رئيس بوتسوانا يتنحى عن السلطة لصالح نائبه

رئيس بوتسوانا إيان خاما يتنحى ويتولى نائبه إدارة شؤون البلاد حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)
رئيس بوتسوانا إيان خاما يتنحى ويتولى نائبه إدارة شؤون البلاد حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)
TT

رئيس بوتسوانا يتنحى عن السلطة لصالح نائبه

رئيس بوتسوانا إيان خاما يتنحى ويتولى نائبه إدارة شؤون البلاد حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)
رئيس بوتسوانا إيان خاما يتنحى ويتولى نائبه إدارة شؤون البلاد حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

تنحى رئيس بوتسوانا إيان خاما، وهو جنرال عسكري متقاعد، عن منصبه، أمس (السبت)، بعد عشر سنوات في الحكم لتنتقل السلطة في البلد الأفريقي الغني بالألماس إلى نائبه موجويتزي ماسيسي. وسيصبح ماسيسي ثالث زعيم للدولة الواقعة في جنوب قارة أفريقيا، من خارج عائلة خاما السياسية التي هيمنت على السياسة في بوتسوانا منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1966. ويرث ماسيسي (55 عاماً) الحكم في بلد يعتبر منذ عقود منارة للديمقراطية في أفريقيا، ويحظى بإدارة اقتصادية قوية، لكنه يواجه مهمة ثقيلة تتمثل في تقليل اعتماد اقتصاد البلاد على صادرات الألماس. ويتخلي الرئيس خاما عن السلطة قبل 18 شهراً من نهاية ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة بموجب الدستور، ولكنه بذلك يتقيد بما ينص عليه دستور البلاد الذي يقول إن الرئيس لا يمكن أن يبقى في الحكم أكثر من عشر سنوات، وفي حال اكتمال هذه السنوات العشر، فإن الرئيس يتنحى ويتولى نائبه إدارة شؤون البلاد حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية، وهو في هذه الحالة 18 شهراً. ومن المنتظر أن يؤدي ماسيسي اليمين الدستورية اليوم (الأحد) رئيساً للبلاد، في عملية انتقالية تلقت الترحيب الدولي والإقليمي بوصفها «مثالية» في القارة الأفريقية التي تواجه العديد من دولها مشاكل كبيرة في عمليات الانتقال السياسي. وقال خاما قبل تنحيه: «لقد كنت جندياً، وليست لديَّ أي رغبة في مواصلة ممارسة السياسة»، وجاءت تصريحاته خلال رحلة داخل البلاد للوداع قبل التنحي، وأضاف: «لدي مشاريع كثيرة في المستقبل»، من دون أن يكشف عن طبيعة هذه المشاريع التي يبدو أنها «شخصية وغير سياسية». ويتنحى خاما عن السلطة بعد ولايتين رئاسيتين، تاركاً صورة في أذهان شعبه تمنحه صفة القائد المحترم والصارم والصريح، وكان خاما من بين الرؤساء الأفارقة القليلين الذين أعلنوا بشكل صريح موقفهم الرافض لتصرفات رئيس زمبابوي السابق روبيرت موغابي، إبان الأزمة التي أسفرت عن تنحي أقدم رؤساء القارة. كما كان خاما من بين الرؤساء الأفارقة القليلين الذين اعترفوا بمحكمة العدل الدولية، ورفض دعم موقف الرئيس السوداني عمر البشير، كما أنه وقف في وجه الغضب الصيني حين استدعى القائد الروحي لإقليم التبت الدلاي لاما لزيارة بلاده. ويشير المراقبون إلى أن بوتسوانا خلال فترة حكمه شهدت نمواً اقتصادياً متسارعاً، بالاعتماد على الصادرات الكبيرة من معدن الألماس الثمين، بالإضافة إلى الصادرات الضخمة من لحوم الأبقار، ولكنه في المقابل واجه انتقادات أطلقها معارضوه باعتماده الكبير على الألماس وتأثر اقتصاد البلاد بانخفاض أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية.
ورغم بعض الانتقادات الخجولة التي توجه للقبضة الحديدية التي يدير بها الرجل البلاد، وهو عسكري سابق، إلا أنه في المقابل يترك بوتسوانا وهي تتصدر مؤشرات الشفافية والحكامة الرشيدة في القارة الأفريقية.



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.