واشنطن تفرض عقوبات على مقربين من بوتين

واشنطن تفرض عقوبات على مقربين من بوتين
TT

واشنطن تفرض عقوبات على مقربين من بوتين

واشنطن تفرض عقوبات على مقربين من بوتين

فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات على سبعة من أفراد فئة «الأوليغارش» في روسيا و12 شركة يملكها أو يسيطر عليها هؤلاء، إضافة إلى 17 مسؤولا روسيا رفيعا وشركة حكومية لتصدير الأسلحة.
ووصف مسؤولون أميركيون رفيعون رجال الأعمال الأثرياء الروس الذين شملتهم العقوبات بأنهم من «دائرة بوتين المقربة»، مشيرين إلى احتمال تجميد أي أصول يمتلكونها في مناطق خاضعة لسلطة الولايات المتحدة القضائية.
ومن بين الشخصيات التي طالتها عقوبات وزارة الخزانة رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، وهو مستثمر مقرب من بوتين نافذ في صناعات الألومنيوم في روسيا، وكانت تربطه علاقات وثيقة مع بول مانفورت مدير حملة ترمب السابق. كما شملت العقوبات سليمان كريموف، الذي تسيطر عائلته على أكبر مناجم الذهب في روسيا. وطالت العقوبات أيضا رجل الأعمال فلاديمير بوغدانوف، المدير التنفيذي لشركة نفط «سورجوتنفتغاز»، ورجل الأعمال إيغور روتنبرغ، المسؤول التنفيذي في مجال النفط، ورجل الأعمال كيريل شامولوف، صهر بوتين، وكاترينا تيخونوفا، وأندريه سكوش، نائب في مجلس الدوما، وفيكتور فيكسلبيرج، رئيس مجموعة «رينوفا»، وهي شركة استثمار روسية.
إلى ذلك، استهدفت العقوبات كبار المسؤولين وممثلي الجيش والأجهزة الأمنية القريبة من بوتين، بينهم نيكولاي باتروشيف، رئيس مجلس الأمن الروسي، ووزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف. كما وقع تحت العقوبات الأميركية، كل من ألكسي دومين، الحارس الشخصي السابق لبوتين وحاكم منطقة تولا المركزية، إلى جانب ألكسندر زاروف، رئيس هيئة الرقابة على الاتصالات.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن «الولايات المتحدة تتخذ هذه القرارات ردّا على النهج الوقح المستمر والمتزايد للحكومة في القيام بأنشطة خبيثة حول العالم»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر بين تلك الأنشطة «احتلالها المستمر لشبه جزيرة القرم، وإثارة العنف في شرق أوكرانيا، ودعم نظام (بشار) الأسد في سوريا (...)، والأنشطة الخبيثة المستمرة عبر الإنترنت». وقال إن «الأهم من ذلك كله هو الرد على الهجمات الروسية المتواصلة لتقويض الديمقراطيات الغربية».
واتخذت الإجراءات بموجب قانون أميركي تم تمريره لمعاقبة روسيا على خلفية الاشتباه بمحاولتها التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، والانخراط في هجمات عبر الإنترنت والتدخل في أوكرانيا وسوريا.
لكن إعلان أمس يأتي في وقت تواجه واشنطن وحلفاؤها أزمة دبلوماسية جديدة مع الكرملين، على خلفية محاولة تسميم عميل سابق روسي مزدوج على الأراضي البريطانية. ووقع ترمب على «قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات» في أغسطس (آب) العام الماضي، رغم إصراره على أن بنوده تتضمن «خللا كبيرا».
وطالما عارض الرئيس الحديث عن أن نشاطات موسكو عبر الإنترنت ساهمت في فوزه في الانتخابات. لكن الكونغرس أصر على حقيقة تدخل موسكو في انتخابات 2016، مستندا إلى أدلة من الاستخبارات. وفي مارس (آذار)، فرضت إدارة ترمب عقوبات على 19 كيانا روسيا لشنهم «هجمات إلكترونية خبيثة».
وبالتوازي مع ذلك، وجه المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في مسألة التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية اتهامات لـ19 شخصا، بينهم 13 مواطنا روسيا في وقت رجحت تقارير بأن يطلب استجواب ترمب شخصيا. وأكد مسؤولون أميركيون أن تحركهم ضد الأوليغارش الروس مرتبط جزئيا بقضية التدخل الروسي في السياسة الأميركية، لكنهم أصروا كذلك على أن الأمر لا يقتصر على ذلك.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن «الحكومة الروسية تعمل لصالح الأوليغارشية والنخب». وأوضح أن «الأوليغارش الروس والنخبة الذين استفادوا من هذه المنظومة الفاسدة لن يعود بإمكانهم النأي بأنفسهم من عواقب أنشطة حكومتهم المزعزعة للاستقرار».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.