كيري في المنطقة اليوم.. وأزمة العراق تتصدر مباحثاته

أوباما: ما من قوة نار يمكن أن تبقي البلاد موحدة

كيري في المنطقة اليوم.. وأزمة العراق تتصدر مباحثاته
TT

كيري في المنطقة اليوم.. وأزمة العراق تتصدر مباحثاته

كيري في المنطقة اليوم.. وأزمة العراق تتصدر مباحثاته

يعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم إلى منطقة الشرق الأوسط على أمل تخطي الانقسامات الطائفية في العراق بعد فشل مساعي الحكومة الأميركية لدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما اتهامه ضمنا بـ«الطائفية».
وقال الرئيس أوباما إنه ليست هناك قوة أميركية تستطيع إبقاء العراق موحدا إذا لم يبتعد قادته السياسيون عن الطائفية ويعملوا من أجل توحيد البلاد. وأضاف لشبكة «سي إن إن» أول من أمس، غداة إعلانه عن إرسال 300 مستشار من القوات الخاصة إلى العراق بعدما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق في هذا البلد، أن التضحيات الأميركية أعطت العراق فرصة لإقامة نظام ديمقراطي مستقر، لكنها ضاعت. وقال: «ليست هناك قوة نار أميركية ستكون قادرة على إبقاء البلد موحدا». وأضاف: «قلت هذا بوضوح لـ(رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي ولكل المسؤولين الآخرين في داخل» البلاد. وتابع: «منحنا العراق فرصة لإقامة نظام ديمقراطي شامل وليعمل فوق خطوط الطائفية لتأمين مستقبل أفضل لأطفالهم، ولكن مع الأسف شهدنا انهيارا في الثقة».
وأكد الرئيس الأميركي أنه وحدها جهود جديدة من قبل القادة العراقيين لإقامة نظام سياسي «شامل» لكل الأطراف ستبقي البلاد موحدة وتسمح بطرد مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكان أوباما دعا الخميس خلال اتصال مع المالكي إلى الحوار مع جميع الطوائف.
وقرر أوباما في الوقت نفسه إرسال وزير خارجيته إلى الشرق الأوسط وأوروبا في جولة يجري خلالها مشاورات تتناول الأزمة العراقية. وسيتوجه كيري الذي يتولى أيضا ملف الأزمة في سوريا والمفاوضات النووية مع إيران إلى الأردن وبروكسل وباريس في جولة تبدأ اليوم وتستمر حتى 27 من الشهر الحالي. وتشمل جولته العاصمة الأردنية عمان وبروكسل، حيث يحضر اجتماعا وزاريا للحلف الأطلسي قبل قمة سبتمبر (أيلول)، وبينما من المتوقع أن يتوجه كيري إلى العراق في زيارته الثانية إليه منذ توليه مهامه في مطلع 2013، إلا أنه لم يعلن بعد عن جدول تلك الزيارة.
وكانت واشنطن تدعم المالكي عند توليه منصبه في 2006 عندما قمع ميليشيات شيعية ومد يده إلى القادة السنة، إلا أن سياسته باتت طائفية أكثر في الأشهر الماضية، مما حمل مسؤولين أميركيين على مطالبته بأن يكون رئيسا لكل العراقيين بمن فيهم الأكراد والسنة والمسيحيون.
وكشف الهجوم الكاسح الذي شنه مسلحو الدولة الإسلامية في العراق والشام واستولوا فيه على مناطق عدة من شمال العراق في الأسبوعين الماضيين عن مدى عمق الانقسامات الطائفية في العراق. كما أن هذه الانقسامات من أسباب عجز القوات العراقية التي فشلت في صد المسلحين.
ويقول خبراء إنه رغم مليارات الدولارات التي صرفت على تدريب القوات العراقية وعتادها، فإن الجنود لا يكترثون لحماية المدن السنية ولا المالكي. وقال مايكل هانلون مدير الأبحاث في معهد بروكينغز إنستيتيوشن: «يجب أن يرحل المالكي... فغالبية السنة والأكراد يعدونه شيعيا متعصبا لا يكترث لمصالحهم. ويمكن أن يكونوا على حق. وفي جميع الأحوال، من الصعب تغيير هذا الانطباع بعد ثماني سنوات على توليه منصبه». إلا أن هانلون حذر من أن حزب المالكي فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التشريعية في أبريل (نيسان) و«ربما فات الوقت لمطالبته بالرحيل». وفاز ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي بـ92 من أصل من 328 مقعدا في مجلس النواب، مما يجعل بالإمكان ترشحه لولاية ثالثة رغم المعارضة الشديدة.
ويفترض أن يستأنف البرلمان العراقي جلساته أواخر الشهر الحالي وسيتعين عليه أولا انتخاب رئيس جديد سيعين رئيسا للوزراء، إلا أن المسؤولين الأميركيين في العراق يحثون القادة العراقيين على تسريع العملية، مشددين على أن «البلاد تواجه أزمة خطيرة ولا بد من أن يتحد الجميع إزاءها». وقال مسؤول كبير من الإدارة الأميركية أمام صحافيين إن على جميع الأطراف بدء مفاوضات «جدية ومنسقة» من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. وشدد المسؤول على أنه «إذا حاول رئيس الوزراء تشكيل ائتلاف من الغالبية ولا يستطيع جمع الأصوات الكافية لتحقيق ذلك فلن يتمكن من تشكيل حكومة»، ورفض التعليق حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تفضل مرشحين آخرين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.