بعد 7 أيام قضاها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، في صنعاء للاستماع إلى قادة ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية والمكونات الموالية لها، غادرها أمس، في ثامن أيام الزيارة الأولى، على وقع تصريحاته المتفائلة بالتوصل إلى حل ينهي انقلاب الميليشيات على الشرعية ويؤسس لمرحلة توافقية جديدة.
وكان المبعوث الأممي قد وصل السبت الماضي، إلى صنعاء رفقة وفد يضم نائبه معين شريم، في أول زيارة له للعاصمة اليمنية بعد تكليفه بالمهمة الجديدة خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي ودّع المنصب في فبراير (شباط) الماضي، متهماً الحوثيين بإفشال مساعيه الحميدة التي استمرت 3 سنوات لإيجاد اتفاق للسلام.
وقبيل مغادرة غريفيث مطار صنعاء، أمس، قال في تصريح لوسائل الإعلام، إن أطراف الصراع في اليمن أبدت رغبة شديدة -على حد قوله- لجهة الوصول إلى حل للأزمة والانخراط في الحوار.
وكشف المبعوث الأممي عن زيارة مرتقبة له الأسبوع المقبل تشمل مدينتي عدن والمكلا الجنوبيتين، في سياق مهمته الرامية إلى الاستماع إلى جميع الأطراف والقوى اليمنية وبلورة خطوط عريضة للحل، قبيل الدعوة إلى استئناف المفاوضات التي تشكل الحكومة الشرعية والانقلابيون الحوثيون طرفيها الأساسيين.
وقال غريفيث: «لقد أنهيت زيارتي الأولى لصنعاء بصفتي ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة، بعد أن قمت في وقت سابق بزيارة للرياض». وأضاف: «قضيت جلّ وقتي للإصغاء والاستماع لممثلي الأحزاب والمعنيين في صنعاء، للوصول إلى الأمور المتعلقة بطموحات اليمنيين، وكذلك في ما يتعلق بإيقاف الحرب في اليمن».
وأشار إلى أن «أوضاع اليمن تستدعي العمل بمثابرة للوصول إلى حل يفضي إلى إيقاف الحرب»، التي كان قد أشعل فتيلها الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية والمرحلة الانتقالية التوافقية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك في سبتمبر (أيلول) 2014.
وعما إذا كانت الأطراف اليمنية باتت مستعدة للتوصل إلى تسوية جديدة لإنهاء النزاع، أكد المبعوث الجديد أن جميع الذين تحدث معهم سواء قيادات الشرعية في الرياض أو القيادات في صنعاء، أبدوا رغبة شديدة في الوصول إلى حل للنزاع والانخراط في الحوار.
وفي معرض تفاؤله بنجاح مهمته الأممية بناءً على المؤشرات الأولية التي لمسها من الأطراف التي قابلها، قال غريفيث: «ما سمعته منهم يعطيني المزيد من الأمل بأننا نصل معاً لحل يمكن أن يجلب السلام لليمن».
وذكر المبعوث الأممي أنه سيعود هذا الشهر (أبريل «نيسان») إلى صنعاء في زيارة ثانية لقادة الحوثيين، الذين يرجح أنه طلب منهم تقديم مقترح شامل وتفصيلي بالحلول المقترحة من قبلهم، لإنهاء الانقلاب والتوصل إلى اتفاق تسوية مع الحكومة الشرعية والقوى اليمنية.
وكان غريفيث قد خصص زيارته الأولى لصنعاء على مدار 7 أيام للقاء قيادات الانقلاب، والمكونات الأخرى الموالية لجماعة الحوثي، إضافة إلى لقائه مع قيادات من حزب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الذين باتوا بعد مقتله واقعين تحت الإرادة الحوثية التي انتفض ضدها صالح ودعا إلى مواجهتها في خطابه الأخير.
كانت الميليشيات قد كشفت عن لقاء مزعوم خارج الجدول المعلن للزيارة، جمع، الأربعاء الماضي، المبعوث غريفيث وزعيم الجماعة الموالية لإيران عبد الملك الحوثي، دون معرفة المكان الذي تم فيه اللقاء، في حين قال ناشطون مناهضون للجماعة «إن اللقاء حدث عبر دائرة تلفزيونية». وهو ما لم يعلق عليه غريفيث موافقةً أو نفياً حتى الآن.
وركزت الجماعة خلال اللقاءات مع المبعوث الأممي على التباكي على الجانب الإنساني المتدهور جراء الحرب، وشددت على مطالبها بإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الاعتيادية للطيران المدني، وكذا إنهاء إجراءات الرقابة التي يفرضها التحالف العربي الداعم للشرعية على الموانئ اليمنية خشية تدفق الأسلحة الإيرانية إلى أيدي الميليشيات.
ومن المرجح أن يُجري غريفيث لقاءً آخر مع قادة الشرعية في الرياض، قبل عودته إلى صنعاء مجدداً في الأسابيع المقبلة، فضلاً عن زيارته المقررة هذا الشهر إلى العاصمة السويسرية جنيف لحضور مؤتمر المانحين الذي تنظمه الأمم المتحدة بغرض حشد المزيد من الدعم الدولي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
غريفيث متفائل بعد زيارة دامت أسبوعاً لصنعاء
غريفيث متفائل بعد زيارة دامت أسبوعاً لصنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة