مُتعتي إجازة على البحر لا أسمع فيها سوى صوت الموج

هي أشهر من روّج لنا موضة الحواجب الكثيفة، قبل العارضة كارا ديليفين بعقود. فمنذ أن ظهرت في أول فيلم لها عن عمر لا يتعدى الـ12 سنة وبروك شيلدز تحت الأضواء. تعايشت معها حيناً وتمردت عليها أحياناً، لكنها تبدو في الآونة الأخيرة جد متصالحة مع ماضيها ومع نفسها. ولا تُخفي أن السفر متعة وعلاج في الوقت ذاته، فهي لا تُفوّت أي فرصة لاكتشاف أماكن بعيدة لا يصل إليها الإنسان العادي، أو أماكن تمارس فيها رياضاتها المفضلة مثل ركوب الأمواج وما شابه من رياضات تساعدها في الحفاظ على قوامها الممشوق. أدوارها حالياً كثيرة، تتباين بين دورها كأم ومنتجة أفلام وكاتبة وممثلة وناشطة، لهذا عندما تريد أن تأخذ نفسها وتشحذ طاقتها فإن البحر هو ملاذها.
- بالنسبة إليّ هناك سياحة للعائلة نستكشف فيها ثقافات جديدة ونقوم فيها ببعض الأنشطة، لكن عندما أريد أن أخلد إلى نفسي وأشحذ طاقتي فإنني أفضّل قضاء إجازتي على البحر، لأني أشعر فيه بالسكينة أكثر من أي مكان آخر. لا أضغط على نفسي ولا أتوقع القيام بأي أنشطة أو برامج، فكل ما أقوم به أني إما آخذ حمام شمس وإما ألعب مع بناتي على الرمل وإما أقرأ كتاباً ممتعاً لا يكون حزيناً، لأنني لا أريد أي شيء ينغّص عليّ السكينة التي أشعر بها. أنا لا أستمتع حتى إلى الموسيقى، لأن كل ما أريد سماعه هو صوت الموج.
- حبي للسفر أخذني إلى أماكن متنوعة، كما شجّعني على تسجيل فيلم وثائقي في تايلاند بعنوان «Well Traveled» أو «المسافر المتمرس». الفكرة عن السياحة في آسيا ترتبط بالعلاجات النفسية والصحية، لكنها بالنسبة إليّ كانت أكثر من مجرد تدليل للجسد وعناية بالنفس من خلال جلسات التدليك أو ممارسة اليوغا. وهذا ما سلطت عليه الضوء في برنامج «ويل ترافلد». فهو لم يكن عن العلاجات الصحية، ولا على العناية بالبشرة أو التجميل، بل هو إبحار في إمكانات عديدة تجعلك تتصالح مع نفسك لأنك تعيد اكتشافها من جديد.
- عندما زرت بانكوك أقمت في فندق من فئة «5 نجوم» يوفر إقامة مريحة للغاية. كما أنه يطل على مناظر بانورامية لقربه من مآثر متعددة ومطاعم متنوعة.
- كلما سافرت تعلمت شيئاً قيماً عن البشر. فعندما أكون في نيويورك مثلاً، غالباً ما أمشي وأنا أضع رأسي في الأرض لا أتلفت يمنة ولا يسرة نظراً إلى إيقاعها المتسارع، بينما في تايلاند ينظر الناس بعضهم إلى بعض ويخلقون الوقت لكي يسلم بعضهم على بعض بدفء وبابتسامات واسعة ومرحبة. وجدت هذا رائعاً لأنه من السهل أن تكوّن صداقات معهم. وهذا ما أريد أن أعلّمه لأبنائي. أن يُنمّوا قدرتهم على الاستمتاع بأي تجربة تقابلهم وأن ينسجموا مع الناس حتى لا يشعروا بالغربة أو بأنهم أجانب في أي بلد يتوجهون إليه في العالم. أريدهم أن ينغمسوا في ثقافة الآخر، لأن أكثر ما تعلمته في تايلاند أنك إذا فتحت قلبك وتعاملت مع الناس بإيجابية فإنهم سيبادلونك بالمثل ويفتحون لك قلوبهم.
- منذ بضع سنوات طلبت مجلة «ماري كلير» مني المساهمة في مشروع كانت تطلب فيه المجلة من ممثلين وممثلات السفر إلى أماكن معينة على شرط أن يُوثقن تجربتهن. كنت أتوقع أن تختار لي المجلة مكاناً على البحر أو بين أحضان الطبيعة الدافئة، لكنها اختارت لي رحلة إلى القطب الشمالي، وحددت أن أسكن في إيغلو مثل السكان المحليين. كانت مفاجأة لي، لأن المجلة اختارت أماكن دافئة ومنتجعات صحية لنجمات أخريات مثل ديمي مور وغوينيث بالترو. ولأنني لم أكن من النوع الذي يتراجع عن كلمته، قبلت التحدي. ويا لها من مغامرة. عندما غادرت لوس أنجلوس كان الطقس حاراً ومشمساً، ومع ذلك توجهت إلى أوتاوا بكندا وأنا محملة بأغراض شتوية سميكة. بعدها أخذنا طائرة قديمة كانت تُستعمل لنقل المسافرين والبضائع في الوقت ذاته. بعد ساعات قليلة من إقلاعنا، بدأ لون الطبيعة يتغير من الأخضر إلى الرمادي ثم إلى أبيض ثلجي. كلما توغلنا زادت الطبيعة توحشاً إلى حد أني شعرت بالوحشة في البداية وبدأت أشك في صواب قراري. عندما وصلنا إلى إيكالويت كانت درجة الحرارة ستصل إلى 30 تحت الصفر. وقيل لنا إن ضوء النهار لا يدوم أكثر من ساعتين فقط. رغم المخاوف التي بدأت تساورني بقيتُ صامدة ومصرة أن أعيش التجربة. بعد ثوانٍ من وصولنا فقدتُ الإحساس بأصابعي وتجمد أنفي وشعري ولم أستطع أن أتنفس بسهولة. كلما زادت مخاوفي من البرد أو الاكتئاب ذكّرت نفسي بأنني سأحكي تجربتي هذه لأولادي في ما بعد وأنا أضحك.
في اليوم الثاني توجهنا إلى «بوند إنليت». بعد أن حطت بنا الطائرة 3 مرات، لأنها كانت في كل مرة تُقل ركاباً جدداً أغلبهم باحثون وعلماء ومستكشفون، وصلنا إلى وجهتنا. كانت الطبيعة بيضاء والبرد قارساً كأننا في ثلاجة ضخمة ومفتوحة. لم أتأقلم مع الطبيعة والطقس مباشرة لكني بعد يومين بدأت أشعر بسكينة لم أعهدها من قبل. لأول مرة شعرت بأني ألتحم مع الطبيعة بكل عُذريتها. كان إحساساً غامراً وتجربة لا توصف.
- لأني أقضي معظم إجازاتي على البحر عموماً فإنني لا أستغنى أبداً عن كتاب ممتع وقبعة تحميني من أشعة الشمس، وكريم مغذٍّ للبشرة وواق لها في الوقت ذاته. لا يمكنني أن أسافر إلى أي مكان من دون كريم «eight- hour cream 8 ساعات» لأنني استعمله في النهار والمساء.