يشهد حراك التمكين الصحي للمرأة السعودية قفزات كبيرة، مع انتشار حملات التثقيف والتوعية بحقوق المرأة في المنشآت الطبية، إذ أطلقت وزارة الصحة السعودية أواخر شهر مارس (آذار) الماضي حملة توعوية بعنوان «يحق لك»، أكدت فيها أن للمرأة الحق في التوقيع على العمليات القيصرية وغيرها من التدخلات الطبية المهمة دون الحاجة إلى توقيع ولي الأمر الذي أصبح ماضياً مندثراً، ولم يعد معمولاً به في كل مستشفيات البلاد.
وأسهم ارتفاع وتيرة التثقيف بالحقوق الطبية بوضع لبنة متينة في تحسين أوضاع النساء صحياً، كما توضح البرفيسور سامية العمودي، مؤسس ورئيس وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، قائلة: «مفهوم التثقيف الصحي والتوعية لم يكن متداولاً في مجتمعنا ولا أذكر أن جيلي من الأطباء والطبيبات كان يعرف الكثير عن هذه الثقافة في الثمانينات».
وتتابع العمودي حديثها لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «أذكر بداياتي في أول تخرجي وكتابة بعض الكتيبات منها (أختي الحامل) و(مسائل خاصة وحساسة) وغيرها من المجهودات الفردية، لكن اليوم اختلف الوضع وارتفع الوعي بين الممارسين الصحيين أنفسهم، والأهم بين الطلبة والطالبات وأصبحت هناك حملات توعوية على مدار العام في كل المناطق».
وتردف: «اختلف وعي المجتمع وارتفع، وهذا ما نعمل عليه من خلال وحدة وأنشطة التمكين الصحي للمرأة خصوصاً الذي ينادي بتوفير المعلومة السليمة لتصبح المرأة أكثر قدرة على اتخاذ خياراتها الصحية عن علم، وهذا التمكين الصحي ينعكس على خفض المضاعفات والوفيات ويرتفع بالوعي الصحي».
وعن ملاحظاتها في العيادات الطبية، تقول: «المريضة أصبحت أكثر وعياً وتناقش، ولأننا نحرص على نشر الحقوق الصحية أصبحت المرأة مدركة لحقها في اتخاذ القرارات الخاصة بصحتها مثل حقها في التوقيع على العمليات القيصرية وعمليات استئصال الرحم أو الموافقة على العلاج الكيماوي وغيرها، لأنها أعرف بمصلحتها».
وتضيف العمودي: «انعكس هذا على تقديم الخدمات، وحرصت المستشفيات والأطباء على عدم انتهاك هذه الحقوق الصحية، وبالتالي تغيرت خريطة الطب والوعي الطبي وأصبح التمكين الصحي للمرأة عملاً مؤسسياً، حيث أنشأنا أول وحدة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز عام 2016 وأهم أهدافنا تمكين المرأة صحياً».
السعودية: التمكين «الصحي» للمرأة يقر أهليتها... ويؤمن باستقلاليتها
السعودية: التمكين «الصحي» للمرأة يقر أهليتها... ويؤمن باستقلاليتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة