نظام ملاحة دقيق من دون جهاز «جي بي إس»

يستطيع النظام العالمي لتحديد المواقع أن يرصد مكانكم ضمن مسافة تتراوح بين 5 و10 أمتار أينما كنتم على الأرض، ما دام جهاز التلقي خاصتكم يظهر في خط مراقبة عدة أقمار صناعية. وعادة، يصعب تحديد موقع أحدهم في مكان مقفل. ولكن فريق بحث من جامعة يوتاه وجد الحل، وهو عبارة عن مجموعة من أجهزة الاستشعار والدوائر الكهربائية المركبة في صندوق السيارة، التي يمكنها أن تحدد الموقع بدقة تصل إلى 5 أمتار، في الداخل أو الخارج، دون الحاجة إلى «جي بي إس».
- نظام جديد
ساهم نظام الملاحة الجديد المركب في صندوق سيارة كبير في مساعدة العاملين في العثور على طريقهم داخل المباني. كما يري رجال الإطفاء أين يوجد أعضاء فريقهم، فضلاً عن أنه يمكن للنظام أن يندمج في ألعاب الواقعين المعزز والافتراضي. وقد عرض باحثو جامعة يوتاه نظامهم الخاص للملاحة، الذي لا يحتاج إلى «جي بي إس»، في شهر فبراير (شباط) الماضي، في مؤتمر «دارات الحالة الصلبة الدولي»، في سان فرانسيسكو.
وبنى فريق الباحثين نظام الملاحة هذا على وحدة قياس داخلية، وهي عبارة عن صندوق أسود صغير يحتوي على جيروسكوب (أداة لتحديد الاتجاه)، ومقياس للمغناطيسية، ومقياس للسرعة. ويساعد هذا النوع من الأجهزة المتطورة الطيارين على الملاحة.
وأراد دارين يونغ، مهندس كهرباء من جامعة يوتاه، أن يستخدم وحدة القياس الداخلية هذه في الأجهزة الإلكترونية المحمولة، إلا أن القراءات الصادرة عن أجهزة الاستشعار الزهيدة تضعف مع الوقت، مما قد يؤدي إلى تراكم الأخطاء بشكل سريع. ويقول يونغ: «عندما تجلسون في مكانكم، من الطبيعي أن تظهر القراءات أن المسافة تساوي (صفراً). ولكن بعد مرور 5 أو 10 دقائق، ستظهر وحدات القياس الرخيصة أنكم تحرّكتم مئات الأقدام حتى ولو كنتم لا تزالون جالسين».
وطلب يونغ من الطالب الجامعي كينجبو غوو أن يبحث عن وسيلة للحفاظ على توازن أجهزة الاستشعار هذه، فوجد أن الحل يكمن في الميكانيكا الحيوية. ففي كل خطوة، يتصل كعب الحذاء بالأرض لنحو 100 ملي ثانية. من هنا، اكتشف الطالب الطريقة التي يجب عبرها قياس لحظة الهدوء، واستخدامها لتصحيح الحركة الخاطئة التي ظهرت في بيانات وحدة القياس. يقول يونغ: «لتسهيل الوصول إليها وتصحيحها، يمكننا ببساطة أن نضع الوحدة خارج صندوق السيارة. ويمكن وضعها داخل نعل الحذاء ووصلها بالبلوتوث».
ثم قام بتوصيلها بواسطة أسلاك إلى لابتوب موجود في حقيبة ظهره وبدأ السير. ولاختبار نظام التنقل، مشى غوو في مدينة «سالت لايك سيتي» لنحو 3 كيلومترات وهو يحمل صندوق تعقّب الموقع. ومن ثم، قارن البيانات من النموذج التجريبي ببيانات الـ«جي بي إس».
وبعد 10 دورات من المشي حول حرم الجامعة، لم يتعد الخطأ المسجل الأمتار الخمسة. كما عمد الطالب إلى اختبار النظام خلال مسيرة أطول في «غولدن غيت بارك»، في سان فرانسيسكو.
ولم يحدث نوع الأرضية أي فارق لأن النظام عمل في جميع الأحوال. وأخيراً، لفت غوو إلى أن الأداء مطابق لأداء الـ«جي بي أس»، ولكن الفرق هو أنه يعمل في الداخل أيضاً.