رئيس الحكومة المغربية يدعو أعضاء الحركة الشعبية إلى رفض أي قرار يتدخل في وحدتها

العنصر: المواطن بدأ صبره ينفد في انتظار تحقيق الإصلاحات

محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية لدى استقباله عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية قبيل بدء مؤتمر الحزب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية لدى استقباله عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية قبيل بدء مؤتمر الحزب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

رئيس الحكومة المغربية يدعو أعضاء الحركة الشعبية إلى رفض أي قرار يتدخل في وحدتها

محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية لدى استقباله عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية قبيل بدء مؤتمر الحزب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية لدى استقباله عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية قبيل بدء مؤتمر الحزب أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

دعا عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، أمس بالمركب الرياضي مولاي عبد الله في الرباط، أعضاء المكتب السياسي ومؤتمري حزب الحركة الشعبية، إلى رفض أي قرار يتدخل في وحدة الحزب، وقال ابن كيران الذي كان يتحدث على هامش انطلاق المؤتمر الوطني الـ12 لحزب الحركة الشعبية المشارك في الحكومة «إن مشاركتكم في الحكومة هي مشاركة سعيدة ومريحة وفيها تعاون»، مضيفا: «أشهد أنكم حزب غريب»، مشيرا إلى أنه عندما يسمع أن هناك تصدعا داخل الحزب سرعان ما يجري (لمه) كعائلة واحدة.
وبشأن الترشح الوحيد لأمانة الحزب من طرف محند العنصر، عد ابن كيران أن ذلك يمثل الديمقراطية، لا سيما أن الحزب عرف في كل وقت أين يتموقع. وقال: «نحن نشترك في جينات الميلاد، فمن يستطيع أن يفصل بين المصدر الوحيد للحركة الشعبية والعدالة والتنمية، مادام أن الزعيم الأول هو المحجوبي أحرضان والزعيم الثاني عبد الكريم الخطيب».
يشار إلى أن مؤتمر حزب الحركة الشعبية، الذي يعقد تحت شعار: «ثوابت لا تتغير، في مغرب يتطور»، عرف حضور رئيس الحكومة ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين، وعدد من الوزراء، إضافة إلى سفراء مجموعة من الدول وممثلي الأحزاب السياسية والهيئات النقابية والمدنية.
ومن جهته، قال محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني: «إننا في الحركة الشعبية، وإن كنا مشاركين في الحكومة، فإن الواجب يفرض علينا، تنبيه حلفائنا في إطار التشاور والاحترام المتبادل، إلى ضرورة فتح مشاورات موسعة مع كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بهدف تسريع وتيرة الإصلاحات»، مبرزا أن الحزب اليوم في منعطف تاريخي، تمكن فيه المغرب من الخروج بسلام من عاصفة هوجاء، بفضل الإصلاحات الديمقراطية التي عززت المصداقية والثقة في المغرب، موضحا أن المواطن بدأ ينفد صبره في انتظار تحقيق الإصلاحات الملموسة على أرض الواقع، وأن المعضلات التي تنخر المجتمع المغربي ما زالت قائمة.
ولم يخف العنصر عدم رضاه عن التأخير في الإدماج الكلي للأمازيغية لغة رسمية، في ظل الإكراه الزمني الذي حدده الدستور والذي لم يتبق منه سوى سنتين، معبرا أيضا عن عدم رضا الحزب عن تعثر إصلاحات جوهرية بسبب التجاذبات والصراعات السياسية، وقال: «نحن منزعجون من البطء الذي تعرفه عملية إخراج وتنظيم المؤسسات المحددة في الدستور».
وبدوره، ذكر محمد أوزين، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية ووزير الشباب والرياضة، أن المؤتمر يشكل الدورة الثانية بعد المؤتمر الاندماجي الذي نقل الحزب من الحركة الموحدة إلى الحركة الواحدة، واليوم إلى «الحركة الشعبية» ترسيخا لهذا الاندماج. وقال: «شاءت الأقدار، أن نعقد هذا المؤتمر ونحن مشاركون في الحكومة، مؤمنين بتجربتنا داخلها وبالبرنامج الذي تعاقدنا مع شركائنا في الأغلبية عليه لأننا لا يمكن أن نكون خارج العهد الدستوري الجديد».كما كان قدرنا سلفا أن نكون على رأس أول حكومة في مغرب ما بعد الاستقلال في شخص المرحوم المناضل الأخ مبارك البكاي لهبيل، الذي سيصبح رئيسا شرفيا للحركة الشعبية بعد التأسيس الفعلي لها سنة 1957 حيث طالها المنع لتتأسس قانونيا سنة 1959.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.