سحر إبراهيموفيتش يعيد البريق للدوري الأميركي

في مدينة السينما كتب نجم الكرة السويدي بداية فوق خيال هوليوود بأول مباراة مع لوس أنجليس غالاكسي

إبراهيموفيتش أضفى مزيداً من القوة على فريق غالاكسي (أ.ف.ب)  -  إبراهيموفيتش يحتقل بعد تسجيله هدفين في أول مباراة مع غالاكسي (إ.ب.أ)
إبراهيموفيتش أضفى مزيداً من القوة على فريق غالاكسي (أ.ف.ب) - إبراهيموفيتش يحتقل بعد تسجيله هدفين في أول مباراة مع غالاكسي (إ.ب.أ)
TT

سحر إبراهيموفيتش يعيد البريق للدوري الأميركي

إبراهيموفيتش أضفى مزيداً من القوة على فريق غالاكسي (أ.ف.ب)  -  إبراهيموفيتش يحتقل بعد تسجيله هدفين في أول مباراة مع غالاكسي (إ.ب.أ)
إبراهيموفيتش أضفى مزيداً من القوة على فريق غالاكسي (أ.ف.ب) - إبراهيموفيتش يحتقل بعد تسجيله هدفين في أول مباراة مع غالاكسي (إ.ب.أ)

قبل أكثر من عقد من الزمان، شارك النجم الإنجليزي ديفيد بيكام في أول مباراة له مع لوس أنجليس غالاكسي الأميركي في مباراة ودية أمام نادي تشيلسي. ورغم أنه كان يعاني من إصابة، شارك بيكام كبديل وسجل هدفين واستحوذ على الأضواء للدرجة التي جعلت شبكة «إي إس بي إن» تخصص له كاميرا خاصة تتابع تحركاته حتى وهو يجلس على مقاعد البدلاء.
وحدث الأمر نفسه مع اللاعب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي شارك في أول مباراة له مع لوس أنجليس غالاكسي من على مقاعد البدلاء أيضا، بعدما سافر جوا لمدة عشر ساعات مساء الخميس الماضي ليستقبله جمهور النادي الأميركي استقبالا حافلا. ورغم أن أول مشاركة لإبراهيموفيتش مع ناديه الجديد كانت في مباراة ديربي حماسية للغاية ورغم أنه عائد من إصابة طويلة وقطع رحلة سفر لمدة 10 ساعات، فقد واصل العملاق السويدي هوايته بالتسجيل في أول مباراة له مع الفرق التي ينتقل إليها، والتي كانت في الماضي مع فرق أوروبية كبرى. في مدينة تعتمد على إنتاج الأفلام الضخمة، كتب إبراهيموفيتش نهاية فوق خيال هوليوود معلنا عن وصوله إلى لوس أنجليس غالاكسي بتسديدة مذهلة وهدف فوز قرب النهاية أمام لوس أنجليس إف.سي.
دعونا نتفق على أن الفريق الحالي لنادي لوس أنجليس غالاكسي يقل في المستوى كثيرا عن الفريق الذي انضم إليه بيكام قبل سنوات، وأن لوس أنجليس غالاكسي كان يلعب هذه المباراة أمام منافس قوي هو نادي لوس أنجليس إف سي. وبينما كان إبراهيموفيتش يشاهد فريقه متأخرا بفارق هدفين في شوط المباراة الأول، كان يمكنه الاكتفاء بالجلوس على مقاعد البدلاء والاستحواذ على الاهتمام الإعلامي المنصب عليه، لكنه لم يفعل ذلك.
وأحرز النجم المكسيكي كارلوس فيلا هدفين لنادي لوس أنجليس إف سي، أحدهما من تسديدة رائعة. وعندما تلقى لوس أنجليس غالاكسي الهدف الثالث في بداية الشوط الثاني، كان من الممكن أن يفكر إبراهيموفيتش بأن حظوظ فريقه في الفوز بالمباراة قد انتهت، لكنه لم يستسلم أبدا. ويبلغ إبراهيموفيتش من العمر 36 عاما، في حين ما زال فيلا في قمة عطائه الكروي رغم أنه أقل شهرة كثيرا من النجم السويدي. لكن مع نهاية المباراة، أصبح فيلا على الهامش واستحوذ إبراهيموفيتش على كل الأضواء. وبينما كانت النتيجة تشير إلى تأخر لوس أنجليس غالاكسي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، نجح الفريق في إحراز هدف عند الدقيقة 60، قبل أن تهتز أرجاء الملعب بهتافات الجمهور الذي كان يقول «نريد زلاتان». ونزل إبراهيموفيتش إلى أرضية الملعب في الدقيقة 71 من عمر اللقاء وفريقه متأخر بنتيجة 1 - 3. وبعد دقيقتين فقط من نزوله أدت لمساته الأولى بشكل غير مباشر إلى إحراز فريقه هدفا لتصبح النتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين. وكان لا يزال هناك شعور بالقلق حول حالة ركبته بينما كان يركض بأقصى سرعة من أجل الحصول على كرة بجوار خط التماس، لكن بعد دقائق قليلة وضع السلطان السويدي حدا لهذه الشكوك.
وفي هجمة لفريق لوس أنجليس غالاكسي رد دفاع الفريق المنافس الكرة بالرأس بالقرب من خط المنتصف ليستقبلها إبراهيموفيتش وهو يرى بسرعة بديهة يحسد عليها حارس مرمى لوس أنجليس إف سي، تايلر ميلر، وهو متقدم عن مرماه ليسدد الكرة مباشرة في المرمى محرزا هدفا رائعا.
واشتعلت الأجواء داخل الملعب، لكن إبراهيموفيتش لم يكتف بذلك وواصل تألقه ليحرز هدف الفوز لفريقه في الوقت المحتسب بدلا من الضائع بكرة رأسية بعد تمريرة عرضية من اللاعب السابق لتشيلسي وآرسنال الإنجليزيين آشلي كول.
وقال النجم السويدي تعليقا على هدفه الأول الذي اعتبرته وسائل إعلام أميركية أجمل هدف في الدوري هذا الموسم: «رأيت أن الحارس كان متقدما. لم أفكر وأطلقت الكرة على الفور. كان أفضل شعور في العالم، كلما انضممت إلى فريق جديد، أسجل من المباراة الأولى». وتابع: «لم يكن في إمكاني القيام بأمر مختلف هنا»، أي عدم الحفاظ على «تقليد» التسجيل في مباراته الأولى مع فريق جديد.وأضاف: «كنت أسمع المشجعين يرددون نريد زلاتان. لقد منحتهم زلاتان». وفي موسمه الأول مع يونايتد، سجل السويدي 28 هدفا، إلا أنه لم يحقق نجاحا مماثلا في الموسم الثاني، لا سيما بعد غيابه لأشهر منذ تعرضه لإصابة بالغة في الركبة في أبريل (نيسان) 2017، وأجرى عملية جراحية للرباط الصليبي.
وكان أمام فريق لوس أنجليس إف سي فرصة محققة بعد ذلك لتعديل النتيجة عندما اصطدمت الكرة بالقائم، لكنه خسر المباراة في نهاية الأمر وأصبح ثاني فريق في تاريخ الدوري الأميركي الممتاز يخسر مباراة بعد التقدم بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وهو درس قاسٍ يجب أن يستخلص الفريق منه الدروس والعبر. وقد يكون عزاؤهم الوحيد هو أنهم قد تلقوا هذا الدرس على يد لاعب عملاق مثل النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش!.
وأبلغ ستيفان إيشيزاكي لاعب وسط غالاكسي السابق، الذي كان يغطي المباراة لصالح قناة يوروسبورت: «في الهدف الأول كان يمكن رؤية أنه يفكر في التسديد واعتقدت أنها ستدخل، فهو زلاتان».
وقال إيشيزاكي الذي شارك في مباراته الأولى مع منتخب السويد بجانب إبراهيموفيتش عام 2001: «إنه ليس لائقا تماما على المستوى البدني، لكنه حسم مباراة القمة منذ اللحظة التي اشترك فيها. إنه لاعب ساحر».
وأضاف: «إنه موهبة ضخمة، في السابق كان يقوم بكل شيء بمفرده لكن الآن يقرأ المباراة بطريقة مختلفة تماما ويحصل على أماكن أفضل... مجرد ذهابه إلى غالاكسي يعني الكثير. نجم كبير مثله يجتذب وسائل الإعلام ومبيعات القمصان والتذاكر، اسم زلاتان بمفرده يعطي غالاكسي الكثير». نحن لا نعرف ما يخبؤه القدر لإبراهيموفيتش مع ناديه الأميركي الجديد - هل ستكون هذه البداية النارية هي مقدمة لأداء قوي أم مجرد مهارة من نجم كبير أوشكت مسيرته على الانتهاء ولن يستطيع مواصلة تقديم مثل هذا الأداء خلال الفترة المقبلة. ويجب أن يعلم اللاعب السويدي أن اللعب في الدوري الأميركي ليس بالأمر السهل، وأن الفريق يقطع مسافات كبيرة في رحلات طويلة قبل كل مباراة، وهو ما سيؤثر بالسلب على لياقته البدنية خاصة مع تقدمه في السن. وقد صرح إبراهيموفيتش نفسه بعد المباراة بأنه سعيد للغاية لأن ركبته قد صمدت في الهدف الأول الذي أحرزه. لكن زلاتان إبراهيموفيتش عودنا على القيام بأشياء استثنائية وغير طبيعية بالمرة.


مقالات ذات صلة

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية أرني سلوت يرفض الحديث عن مستقبل صلاح مع ليفربول (إ.ب.أ)

سلوت: لن أتحدث عن مفاوضات صلاح

أكد أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، رفضه الحديث عن مستقبل النجم الدولي المصري محمد صلاح مع النادي الأحمر.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الماضي (رويترز)

مانشستر سيتي يعلن عن إيرادات قياسية بـ715 مليون جنيه إسترليني

أعلن مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الجمعة، عن تحقيقه إيرادات قياسية للعام الثالث توالياً.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عربية بيراميدز يحل ضيفاً على الترجي في قمة لقاءات المرحلة (نادي بيراميدز)

«أبطال أفريقيا»: قمة الترجي وبيراميدز تلقي بظلالها

تتصدر قمة المجموعة الرابعة المشهد؛ حيث يأمل كل من الترجي التونسي وضيفه بيراميدز المصري في قطع خطوة نحو دور الثمانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.