جاكلين رودسون كاتبة تقتنص اللحظة الشعرية من واقع البؤس

الحائزة جائزة «آستريد لينغرين» في أدب الأطفال

شعار الجائزة  -  جاكلين رودسون
شعار الجائزة - جاكلين رودسون
TT

جاكلين رودسون كاتبة تقتنص اللحظة الشعرية من واقع البؤس

شعار الجائزة  -  جاكلين رودسون
شعار الجائزة - جاكلين رودسون

«تمنحنا جاكلين رودسون فرصة الالتقاء بشخصيات شابة تكافح من أجل التغلب على ما تتعرض له من أسى، لكي تحقق لها مكانة راسخة في الوجود» بهذه العبارات أعلنت لجنة التحكيم خلفيات منحها جائزة «آلما» في ذكرى كاتبة الأطفال السويدية الشهيرة آستريد ليندغرين، لهذا العام إلى الكاتبة جاكلين رودسون.
وقالت بويل فيستن رئيسة اللجنة في قراءة مبررات منح الجائزة إن الفائزة «تكتب بلغة سلسة حكايات عن ذات مضامين عميقة ومعقدة. جاكلين رودسون تقتنص نبرات شعرية من واقع يومي منقسم بين الأسى والأمل».
جاكلين رودسون المولودة في بروكلين بالولايات المتحدة الأميركية عام 1963 كاتبة وشاعرة ورسامة، لها شهرة واسعة في مجال كتب عالم الأطفال والناشئة. أصدرت إلى الآن ثلاثين كتاباً، تنوعت دروبها بين الرواية والشعر والرسوم التصورية. وتعالج الكاتبة في غالبيتها مواضيع تخص الشبيبة في الفئة العمرية التي تنتمي إلى الفترة الانتقالية من عالم الطفولة إلى عالم النضج. ومن بين مؤلفاتها الأكثر إشادة حكاية «براون غيرل درامينغ» الصادر في العام 2014، وهي عبارة عن سيرة ذاتية ترجمت إلى عدة لغات. وفي هذا الكتاب كما هو شأن معظم أعمالها الأدبية الأخرى تطرح الكاتبة أفكار الشبيبة وأحاسيسهم، بإدراك لواقع متشظٍ يفتقر للعدالة والمساواة، تدور رحاه في دوامة العنصرية، والانعزال والهامشية والاضطهاد والحيف والأفكار الجاهزة عن الآخر... هذه الثيمات التي تطرقها الكاتبة والحيثيات التي تتصدى لها لمناصرة شخوص قصصها، تأتي، كما تشير رئيسة لجنة التحكيم بويل فيستن، منسجمة مع أفكار وعالم كتابات صاحبة الجائزة، كاتبة الأطفال السويدية الأكثر شهرة في العالم آستريد ليندغرين، التي رحلت عن هذا العالم قبل 15 عاماً تاركة وراءها إرثاً كبيراً من المؤلفات التي ترجمت غالبيتها إلى جميع لغات العالم تقريباً، وجائزة تمنح باسمها، منذ العام 2003، تعد هي الأرفع بعد جائزة نوبل في الأدب، ومكافأتها خمسة ملايين كرون، ما يعادل نصف مكافأة جائزة نوبل.
جائزة أدب الأطفال والناشئة «آلما» تم إطلاقها في العام 2002 في ذكرى كاتبة الأطفال الشهيرة آستريد ليندغرين، التي توفيت في الثامن والعشرين من العام نفسه. وقد تم توزيعها منذ العام 2003 وأول من نالها الصحافية وكاتبة قصص الأطفال النمساوية كريستينا نوستيلغر والرسام الأميركي من أصل بولوني ماوريس سانديك. وهي جائزة ذات أفق واسع وتشمل كل ما يتعلق بأدب الأطفال والناشئة، سواء أكان أدباً مكتوباً أو محكياً بلغة ما أو أعمال التخطيطات والرسومات التي تحكي قصة ما.
وفيما تشترك هذه الجائزة بعالميتها مع جائزة نوبل للآداب، إذ لا تتوقف عند جنسية الكاتب، بل تخص الجميع ومن مختلف البلدان والأجناس، غير أن جائزة آستريد ليندغرين تختلف عن جائزة نوبل في أن تسمية المرشحين لجائزة ليندغرين تتم بشكل علني.
ومما يميز هذه الجائزة هي أنها تمنح ليس لأشخاص فرادى فحسب، بل ولمؤسسات تعني بثقافة وأدب الأطفال، ومن بين المؤسسات التي حظيت بها مؤسسة «تامر» التعليمية في فلسطين العام 2009. كما أن أسماء المرشحين تعلن قبل فترة من إعلان الاسم الفائز. وفي هذا العام بلغ عدد المرشحين للجائزة 235 مرشحاً من 60 بلداً.



«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
TT

«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)

مُنحت «جائزة الشجاعة» إلى فتاة رأت أنَّ جدتها تعاني سكتةً دماغيةً، فطبَّقت تعليمات حفظتها من أجل إنقاذها. وأدركت صفاء حسين، البالغة 9 سنوات، من شيبلي بغرب يوركشاير بإنجلترا، الأعراض التي ينبغي الانتباه إليها بعدما تعلّمتها في المدرسة الابتدائية؛ فحصلت على شهادة تقدير من عمدة مدينة برادفورد ضمن حفل استقبال خاص. كما كُرِّمت المُساعِدة في التدريس، هيلين ماثيوز، التي أدارت درس الإسعافات الأولية خارج المنهج الدراسي.

وقال رئيس بلدية المدينة بيف مولاني: «إنه لأمرٌ عظيم أن نعترف بشجاعة صفاء والتعليم الممتاز الذي تلقّته، مما سمح لها باتخاذ إجراءات للمُساعدة في إنقاذ جدّتها. أحسنت صفاء بحفاظها على هدوئها وتقديمها المُساعدة». تغيَّبت صفاء عن المدرسة، وأقامت مع جدّتها ماري شيخ (79 عاماً)، بينما كانت والدتها في العمل.

علَّقت الصغيرة: «عندما جلستُ على سريرها، حاولت تقديم بعض الطعام لها، لكنها لم تستطع تناوله. جرّبتُ كل ما قالته السيدة ماثيوز، وكنتُ أعلم أنها أُصيبت بسكتة دماغية». وتابعت: «اتصلتُ بأمي وقلتُ لها: (عليكِ الاتصال بسيارة إسعاف. جدّتي مصابة بسكتة دماغية)؛ ففعلت ذلك». أخذت سيارة الإسعاف، شيخ، إلى مستشفى برادفورد الملكي حيث تلقَّت علاجاً مُنقذاً للحياة. أضافت صفاء: «كانت سكتة دماغية مخيفة. أشعر بالسعادة والحماسة لأن جدّتي لا تزال بيننا».

شهادة تقدير على العمل البطولي (مواقع التواصل)

بدورها، روت والدتها، عائشة شيخ (49 عاماً)، أنها تركت ابنتها مع والدتها، وبعد 40 دقيقة تلقَّت المكالمة الهاتفية. وقالت: «دعتني قائلة إنّ جدّتها في حالة سيئة وتعرَّضت لسكتة دماغية. قلتُ لها: (ماذا تعنين؟ أنت في التاسعة، كيف عرفتِ أنها أصيبت بسكتة دماغية؟)، فأجابت: (قدَّمتُ لها نوعاً من الإفطار ولم تستطع تناوله. وأيضاً كان وجهها شاحباً ولم تستطع التحدُّث. إنها بطلتنا الصغيرة. لقد أنقذتها. لم تكن لتنجو لولا ذلك». وتابعت: «ولولا الآنسة ماثيوز أيضاً التي لقّنتها الإرشادات».

أما ماثيوز فأكدت أنّ أحد أدوارها كان تعليم الإسعافات الأولية من السنة الأولى حتى السادسة: «إنه ليس جزءاً من المنهج الوطني، لكننا نعتقد أنه من الجيّد تعليم الأطفال». وأضافت أنّ أحد الأشياء التي علّمتها كانت أهمية «الساعة الذهبية» وكيفية التصرُّف خلالها: «قال المسعفون إنّ هذا ما أنقذ الجدّة، لأنّ صفاء أنجزت دورها بسرعة، ونحن فخورون بها».