الفلسطينيون يتطلعون إلى تبني القمة العربية «خطة عباس»

فلسطينية تُطلق في الهواء بالونات قرب «خيام العودة» المنصوبة قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أمس (أ.ف.ب)
فلسطينية تُطلق في الهواء بالونات قرب «خيام العودة» المنصوبة قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أمس (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يتطلعون إلى تبني القمة العربية «خطة عباس»

فلسطينية تُطلق في الهواء بالونات قرب «خيام العودة» المنصوبة قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أمس (أ.ف.ب)
فلسطينية تُطلق في الهواء بالونات قرب «خيام العودة» المنصوبة قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أمس (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن السلطة الفلسطينية تتطلع إلى اعتماد القمة العربية المقبلة في السعودية خطة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للسلام. وأضاف المالكي، في تصريح بثته الوكالة الرسمية، أن كافة التحضيرات للقمة العربية في 14 أبريل (نيسان) الحالي «على صعيد مشاريع القرارات المتعلقة بفلسطين باتت جاهزة في 28 صفحة»، موضحاً أنه دعا الأمين العام للجامعة العربية إلى إطلاق اسم «نصرة القدس» عليها. وعبّر عن أمل القيادة الفلسطينية في تبني القمة لخطة عباس الجديدة للسلام.
ويفترض أن يكون وفد فلسطيني وصل أمس إلى الرياض، لمتابعة الاجتماعات التحضيرية التي تسبق عقد اجتماع وزراء الخارجية الأربعاء، تمهيداً لانعقاد أعمال القمة يوم الأحد، التي يشارك فيها عباس.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن ثمة اتصالات مكثفة مع دول عربية لتبني خطة «أبو مازن» السلام. وأضافت: «تبني الخطة سيكون رسالة تأييد عربية كبيرة، ورفضاً جماعياً للمس بالقدس»، موضحة أن خطة عباس تلقى قبولاً كبيراً لكنها لا تجد من يترجمها على الأرض. وأكدت أنها «تتعلق بتفاصيل إجراء التفاوض وكيفيته وآليته، ومرجعيتها خطة السلام العربية». ولطالما أعلن عباس أنه يريد سلاماً قائماً على مبادرة السلام العربية.
وتقوم خطة عباس، التي طرحها أمام مجلس الأمن في فبراير (شباط) الماضي، على عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف العام الحالي، ينتج عنه تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل كل قضايا الوضع الدائم، بحسب «اتفاق أوسلو»، بما في ذلك القدس. واقترح عباس، خلال فترة المفاوضات، توقف جميع الأطراف عن اتخاذ أي أعمال أحادية الجانب، بما في ذلك الاستيطان، وطلب كذلك تجميد القرار الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الأميركية إليها.
وقال عباس، في مستهل اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح، في وقت متقدم مساء الأحد: «سبق وسمعنا أنهم قالوا إن قضيتي القدس واللاجئين خرجتا عن الطاولة (طاولة المفاوضات)، فماذا بقي على الطاولة؟ لن نستمع لما سيأتي مهما كان ما لم يتم الاعتراف برؤية الدولتين، وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. عندها يمكن أن نتحدث عن بقية القضايا التي بقيت على الطاولة». وأضاف: «إن القمة العربية التي ستعقد في المملكة العربية السعودية بعد أيام ستكون مهمة، لأنها تأتي في وقت تتعرض فيه مدينة القدس المحتلة لهجمة شرسة جراء الإجراءات الإسرائيلية، والقرارات الأميركية الأخيرة بخصوصها». وتابع: «سنذهب إلى القمة العربية، ونحن نأمل أن يطلق عليها (قمة القدس)، لمواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها عقب القرارات الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها».
وأكدت «مركزية فتح»، خلال اجتماعها برئاسة عباس، أهمية اجتماع القمة العربية ودعت إلى تسميتها بـ«قمة القدس». وشددت على رفضها ما يسمى بـ«صفقة القرن»، وأي مبادرة قد تطرح دون آلية دولية جديدة، ودون الإقرار أولاً بحل الدولتين، ودون الإقرار بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين على حدود عام 1967.
وطرح عباس، في السابق، أن تشترك الولايات المتحدة في الآلية الدولية المقترحة ضمن الرباعية الدولية، إلى جانب دول أوروبية وعربية.
ولم تعلن أي دولة حتى الآن استعدادها للعمل في مواجهة الولايات المتحدة، لكن روسيا اقترحت لقاء قمة يجمع عباس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو أمر رفضه الأخير.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.