طرابلس تتعهد بملاحقة قتلة المواطن الأميركي.. ودرنة تواصل العصيان المدني ضد المتطرفين

الحكومة تكشف عن زيارة مرتقبة لوفد من مجلس الأمن الشهر المقبل

طرابلس تتعهد بملاحقة قتلة المواطن الأميركي.. ودرنة تواصل العصيان المدني ضد المتطرفين
TT

طرابلس تتعهد بملاحقة قتلة المواطن الأميركي.. ودرنة تواصل العصيان المدني ضد المتطرفين

طرابلس تتعهد بملاحقة قتلة المواطن الأميركي.. ودرنة تواصل العصيان المدني ضد المتطرفين

تعهدت ليبيا التي حصلت أمس مجددا على تأكيد الأمم المتحدة بدعمها سياسيا ومعنويا، بملاحقة الجناة في عملية مقتل مواطن أميركي في مدينة بنغازي، أكبر مدن شرق ليبيا، في حين أعلن سكان مدينة درنة، معقل الجماعات الإسلامية المتشددة، حالة العصيان المدني لإجبار الميلشيات المتطرفة على الخروج من المدينة، التي تستعد أيضا لاستقبال قوات نظامية من الجيش والشرطة.
وقال بيان أصدرته الحكومة الانتقالية، إن رئيسها علي زيدان التقى أول من أمس في العاصمة الفرنسية بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، حيث ناقشا الوضع الليبي ودور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من أجل المساعدة في بناء مؤسسات الدولة وتفعيلها وتحقيق الأمن والاستقرار. ونقل البيان عن كي مون، تأكيده إصرار الأمم المتحدة في دعم الشعب الليبي وتكوين الدولة الليبية وإتمام المرحلة الانتقالية وانتخاب الهيئة التأسيسية، مشيرا إلى أنه جرت أيضا مناقشة وضعية انتشار السلاح والذخيرة في أنحاء مختلفة في ليبيا، حيث أبدى الأمين العام للأمم المتحدة الاستعداد المبدئي لمساعدة ليبيا فنيا ولوجيستيا للتخلص من الأسلحة والذخيرة.
وكشف البيان عن زيارة مرتقبة لوفد من مجلس الأمن إلى ليبيا مطلع يناير (كانون الأول) المقبل، للاطلاع على الوضع، موضحا أنه جرى الاتفاق على إعداد الملفات المتعلقة بهذا الاستحقاق حتى يتسنى للوفد الوصول إلى قرارات تصب في مصلحة الشعب الليبي والدولة الليبية.
من جهتها، عبرت وزارة الخارجية الليبية عن أسفها لاغتيال روني سميث، المدرس الأميركي في بنغازي، وأعربت في بيان أصدرته أمس عن أحر التعازي لأسرة القتيل ولحكومة الولايات المتحدة الأميركية، كما أكدت حرصها التام على سلامة وأمن جميع المواطنين الليبيين والرعايا الأجانب المقيمين على أراضيها.
وقالت الوزارة إنها «ستعمل مع السلطات المختصة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة الكفيلة بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة».
كما أعلنت وزارة الداخلية الليبية أنها بدأت التحقيقات في الحادث لمعرفة الجهة أو الأشخاص الذين يقفون وراءه. ووصفت في بيان لها الجريمة بـ«العمل الجبان» الذي لا يمت بصلة إلى أخلاقيات وعادات المجتمع الليبي.
وقال البيان إن أربعة أشخاص مجهولي الهوية كانوا على متن سيارة أطلقوا النار على المدرس الأميركي، مما أدى إلى مقتله في الحال أول من أمس، بعد أكثر من عام على اقتحام متشددين إسلاميين القنصلية الأميركية في المدينة وقتل السفير وثلاثة أميركيين آخرين.
وقالت مصادر أمنية ومسؤولون بالمدرسة، إن «المدرس الأميركي قتل بالرصاص أثناء تريضه في المدينة، حيث يعمل مدرسا للكيمياء في مدرسة دولية».
ولم تتضح الجهة المسؤولة عن القتل، لكن الاغتيالات والتفجيرات شائعة في بنغازي، بينما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتوقع أن تجري الحكومة الليبية تحقيقا مستفيضا في الأمر».
وتواجه القوات الخاصة الليبية في بنغازي متشددين من جماعة أنصار الشريعة التي يلقي مسؤولون أميركيون باللوم عليها في الهجوم على القنصلية الأميركية في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
وكان مجلس بنغازي المحلي قد ندد مجددا بحوادث القتل والاغتيالات التي تشهدها المدينة وتستهدف رجال الجيش والأجهزة الأمنية، وطالب المجلس في بيان أصدره أمس الحكومة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه المدينة ودعم الغرفة الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي وتركيب كاميرات المراقبة بالمدينة.
وفى مدينة درنة، معقل الجماعات الإسلامية المتشددة، والتي يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة، قالت وكالة الأنباء المحلية أمس، إن «الحياة العامة في المدينة أصيبت بالشلل التام بسبب تواصل العصيان المدني لليوم الخامس على التوالي»، مشيرة إلى استمرار حشود كبيرة من المتظاهرين المطالبين بإخلاء المدينة من التشكيلات المسلحة وتفعيل الجيش والشرطة.
على صعيد آخر، نفت وزارة المالية الليبية سحب حكومة زيدان الانتقالية لأي مبالغ من احتياطي الدولة أو وجود نية لدى الحكومة للاقتراض من البنك الدولي، عادة أن ما تردد من أخبار في هذا الصدد عار تماما عن الصحة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.