مجلس النواب الأردني يحظر الموت الرحيم

TT

مجلس النواب الأردني يحظر الموت الرحيم

وافق مجلس النواب الأردني في جلسة له أمس الثلاثاء، على إضافة مادة في قانون المساءلة الطبية والصحية تقول: «لا يجوز إنهاء حياة متلقي الخدمة الطبية أو الصحية أيا كان السبب، ولو كان بناء على طلبه أو طلب وليه أو الوصي عليه».
كما لا يجوز رفع أجهزة الإنعاش عن متلقي الخدمة، إلا إذا توقف القلب أو التنفس توقفا تاما ونهائيا، أو توقفت جميع وظائف الدماغ توقفا كاملا ونهائيا وفقا للمعايير الطبية، وقرر الأطباء المعالجون أن هذا الوقف لا رجعة عنه.
كما حدد مجلس النواب الحالات التي لا يجوز إخراج متلقي الخدمة الطبية من مكان تقديم الخدمة، مع مراعاة الأحكام الخاصة لمكافحة الأمراض السارية، إلا في الحالات التالية: إذا كانت حالته الصحية تسمح بذلك، أو نقله إلى مكان خدمة آخر لاستكمال علاجه، شريطة توفر مستلزمات النقل الصحي السليم، أو بناء على طلب متلقي الخدمة إذا كان كامل الأهلية، أو موافقة خطية من أحد الأطباء في مكان تقديم الخدمة.
كما أقر مجلس النواب الحالات التي لا تقوم المسؤولية الطبية فيها، وهي: إذا لم يكن الضرر نتيجة خطأ طبي تحدده اللجنة الفنية المشكلة بموجب هذا قانون المسؤولية الطبية. إذا كان الضرر قد وقع بسبب فعل متلقي الخدمة نفسه أو رفضه العلاج أو عدم اتباعه للتعليمات الطبية الصادرة إليه من المسؤولين عن علاجه. إذا اتبع مقدم الخدمة أسلوبا طبيا معينا في العلاج مخالفا لغيره في ذات الاختصاص، ما دام أسلوب العلاج الذي اتبعه متفقا مع الأصول المتعارف عليها. وإذا حدثت الآثار والمضاعفات الطبية المتعارف عليها أو غير المتوقعة في مجال الممارسة الطبية وغير الناجمة عن الخطأ الطبي.
بدوره أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور إبراهيم البدور، أن القرار الذي تضمن إضافة، جاء للتفريق بين الخطأ الطبي والمضاعفات الطبية المتعارف عليها.
كما وافق مجلس النواب على إنشاء صندوق في المجلس الصحي العالي، يسمى «صندوق التأمين ضد أخطاء المسؤولية الطبية والصحية»، وأن يلتزم مكان تقديم الخدمة بالتأمين على مقدمي الخدمة العاملين لديه في هذا الصندوق.
ووافق المجلس على أن تحدد إدارة الصندوق وإدارة الشؤون المتعلقة به بمقتضى نظام يصدر لهذه الغاية.
وكان المقترح الأول للجنة الصحية النيابية، أن يكون الصندوق في وزارة الصحة، إلا أن اللجنة عدلت مقترحها وحول إنشاء الصندوق في المجلس الصحي العالي.
وكان وزير الصحة الأردني الدكتور محمود الشياب، طالب بأن يكون في المجلس الصحي العالي لأنه ممثل لجميع القطاعات الطبية.
ووافق مجلس النواب على أن تنشئ وزارة الصحة سجلا وطنيا للأخطاء الطبية الصادرة بشأنها قرارات قطعية، وتحديد البيانات والقرارات والأحكام الواجب إدراجها فيه بمقتضى تعليمات يصدرها الوزير لهذه الغاية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.