جعجع ينتقد تحالفات خصومه في الشمال

TT

جعجع ينتقد تحالفات خصومه في الشمال

انتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تحالفات منافسيه الانتخابيين في دائرة الشمال الثالثة، مؤكداً أن «الهوية اللبنانية» مهمة جداً في دائرة الشمال الثالثة من الناحية السياسية بخلاف ما يظنه البعض»، فواحدة من مهمات لائحة «نبض الجمهورية القوية» إعادة التأكيد على الهوية اللبنانية لهذه الدائرة، خصوصاً منطقة الكورة، باعتبار أنه «من غير المقبول بعد كل ما مررنا به أن تكون لدينا لوائح انتخابية ذات هويات ملتبسة وليس معلوماً في شكل واضح لمن تدين بالولاء، فنحن لدينا وطن واحد نؤمن به بحدوده المعترف بها دولياً وتاريخياً، ألا وهو الوطن اللبناني».
وأثناء لقائه لائحة «نبض الجمهورية القوية» في دائرة الشمال الثالثة، طالب المواطنين في أقضية هذه الدائرة، خصوصا في الكورة «بأن يتذكروا هذه النقطة بالذات وألا يعمدوا للتصويت سوى للائحة التي تحمل فعلياً المشروع اللبناني، لأنهم هم أكثر من عانوا ويدركون تماماً ماذا يعني ألا يكون لنا انتماء لبناني».
ولفت إلى «إن القانون الانتخابي الجديد ارتكز على نظام اللوائح الانتخابية المقفلة بخلاف ما كان حاصلاً في السابق، إذ من المفترض أن تشكّل اللائحة الانتخابية توجهاً سياسياً واضحاً، لا أن تضم بضاعة من مختلف الأنواع والأجناس».
وإذ أسف «للأسس التي شُكّلت عليها اللوائح في دائرة الشمال الثالثة، والتي لا نفهمها»، في إشارة إلى اللوائح المنافسة، سأل: «ماذا يمكن أن يجمع الأفرقاء مع بعضهم البعض أو المشروع السياسي لكل لائحة؟ جل ما نراه لوائح (هجينة) هدف تشكيلها فقط محاولة تحصيل أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية»، مشدداً على «إن اللائحة الوحيدة التي تملك مشروعاً ولوناً وطرحاً سياسيا واضحاً هي اللائحة التي تضم (القوات اللبنانية)، (الكتائب اللبنانية)، (اليسار الديمقراطي)، ومستقلين، وهم أصحاب نهج سياسي واضح منذ عشرات السنوات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.