مقتل فتى عربي إسرائيلي في الجولان بهجوم انطلق من سوريا

تل أبيب ردت بقصف مدفعي وتقدمت بشكوى للقوات الدولية

جنود إسرائيليون ينظرون في الخرائط وسط تأهب أمني بعد انطلاق هجوم من سوريا صوب هضبة الجولان أسفر عن مقتل إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون ينظرون في الخرائط وسط تأهب أمني بعد انطلاق هجوم من سوريا صوب هضبة الجولان أسفر عن مقتل إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل فتى عربي إسرائيلي في الجولان بهجوم انطلق من سوريا

جنود إسرائيليون ينظرون في الخرائط وسط تأهب أمني بعد انطلاق هجوم من سوريا صوب هضبة الجولان أسفر عن مقتل إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون ينظرون في الخرائط وسط تأهب أمني بعد انطلاق هجوم من سوريا صوب هضبة الجولان أسفر عن مقتل إسرائيلي أمس (أ.ف.ب)

قتل فتى عربي (محمد قراقرة 13 عاما) يحمل الجنسية الإسرائيلية وأصيب والده بجراح خطيرة بانفجار استهدف سيارتهم المدنية عندما كانوا يجرون أعمال صيانة للسياج الحدودي لصالح الجيش الإسرائيلي، بالقرب من الحدود مع سوريا في هضبة الجولان.
وقال الجيش الإسرائيلي بأن ثلاثة عمال آخرين أصيبوا بجروح طفيفة، بينما لم يوضح على الفور أسباب الانفجار. وقال متحدث عسكري إنه «لم يتضح بعد ما إذا كانت قنبلة على الطريق أو قذيفة مدفعية أو هاون أطلقت من سوريا عبر السياج الحدودي في الجولان أصابت مركبة صهريج للمياه كان يستقلها أفراد المجموعة».
وقال مسؤولون عسكريون إن الجيش الإسرائيلي يفحص احتمالا ثالثا وهو استهداف السيارة بواسطة صاروخ مضاد للدبابات. وأضافوا «أن الحديث يجري عن هجوم مدبر وليس عن سقوط قذيفة طائشة».
وقدمت إسرائيل شكوى رسمية إلى القوات الدولية التي تشرف على وقف إطلاق النار على جانبي الحدود في هضبة الجولان.
ورد الجيش الإسرائيلي بإعلان استنفار قواته في الشمال على الحدود مع سوريا، وبإطلاق نيران مدفعيته نحو الأراضي السورية.
وقال أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: «قتل مواطن إسرائيلي وإصابة آخرين بعد تعرض سيارة مدنية تابعة لشركة مقاولة يتم تشغيلها من قبل وزارة الدفاع لانفجار في وسط هضبة الجولان. قوات جيش الدفاع ردت بشكل أولي بقصف دبابات نحو الأراضي السورية». وأَضاف: «قوات كبيرة من جيش الدفاع في المكان وتحقق حول ظروفه والجهة التي تقف وراءه».
ووصف الجيش الإسرائيلي الحادث بأنه الأول من نوعه على الجانب الإسرائيلي من الحدود منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. وقال المتحدث باسمه «إنه أهم حدث نشهده على الحدود مع سوريا منذ بدء الحرب (الأهلية بسوريا».
ومن المفترض أن يكون «الكابينت» الإسرائيلي (المجلس الأمني والسياسي المصغر) اجتمع في وقت متأخر أمس، لبحث التصعيد على الجانب السوري والموقف الإسرائيلي الحالي، وكيف سيكون إذا ما تكرر الحادث، إضافة إلى بحثه العملية العسكرية في الضفة الغربية.
وفي غضون ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتال ما زال جاريا في المنطقة بين الجيش السوري وقوات المعارضة، مشيرا إلى أن قوات النظام قصفت بعض القرى في منطقة القنيطرة.
وقصفت إسرائيل في 19 مارس (آذار) أهدافا سورية في الجولان ووجهت تحذيرا إلى النظام السوري بعد هجوم أسفر عن إصابة أربعة من جنودها في هذه المنطقة الحدودية. والقصف الإسرائيلي الذي كان خلف قتيلا وسبعة جرحى وفق الجيش الإسرائيلي يعد التصعيد الأخطر منذ أربعين عاما في هضبة الجولان.
وأغلقت إسرائيل في مايو (أيار) معبر القنيطرة بين سوريا والجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة.
وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011. إلا أن الحوادث فيها بقيت محدودة واقتصرت على إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة أو إطلاق هاون على أهداف للجيش الإسرائيلي الذي رد عليها في غالب الأحيان. وتحتل إسرائيل منذ 1967 نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية التي ضمتها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي، بينما تعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.