محفظة البنوك السعودية تجاوزت 346 مليار دولار... ورصد 910 شكاوى مصرفية

نسبة ديون القروض المتعثرة 1.6 % في الربع الأخير من العام الماضي

TT

محفظة البنوك السعودية تجاوزت 346 مليار دولار... ورصد 910 شكاوى مصرفية

كشف مسؤول سعودي عن ارتفاع قيمة محفظة البنوك السعودية لتتجاوز 1.3 تريليون ريال (346 مليار دولار) العام الماضي، مشيراً إلى رصد 910 شكاوى مصرفية. وأكد أن البنوك السعودية دعمت «برنامج كفالة»، بما يزيد عن 5.6 مليار دولار، بالتعاون مع بنك الإمارات الوطني، وتمويل أكثر من 20 ألف كفالة بقيمة تجاوزت 2.9 مليار دولار.
وذكر طلعت حافظ، الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية بذلت جهوداً كبيرة في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ونجحت في التصدي لمحاولات الاحتيال المالي، واجتازت أكثر من مرة تقييم مجموعة العمل المالي «فاتف» بنجاح، فيما يتعلق بالتوصيات الصادرة عنها في هذا المجال، وتبوأت مراكز عالمية متقدمة في المجال.
وأضاف أن السعودية كانت في السابق عضواً في مجموعة العمل المالي «فاتف»، من خلال منظومة مجلس التعاون الخليجي؛ إلا أنها حالياً عضو مستقل، مع توقعات أن تصبح عضوا دائماً فيها قريباً.
ولفت إلى أن قطاع البنوك السعودي، يولي اهتماماً كبيراً بقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ لأنه قطاع اقتصادي مهم يمثل 97.7 في المائة من قطاع المنشآت بالمملكة، منوها بأنه أكثر القطاعات التي تسهم في تحريك الاقتصاد والاستيراد والتصدير وتوليد الوظائف.
وأشار إلى دعم الحكومة لتنمية وتفعيل القطاع لرفع مساهمته إلى 35 في المائة في الناتج الإجمالي المحلي، مشيرا إلى أن البنوك السعودية، تمضي في الاتجاه ذاته لدعم «رؤية السعودية 2030» في تفعيل القطاع.
وأكد حافظ أن القطاع البنكي السعودي، لديه خطط واستراتيجية لتحقيق الرؤية، من خلال تفعيل أقسام وإدارات متخصصة لدعم وتوفير التمويل اللازم لتطوير المهارات التسويقية والتنظيمية والمالية والإدارية والتنظيمات الآلية ونظم المعلومات، إذ تقيم البنوك دورات مالية وتسويقية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ولفت إلى أن برنامج «كفالة» الذي تأسس أواخر 2006 من قبل وزارة المالية السعودية، هو برنامج حكومي برأسمال يبلغ 101 مليون ريال، ومثلها من البنوك السعودية كهبة للبرنامج، وأنه يبذل جهوداً وثابة في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن برنامج «كفالة»، تولى كفالة التمويل على مدى 12 عاماً، بالتعاون مع بنك الإمارات الوطني مؤخراً لتمويل المنشآت، ووصل التمويل إلى ما يزيد عن 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار)، خلال الفترة الماضية، وموّل ما يزيد عن 20 ألف كفالة، بقيمة تجاوزت 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار)، للارتقاء بهذا القطاع.
ووفق حافظ، فإن لدى «برنامج كفالة»، طموحات واستراتيجيات جديدة تركز على المناطق الواعدة، ومنح الكفالات من البنوك بالتعاون مع بنك الإمارات الوطني للقطاعات المستهدفة، وفق «الرؤية 2030»؛ مشيرا إلى أن التركيز سيكون أكثر على قطاع سيدات الأعمال لتفعيل دورهن في سوق الأعمال بنسبة تصل إلى 30 في المائة.
وفيما يتعلق برصد عمليات احتيال مالي على البنوك السعودية، بيّن حافظ أن حجم الاحتيالات المالية لا يزال في حدوده الدنيا، مقارنة بزخم العمليات من مختلف القنوات المصرفية، مثل شبكات الفروع وأجهزة الصرف الآلي ونقاط البيع والقنوات الإلكترونية على مدار الساعة، وتم رصد 910 شكاوى مختلفة، من عمليات تحويل أعمال أو فتح حسابات عملاء خلال الفترة من شهر يوليو (تموز) 2017 إلى نهاية مارس (آذار) 2018، كما شهدت الفترة ذاتها اعتراضات من عملاء على العمليات المقيدة في كشوف الحسابات الخاصة بالبطاقات الائتمانية، بلغت 1168 حالة، منها عمليات احتيال وأخرى خاطئة.
وشدد على أن القطاع المالي البنكي السعودي متين وصلب، ويتسم بأداء جيد ومؤشرات سلامة عالية، الأمر الذي جعل وضع البنوك جيداً ومستقر النمو، مشيرا إلى أن مؤشرات السلامة المالية تؤكد أن القطاع جيد مالياً من حيث السيولة وتغطية الديون والمديونيات.
وقال حافظ إن ديون القروض المتعثرة بلغت 1.6 في المائة في الربع الرابع العام الماضي، معتبراً أنها نسبة معقولة مقارنة بحجم وإجمالي محفظة القروض والمطلوبات من القطاع الخاص، مشيرا إلى أنه في نهاية العام الماضي، تجاوزت قيمة المحفظة 1.3 تريليون ريال (346.6 مليار دولار).
وبيّن أن نسبة الأصول السائلة إلى إجمالي الأصول عامة نهاية العام الماضي بلغت 21.6 في المائة، في حين بلغت نسبة الأصول السائلة إلى المطلوبات قصيرة الأجل 34.6 في المائة.


مقالات ذات صلة

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

السعودية: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية تتعهد بالحفاظ على استقرار الأسواق بعد عزل يون

مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)
مشاركون في مظاهرة يحملون لافتات تطالب المحكمة الدستورية بإقالة الرئيس يون سوك-يول في سيول (رويترز)

تعهدت وزارة المالية في كوريا الجنوبية، يوم الأحد، بمواصلة اتخاذ تدابير استقرار السوق بسرعة وفعالية لدعم الاقتصاد، في أعقاب إقالة الرئيس يون سوك-يول، بسبب فرضه الأحكام العرفية بشكل مؤقت.

وأكدت الوزارة أنها ستستمر في التواصل بنشاط مع البرلمان للحفاظ على استقرار الاقتصاد، مشيرة إلى أنها تخطط للإعلان عن خطتها السياسية نصف السنوية قبل نهاية العام الحالي، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، دعا زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، لي جاي-ميونغ، إلى تشكيل «مجلس استقرار وطني» يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية وسبل تحسين مستوى معيشة المواطنين. وأشار إلى أن التحدي الأكثر إلحاحاً هو تراجع الاستهلاك بسبب الطلب المحلي غير الكافي، وتقلص دور الحكومة المالي. وأضاف لي أن معالجة هذا الأمر تتطلب مناقشة عاجلة لموازنة إضافية يمكن أن تشمل تمويلاً لدعم الشركات الصغيرة، بالإضافة إلى استثمارات في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، لمواجهة تحديات نقص الطاقة.

وكان البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب المعارض، قد مرر مشروع موازنة 2025 بقيمة 673.3 تريليون وون، متجاوزاً اقتراح الحكومة الذي بلغ 677.4 تريليون وون، وذلك دون التوصل إلى اتفاق مع حزب «قوة الشعب» الذي ينتمي إليه الرئيس يون والحكومة.

من جهته، أعلن بنك كوريا -في بيان- أنه سيعتمد على كافة الأدوات السياسية المتاحة بالتعاون مع الحكومة، للرد على التحديات الاقتصادية، وتفادي تصاعد التقلبات في الأسواق المالية وأسواق العملات الأجنبية. وأكد البنك ضرورة اتخاذ استجابة أكثر نشاطاً مقارنة بالفترات السابقة من الإقالات الرئاسية، نظراً للتحديات المتزايدة في الظروف الخارجية، مثل تصاعد عدم اليقين في بيئة التجارة، وازدياد المنافسة العالمية في الصناعات الأساسية.

كما أكدت الهيئة التنظيمية المالية في كوريا الجنوبية أن الأسواق المالية قد تشهد استقراراً على المدى القصير، باعتبار الأحداث السياسية الأخيرة صدمات مؤقتة؛ لكنها ستوسع من الموارد المخصصة لاستقرار السوق إذا لزم الأمر.

من جهة أخرى، شهدت أسواق الأسهم في كوريا الجنوبية ارتفاعاً للجلسة الرابعة على التوالي يوم الجمعة؛ حيث بدأ المستثمرون يتوقعون تراجع حالة عدم اليقين السياسي بعد تصويت البرلمان على إقالة الرئيس يون. كما لم يتوقع المستثمرون الأجانب أن تؤثر الاضطرابات السياسية الأخيرة بشكل كبير على نمو الاقتصاد أو تصنيفه الائتماني لعام 2025، إلا أنهم أشاروا إلى تأثيرات سلبية محتملة على معنويات السوق، مما قد يؤدي إلى زيادة في سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي، واستمرار عمليات بيع الأجانب للأسواق المحلية.

غرفة تداول بأحد البنوك في سيول (رويترز)

وفي استطلاع أجرته «بلومبرغ»، أفاد 18 في المائة فقط من المشاركين بأنهم يعتزمون تعديل توقعاتهم بشأن نمو الاقتصاد الكوري الجنوبي لعام 2025، بسبب الأحداث السياسية الأخيرة، بينما أكد 82 في المائة أن توقعاتهم ستظل دون تغيير. كما توقع 64 في المائة من المشاركين أن يظل التصنيف الائتماني السيادي كما هو، في حين توقع 27 في المائة خفضاً طفيفاً. ووفقاً للاستطلاع، يُتوقع أن يتراوح سعر صرف الوون مقابل الدولار الأميركي بين 1.350 و1.450 وون بنهاية الربع الأول من 2025.

أما فيما يتعلق بأسعار الفائدة، فقد زادت التوقعات بتخفيضات مسبقة من قبل بنك كوريا؛ حيث توقع 55 في المائة من المشاركين عدم حدوث تغييرات، بينما توقع 27 في المائة تخفيضاً في الأسعار قريباً. وتوقع 18 في المائة تخفيضات أكبر. وأشار كيم سونغ-نو، الباحث في «بي إن كي للأوراق المالية»، إلى أن تحركات السوق ستعتمد بشكل كبير على قرارات لجنة السوق الفيدرالية الأميركية في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث قد يسهم أي تخفيض لأسعار الفائدة من جانب الولايات المتحدة في تعزيز توقعات تخفيض الفائدة في كوريا الجنوبية في الربع الأول من 2025.

وقد أكد كيم أن العوامل السياسية ليست المحرك الرئيسي للأسواق المالية؛ مشيراً إلى أن الاضطرابات السياسية عادة ما تكون لها تأثيرات قصيرة الأجل على الأسواق. وأضاف أن الركود الاقتصادي -وليس الأحداث السياسية- هو المصدر الرئيس للصدمات المالية الكبيرة.

كما أشار كثير من المسؤولين الماليين إلى أن إقالة الرئيس يون قد تعود بالفائدة على الاقتصاد الكوري الجنوبي. وفي مقابلة إعلامية، أكد محافظ هيئة الرقابة المالية، لي بوك هيون، أن عزل الرئيس سيكون خطوة إيجابية للاستقرار الاقتصادي في البلاد، معرباً عن اعتقاده بأن القضاء على حالة عدم اليقين السياسي أمر بالغ الأهمية لتحقيق استقرار الاقتصاد، وفق صحيفة «كوريا تايمز».

وفيما يخص التوقعات المستقبلية، أشار صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية من المتوقع أن يصل إلى 2.2 في المائة في 2024 بدعم من صادرات أشباه الموصلات، في حين يُتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 2 في المائة في 2025 مع اقتراب الاقتصاد من إمكاناته الكاملة. وأكد الصندوق أن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، والمخاطر تميل إلى الاتجاه السلبي.

وبينما يظل التضخم قريباً من هدف بنك كوريا البالغ 2 في المائة، شدد الصندوق على ضرورة تطبيع السياسة النقدية تدريجياً في ظل هذه الظروف، مع الحفاظ على تدخلات محدودة في سوق الصرف الأجنبي لمنع الفوضى. كما أشار إلى أهمية تعزيز التوحيد المالي في موازنة 2025 لمواجهة ضغوط الإنفاق الطويلة الأجل، مع التركيز على السياسات المتعلقة بمخاطر العقارات.

كما أشار إلى أهمية الإصلاحات الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل لدعم النمو وسط التحولات الهيكلية؛ مشيراً إلى ضرورة معالجة تراجع القوة العاملة من خلال تحسين الخصوبة، وزيادة مشاركة النساء في العمل، وجذب المواهب الأجنبية، بالإضافة إلى تعزيز تخصيص رأس المال، وتحسين مرونة المؤسسات المالية.