هموم التعليم في عظة الراعي للفصح

احتفلت الطوائف المسيحية الغربية أمس بعيد الفصح الذي يتصدره البيض الملون (إ.ف.ب)
احتفلت الطوائف المسيحية الغربية أمس بعيد الفصح الذي يتصدره البيض الملون (إ.ف.ب)
TT

هموم التعليم في عظة الراعي للفصح

احتفلت الطوائف المسيحية الغربية أمس بعيد الفصح الذي يتصدره البيض الملون (إ.ف.ب)
احتفلت الطوائف المسيحية الغربية أمس بعيد الفصح الذي يتصدره البيض الملون (إ.ف.ب)

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس، قداس عيد الفصح في كنيسة الباحة الخارجية لصرح «كابيلا القيامة»، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدد من المسؤولين. وألقى الراعي عظة احتوت إضافة إلى الجانب الروحي إشارات إلى بعض الملفات اللبنانية، قال فيها إن «العيد دعوة لنا لنتعاضد في تحقيق هذه القيامة، لتشمل الجميع. فما أكثر الذين يختبرون عندنا هذه الأنواع من حالة الموت، حتى اليأس واللاثقة».
وتابع أن هذه المسؤولية تقع على عاتق كل واحد وواحدة منا في مسؤوليته وظروفه وحالته وإمكاناته وطاقاته «فمن حق كل إنسان أن يعيش سعيداً مكتفياً في دفء بيته وعائلته، ومن حق كل دولة أن تنعم بالسلام والاستقرار والنمو، ومن حق كل شعب أن يعيش في وطنه، ويحقق ذاته فيه، ويتمتع بكل حقوقه الأساسية»، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.
وأضاف الراعي: «فخامة الرئيس، نشاطركم الهموم الوطنية الكبيرة، وبخاصة الهم الاقتصادي، لكون الاقتصاد عصب الدولة وعمودها الفقري، لكني أود مرة جديدة أن أشدد على هم آخر كبير، هو قضية العلم والتربية، وأنتم تشعرون به أكثر من سواكم، بحكم موقعكم على رأس الدولة. لا أحد يجهل أن ثروة لبنان الطبيعية هي العلم والمعرفة، فقد برع اللبنانيون واحتلوا القمم في بلدان الانتشار بفضل علمهم الرفيع وطاقاتهم الفكرية الخلاقة». ولفت إلى أن هذه الثروة مهددة اليوم بالسقوط إذا لم تحافظ الدولة عليها، وتساءل: «هل من أحد ينكر ويجهل أن التعليم النوعي يعود بمجمله إلى المدرسة الخاصة؟ يجب المحافظة على هذه المدرسة، بمعلميها وطلابها وأهلهم. لا تستطيع المدرسة بأي شكل من الأشكال أن تتحمل سلسلة الرتب والرواتب مع الدرجات الست الاستثنائية، التي أقرها القانون 46 / 2017».
وكان رئيس الجمهورية قد وصل إلى الصرح البطريركي عند التاسعة والثلث صباحاً، وكان في استقباله على مدخل الصرح الخارجي المطرانان بولس الصياح وحنا علوان، ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح المحامي وليد غياض، وتوجه فوراً إلى صالون الصرح، حيث كان في استقباله الراعي وصفير.
وبعد تبادل التهاني بالفصح والتقاط الصور التذكارية، عقدت خلوة بين الرئيس عون والراعي في مكتب الأخير، تناولت الأوضاع والمستجدات الراهنة.
وبعد الخلوة التي استمرت قرابة نصف الساعة، تحدث الرئيس عون فقال: «نحن في العيد الكبير الذي يتجدد فيه الرجاء، ورجاؤنا اليوم في قيامة لبنان وخلاصه من التعثر، ونتمنى ألا يتعرض كل من القدس وكنيسة القيامة بعد اليوم لما تعرضا له سابقاً. وكلنا رجاء، كما مسيحيي العالم أجمعين، بذلك، لأنه إذا تمت السيطرة على المعالم المسيحية في القدس، فسيكون الأمر أشبه بجف النبع الذي يغذي العالم والروح المسيحية. نحن لا نريد أن تصبح كنائسنا مرافق سياحية فقط، فنقف على أبوابها في انتظار الحصول على تأشيرات لدخولها، كما كان سيحصل في كنيسة القيامة لدى السريان. من هنا، فإن مواقفنا السياسية يجب أن تهدف إلى ما يحدث في فلسطين».
وسئل عون: «هل ستجدون حلاً للمبعدين قسراً إلى إسرائيل، أم أن الأمر سيكون في إطار العفو العام المنتظر؟»، فأجاب: «لا علاقة للأمر بالعفو العام؛ هؤلاء نسهل لهم العودة إذا رغبوا».
كما سئل: «هل تناولتم في الخلوة توصيف الوضع الاقتصادي؟»، فأجاب: «نحن أتينا اليوم للصلاة، وغداً نتكلم بكل الأمور».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.