انتخاب الأردن لشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن بعد اعتذار السعودية

ناصر جودة: سنكون صوتا لكل العرب وسنسعى للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية

مجلس الأمن الدولي في أحد اجتماعاته (أ.ب)
مجلس الأمن الدولي في أحد اجتماعاته (أ.ب)
TT

انتخاب الأردن لشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن بعد اعتذار السعودية

مجلس الأمن الدولي في أحد اجتماعاته (أ.ب)
مجلس الأمن الدولي في أحد اجتماعاته (أ.ب)

اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأردن اليوم الجمعة لشغل مقعد في مجلس الأمن لمدة عامين، بعد اعتذار السعودية عن عدم قبول المقعد اعتراضا على فشل المجلس في إنهاء الحرب السورية وعجزه في التعامل مع قضايا أخرى بالشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تصريحات للصحافيين عقب إجراء التصويت بأن شغل المملكة الأردنية الهاشمية لهذا المقعد هو اعتراف من المجتمع الدولي لمكانة الأردن والدور الدبلوماسي للملك عبد الله، والمبادئ التي يؤمن بها الأردن لحفظ السلام وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط ولدور الأردن ومشاركاته التاريخية في قوات حفظ السلام.
وأضاف جودة «أن الأردن خلال وجوده كعضو غير دائم في مجلس الأمن من يناير (كانون الثاني) 2014 وإلى نهاية 2015 سيكون صوت الحق والعدالة داخل مجلس الأمن وصوتا لكل العرب للدفاع عن القضايا العربية» مشيرا إلى أن الأردن قادر على الاضطلاع بهذه المسؤولية وشدد أن الأردن سيعمل للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وتطبيق مبادئ جنيف1 خلال اجتماعات جنيف2 في يناير القادم وقال: «سنعمل للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يضمن وحدة أراضي سوريا والوصول لمرحلة تمكننا من وقف مسلسل العنف ووقف معاناة اللاجئين السوريين الذين تستضيف الأردن ما يربو على 600 ألف لاجئ سوري».
وكانت الجمعية المؤلفة من 193 دولة قد انتخبت المملكة العربية السعودية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) كعضو غير دائم في المجلس اعتبارا من أول يناير المقبل لكن الرياض فاجأت العالم بإعلانها تخليها عن مقعدها ورفضت المقعد بعد يوم من التصويت في خطوة غير مسبوقة، احتجاجا على عجز مجلس الأمن عن التحرك حيال النزاع في سوريا.
وبينما لم يعترض أي عضو على ترشيح الأردن كبديل للسعودية، كانت عمان تحتاج إلى موافقة ثلثي الأعضاء في الجمعية العامة وحصلت بالفعل على 178 صوتا أمس الجمعة.
وكان الأردن المرشح الوحيد الذي قدمته مجموعة بلدان آسيا المحيط الهادي لشغل المنصب الذي تركته الرياض شاغرا. وقد أقنع السعوديون الأردن الذي تحفظ في البداية كما ذكر دبلوماسيون وقدم ترشيحه رسميا في 18 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبالإضافة إلى الأردن ينضم إلى المجلس كل من ليتوانيا وتشيلي ونيجيريا وتشاد كأعضاء جدد غير دائمين في المجلس خلفا لكل من أذربيجان وغواتيمالا وباكستان والمغرب وتوغو.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.