلسطينيان، كلمات في هذا اللقاء في تل أبيب خلال الأسبوع المقبل. لكن ليبرمان أصدر أوامره للجيش بألا يمنح تصريحاً للفلسطينيين بدخول إسرائيل في هذا اليوم، علماً بأنهم يدخلون إسرائيل كلما طلبوا ذلك وفقاً لتصريحات وزارته. وقال ليبرمان مبرراً قراره «هذه ليست مراسم ذكرى، بل مظاهرة ذات نكهة سيئة وتفتقد إلى الحساسية، وتمس بالعائلات الثكلى الغالية علينا أكثر من أي شيء».
وردت حركة «محاربون من أجل السلام»، المشاركة في تنظيم اللقاء المذكور، و«منتدى العائلات الثاكلة»، أنهما طلبا تصاريح لـ220 فلسطينياً، وقد تمت المصادقة على دخول نصفهم، لكن ليبرمان قرر عدم منحهم تصاريح.
وقالت روبي دملين، الناطقة بلسان منتدى العائلات الثاكلة «ربما لا يعترف ليبرمان بالعائلات الثكلى اليسارية. فذكرى الثكل أمر شخصي جداً. ومن حقنا أن نقرر إحياءه بالطريقة التي نريدها. فلماذا يسمح لنفسه بالتدخل في أمر شخصي هكذا؟».
وكان ليبرمان قد تصرف بهذا الأسلوب العام الماضي، حيث رفض السماح لـ225 فلسطينياً بالمشاركة في المراسم المشتركة. وكان السبب الرسمي المعلن عنه آنذاك هو الدافع الأمني، حيث وقعت وقتها عدة عمليات طعن قبل بضعة أيام من الحدث، نفذها فلسطينيون ضد يهود. لكن ليبرمان يعيد تكرار هذا التصرف لأغراض سياسية هذه المرة، وهو يريد تصفية هذه الطريقة في إحياء الذكرى بشكل تام، حسب بعض المنتقدين لقراره.
ويؤكد المنظمون، أنه في أعقاب الحظر الذي تم خلال السنة الماضية، أقيم حفل مواز، كان الأول من نوعه في بيت جالا، وحضره نحو 600 فلسطيني. وهم واثقون بأن المشاركة هذه السنة ستكون أكبر؛ تحدياً لليبرمان وحكومته.
وتنظم الحركتان المراسم البديلة ليوم الذكرى منذ عام 2006، وقد شارك فيها العام الماضي نحو 4000 شخص. لكن تعرض بعضهم لاعتداء من نشطاء اليمين. وقال المنظمون، إنه «من خلال المراسم المشتركة نعترف بالألم والثمن الرهيب الذي يدفعه أبناء الشعبين، ونحن نختار معاً وقف العنف».
وسيكون الأديب الإسرائيلي ديفيد غروسمان أحد خطيبين رئيسيين في المراسم البديلة، بينما ستكون الدكتورة أمل أبو اسعد، أرملة يعقوب أبو القيعان، الخطيبة المركزية الثانية. وقد فقد غروسمان ابنه في حرب لبنان الثانية، بينما قتل زوج أبو أسعد بنيران الشرطة الإسرائيلية في أم الحيران في النقب. وستقام المراسم قبل أيام عدة من مراسم توزيع جوائز إسرائيل، التي سيحصل فيها غروسمان على جائزة إسرائيل للأدب.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.