تعيين قاضي {محكمة الإرهاب} رئيساً لـ {مجلس الدولة}

TT

تعيين قاضي {محكمة الإرهاب} رئيساً لـ {مجلس الدولة}

صدر أمس، مرسوم رئاسي بإنهاء تكليف ناصر الضللي من رئاسة غرفة قضايا الإرهاب في محكمة النقض، وتعيينه رئيساً لمجلس الدولة، خلفاً للقاضي محمود فهد قطان.
ومحكمة «الإرهاب» التي تأسست عام 2012، تتبع للمجلس الأعلى للقضاء السوري، وتعتبر الجهة الوحيدة في سوريا التي تصدر أحكاماً قضائية بحق المعتقلين السياسيين المتهمين بالإرهاب. ولا يوجد في هذه المحكمة أي قوانين للنظام واضحة أو صريحة، إنما تكون الأحكام بحسب ما يقره القاضي.
ورأت مصادر قانونية في دمشق أن تعيين الضللي يأتي ضمن التحضير للمرحلة المقبلة، التي من المتوقع أن تشهد رفع دعاوى على الدولة فيما يخص تثبيت الملكيات والحقوق والاعتراض على التقييم العقاري وقرارات الاستملاك، التي ستنجم تطبيق القانون رقم 10 لعام 2018 الصادر أخيراً، ويقضي بالسماح للوحدات الإدارية بإنشاء مناطق تنظيمية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «منصب رئيس مجلس الدولة يعد منصباً رفيعاً ومهماً، حيث يختص مجلس الدولة بالنظر في الدعاوى التي تكون إدارات الدولة طرفاً فيها، سواء مدعية أو مدعى عليها. وتشتمل الدعاوى الداخلة في اختصاصه الاعتراض على قرارات الاستملاك، ودعاوى منح الجنسية والتجريد منها».
وتابعت المصادر: «كما ينظر أيضاً في كل ما يتعلق بالتعيين في الوظائف العامة، أو المطالبة بالتعويض من الإدارات. وأيضاً ينظر مجلس الدولة في طعون الانتخابات، بما يخص الإدارة المحلية».
وبحسب المصادر، فإن اختيار النظام للقاضي ناصر الضللي المولود في دير الزور 1956، «يعبر عن رضا عن أدائه في محكمة الإرهاب التي كانت تنظر في قضايا المعارضين والمناهضين للنظام». وتابعت المصادر بتهكم: «في محكمة الإرهاب كان يدافع عن بقاء النظام، وفي الموقع الثاني سيدافع عن أحقية النظام في الاستيلاء على ملكيات المهجرين والمفقودين».
ويتألف مجلس الدولة من درجتي تقاضٍ، هما محكمة القضاء الإداري درجة أولى، وتكون قراراتها قابلة للطعن أمام المحكمة الإدارية العليا، وهي درجة التقاضي الثانية.
ويشار إلى أن ناصر الضللي حائز على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق وبدأ حياته المهنية بين عامي 1984 و1987 محامي دولة. قبل أن يصبح معاوناً للنيابة ورئيساً لها في محافظات طرطوس، والقامشلي، ثم رئيساً لمحكمة الاستئناف المدنية الأولى في الحسكة، والمحامي العام الأول في الحسكة عام 2014.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».