المشكلة... وخلفياتها وحلولها

المشكلة... وخلفياتها وحلولها
TT

المشكلة... وخلفياتها وحلولها

المشكلة... وخلفياتها وحلولها

اعتذر مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة «فيسبوك» من المستخدمين في 21 مارس (آذار) خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» قائلا بأن ما حدث في قضية «كمبريدج آناليتيكا» يعد «خيانة كبرى وانتهاكا كبيرا للثقة»، وهو آسف لحدوثه. وتابع أنه كان على «فيسبوك» مسؤولية أساسية لحماية بيانات المستخدمين، وفي حال عجزت «فيسبوك» عن ذلك فإنها لن تكون جديرة بخدمتهم.
زوكربيرغ حدد أن مسؤولية الشركة هي التأكد من أن هذا الأمر لن يتكرر مطلقاً. وأردف أنها ملتزمة بمنع التدخل في انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وفي انتخابات الهند وباكستان، وأكد استعداده للتجاوب مع أي لوائح حكومية إضافية. كذلك أكد أن «فيسبوك» ستفرض المزيد من القيود على وصول التطبيقات للبيانات لمنع حدوث أشكال أخرى من إساءة الاستخدام، وأنها تعمل مع الجهات التنظيمية التي تتحرّى الأمر لمعرفة ملابسات ما حدث.
والواقع، أن هذه القضية المعقدة تفتح جدلاً كبيراً مسألة فرض قوانين على الشبكات الاجتماعية لحماية بيانات المستخدمين وضمان أن التطبيقات التي تعتمد على بيانات المستخدمين لا تستطيع الوصول إلى جميع الأمور الشخصية الخاصة بهم. إذ يرى البعض أنه لا يجوز المبالغة في التشدد في هذا الأمر إلى حد تحوّل شبكات التواصل الاجتماعي إلى أداة بيد الحكومات لمراقبة المستخدمين من خلال القوانين التي تفرضها، والتي قد تضيّق على المستخدمين حرية التفاعل في الشبكات الاجتماعية وممارسة حرية التعبير عن الآراء السياسية.
وما يذكر أن الصين تمنع شبكات التواصل الاجتماعي العالمية وتقدم بدائل محلية عوضاً عنها، مثل: «رنرن» RenRen و«كيوكيو» QQ كبديل لـ«فيسبوك»، و«ويبو» Weibo البديل لـ«تويتر»، و«ويتشات» WeChat البديل لـ«فيسبوك ميسنجر» و«واتساب»، و«يوكو تودو» YouKu TuDou البديل لـ«يوتيوب»، و«بايدو» Baidu البديل عن محرك البحث «غوغل».
أما بالنسبة لإيران، فإنها أوجدت شبكة شبيهة بـ«فيسبوك» سمتها «كلوب» لم يستخدمها سوى مليوني مواطن، لتغلق الشبكة في العام 2017، وما زالت الحكومة الإيرانية تحجب «فيسبوك» و«تويتر» منذ العام 2009، الأمر الذي يفسر انتشار تطبيق «تيليغرام» للدردشة الفورية الذي يُقال إن الناشطين قد استخدموه لحشد احتجاجات ديسمبر (كانون الأول) 2017، أما كوريا الشمالية، فتمنع استخدام الإنترنت بالكامل.
وفي العالم العربي، قال وزير الاتصالات المصري ياسر القاضي في 12 مارس (آذار) إن مصر تعتزم إطلاق نسختها الخاصة المحلية من «فيسبوك» لمواجهة الترويج للفكر الإرهابي وحماية الاستقرار. وشدّد القاضي على أن «تأمين خصوصية المواطن المصري يُعدّ من أهم أولويات الدولة لأنه اللبنة الأساسية في المجتمع نحو استقرار الدولة». ويذكر أن وزارة الداخلية المصرية كانت قد أغلقت بالفعل نحو 1045 صفحة كانت تحض على العنف والإرهاب في «فيسبوك» خلال العام 2016، ومن جهته قال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي يحيى كدواني إنه ثمة ضرورة أمنية تقتضي أن تتحكم الدولة في شبكات التواصل الاجتماعي، وأنه يأمل توافر القدرة على منع الوصول لشبكات مثل «فيسبوك». ويقدر عدد المستخدمين المصريين لـ«فيسبوك» بين 45 و48 مليوناً وفقاً لدراسة أعدتها لجنة الاتصالات في البرلمان المصري نهاية العام 2017.


مقالات ذات صلة

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

العالم شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
العالم انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامونا موسيريدزي مع والدها (صورة من حسابها على «فيسبوك»)

بعد 40 سنة... سيدة تكتشتف أن والدها الحقيقي ضمن قائمة أصدقائها على «فيسبوك»

بعد سنوات من البحث عن والديها الحقيقيين، اكتشفت سيدة من جورجيا تدعى تامونا موسيريدزي أن والدها كان ضمن قائمة أصدقائها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»

«الشرق الأوسط» (تبليسي )
العالم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (رويترز)

أستراليا تقر قانوناً يحظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم أقل من 16 عاماً

أقر البرلمان الأسترالي، اليوم (الجمعة) قانوناً يحظر استخدام الأطفال دون سن الـ16 عاما لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سيصير قريباً أول قانون من نوعه في العالم.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
العالم يلزم القانون الجديد شركات التكنولوجيا الكبرى بمنع القاصرين من تسجيل الدخول على منصاتها (رويترز)

أستراليا تحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً

أقرت أستراليا، اليوم (الخميس)، قانوناً يحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»