بنعتيق: نخطط للاستفادة من كفاءات الخارج

TT

بنعتيق: نخطط للاستفادة من كفاءات الخارج

قال عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في الجلسة الافتتاحية للملتقى الثالث للكفاءات المغربية بالولايات المتحدة، «إنه لا يمكن أن نتصور مغرب المستقبل من دون جاليتنا وكفاءاتنا في الخارج».
وأضاف بنعتيق أن وزارته وضعت خطة للاشتغال باستراتيجية متجهة بالدرجة الأولى إلى مغاربة العالم، انطلاقا من كون المغرب يفتخر بكفاءاته في كل القارات وعلى كل المستويات وحتى في صناعة القرارات الكبرى، ضمن مجتمعات الاستقبال. وشدد بنعتيق على أن الاهتمام بالجالية المغربية يوجد في إطار برنامج تنموي كبير يقوده الملك محمد السادس، وأنه آن الأوان لمعرفة المنتوجات الواعدة التي يمكن أن تنافس في السوق الأميركية، والانتقال من تلك الرؤية التقليدية التي تجمع المغربي ببلده (العطلة وعائلته). ولم يخف بنعتيق أنه يجب فهم أن هذه التجربة طريقها صعب، «لكن يجب تخطيها باستراتيجية ذات رؤية عميقة، خصوصا أن المغرب يتمتع بتجربة متميزة على مستوى تدبير الرأسمال البَشَرِي باعتباره قوة أساسية».
ودعا الوزير المغربي إلى ضرورة التعبئة لخلق فرص استثمار في المغرب بالارتكاز على ثلاثة محاور أساسية هي: ضرورة التفكير في الاستثمار والتكنولوجيا ونقل التكنولوجيا واكتساح الأسواق الأميركية.
من جانبه، أكد محمد غراس، كاتب الدولة (وزير دولة) لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلف التكوين المهني، أن المملكة المغربية في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى كفاءاتها بالخارج خصوصا في الولايات المتحدة، مبرزا أن اللقاء يروم الربط بين الكفاءات المغربية في الخارج وتشجيع التعاون الاقتصادي بين المغرب وأميركا والتعاون في قطاعات دقيقة جدا والتفاهم على مشاريع محتملة.
وأبرز غراس أن المغرب قام بتقليص ديونه، وهناك تحدّيات على تعزيز التعاون، مشيرا إلى أن التنافسية والإنتاجية رهينة بقدرة البلاد على اكتساب مهارات وكفاءات حقيقيّة.
وأوضح غراس أن هناك توجها نحو دعم التبادل بين المغرب ومجموعة من الفعاليات الأخرى، وهذا الأمر يمكن أن يسمح بدفع قطار التنمية، مشيرا إلى أن المنتدى يركز على ضرورة تفعيل دور كل المغاربة في الخارج بهدف تحسين الظروف الاقتصادية.
ودعا غراس إلى ضرورة الاعتماد على خبراء حتى «نخلق شبكة للتعاون تعتمد على مقاربة تسمح بتوظيف مغاربة الخارج، عبر إشراك الشباب والتجاوب مع متطلباتهم».
ويهدف المنتدى الذي ينظم على مدى يومين ويندرج في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعبئة كفاءات مغاربة العالم وتسخير خبراتهم ومعارفهم خدمة لبلدهم المغرب، إلى تفعيل دور الجهة 13 (المغرب يتكون من 12 جهة)، وكذا توصيات لقاءي نيويورك المنعقد في الرباط عامي 2012 و2013.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.