عودة مئات التشاديين بعد 10 سنوات من اللجوء إلى دارفور

v
v
TT

عودة مئات التشاديين بعد 10 سنوات من اللجوء إلى دارفور

v
v

بعد أكثر من 10 سنوات على استضافة لاجئين تشاديين في ولاية وسط دارفور السودانية، غادر المئات منهم عائدين إلى بلادهم، وسط توقعات بإغلاق قريب للمعسكر المعروف بـ«مكجر» بعد مغادرة آخر لاجئ فيه وعودته إلى دياره.
وبحسب الوكالة الدولية للاجئين، ومعتمدية اللاجئين السودانية، زوّد أكثر من 500 ألف لاجئ تشادي، كانوا يقيمون في معسكر «مكجر»، بحزم مساعدات لتسهيل عودتهم إلى أحد مراكز الاستقبال لهم في شرق تشاد. وينتظر أن تقدم لهم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وحكومة تشاد مساعدات إضافية بغرض إعادة دمجهم في المجتمع التشادي.
ونقل تقرير أصدرته الأمم المتحدة عن عيسى أبكر البالغ من العمر 44 عاماً، وهو أحد اللاجئين التشاديين الذين فروا إلى السودان قبل 12 عاماً: «طوال الفترة التي عشت فيها في هذا المعسكر (مكجر)، لم أفقد الأمل أبداً في أن أتمكن في يوم من الأيام من العودة إلى دياري». وأضاف: «أشعر أنني محظوظ لأنني تمكنت أخيراً من العودة إلى دياري مع عائلتي».
وتأثرت زوجته عشة (عائشة) عبد الله، أثناء ركوب الحافلة التي تقلهم من المعسكر إلى وطنهم، وقالت: «أنا فرحة فرحاً شديداً، سيتمكن أطفالي الستة الذين وُلد نصفهم في السودان، من رؤية أقاربهم وقريتهم الأصلية في تشاد». وأضافت وهي تمسح دموعها بيد مرتجفة: «لم أكن أرغب في أي شيء آخر سوى العودة إلى أرض الوطن، أشعر كأن أحلامي كلها قد تحققت».
وأنشئ مخيم «مكجر» في 2006، إثر هروب اللاجئين من تشاد إلى المنطقة في أعقاب تصاعد الأعمال العدائية بين الحكومة والمعارضة. ومع تحسن الأوضاع في بلادهم واستجابة لطلبهم، وقعت حكومتا السودان وتشاد ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، اتفاقاً ثلاثياً في مايو (أيار) 2017، لتوفير إطار قانوني للعودة الطوعية للاجئين التشاديين في دارفور.
على صعيد آخر، وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم نائب الرئيس الكيني، ويليام روتو، في زيارة رسمية للبلاد تستغرق 3 أيام، يلتقي خلالها مسؤولين سودانيين من بينهم رصيفه السوداني بكري حسن صالح الذي يتولى أيضاً رئاسة الوزراء.
وقال وزير الدولة في الخارجية السودانية محمد عبد الله إدريس، في تصريحات بمطار الخرطوم أمس، إن نائب الرئيس الكيني سيعقد سلسلة من المباحثات الرسمية تشمل لقاء مع الرئيس عمر البشير. ووصف إدريس الزيارة بـ«المهمة». وأضاف: «نتوقع أن توثّق لعلاقات البلدين بصورة أكبر، وتوسع فرص التعاون بينهما، وأن تؤسس لبناء علاقات اقتصادية وتبادل تجاري واستثمار سوداني - كيني، في مجالات المعادن والطاقة».



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.