البيان الروسي والتعديلات البريطانية

TT

البيان الروسي والتعديلات البريطانية

رفضت بريطانيا مشروع بيان مقتضب وزعته روسيا على أعضاء مجلس الأمن للتعامل مع واقعة محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا بمواد كيماوية عسكرية على الأراضي البريطانية، ولاعتبارها «تقارير مزعومة»، مطالبة بإدخال تعديلات جوهرية تدعو إلى الاعتراف بالتحقيقات المستقلة التي يجريها خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فضلاً عن محاسبة المسؤولين عن استخدام الغازات السامة المحظورة دولياً عبر العالم، بما في ذلك خلال الحرب السورية خاصة.
وحصلت «الشرق الأوسط» على مشروع البيان الروسي «في شأن التقارير عن استخدام مزعوم للأسلحة الكيماوية في المملكة المتحدة». وينص على أن أعضاء مجلس الأمن «يعيدون تأكيد دعمهم القوي لمعاهدة الأسلحة الكيماوية ويكررون الحاجة إلى تحقيق الهدف الأسمى لعالم خالٍ من الأسلحة الكيماوية». ويدعون «كل الدول المعنية للتشاور والتعاون في التحقيق في الاستخدام المزعوم لغاز أعصاب في 4 مارس (آذار) 2018 في سالزبوري» مع «بذل كل الجهود، من خلال تبادل المعلومات فيما بينهم، لتوضيح وحل أي مسألة قد تضفي الشكوك حيال الامتثال لمعاهدة الأسلحة الكيماوية».
وكذلك حصلت «الشرق الأوسط» على النص بعد التعديلات البريطانية التي أزالت عبارة «تقارير مزعومة». وحررت النص ليصير أن أعضاء المجلس «يؤكدون دعمهم القوي لمعاهدة الأسلحة الكيماوية ويكررون الحاجة إلى تحقيق الهدف الأسمى لعالم خالٍ من الأسلحة الكيماوية». ويضيف أنهم «يتعهدون الوفاء بمسؤولياتهم بموجب معاهدة الأسلحة الكيماوية وبالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في ما يتصل باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وسالزبوري». كما أنهم «ينددون من دون تحفظ باستخدام الأسلحة الكيماوية، حيثما وأينما وقعت».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».