روسيا تستدعي سفراء غربيين وتطرد دبلوماسيين هولنديين

الكرملين قال إن موسكو ليست مَن بادر إلى شن «حرب دبلوماسية»

السفير الأسترالي لدى موسكو بيتر تش يغادر مقر وزارة الخارجية الروسية (رويترز)
السفير الأسترالي لدى موسكو بيتر تش يغادر مقر وزارة الخارجية الروسية (رويترز)
TT

روسيا تستدعي سفراء غربيين وتطرد دبلوماسيين هولنديين

السفير الأسترالي لدى موسكو بيتر تش يغادر مقر وزارة الخارجية الروسية (رويترز)
السفير الأسترالي لدى موسكو بيتر تش يغادر مقر وزارة الخارجية الروسية (رويترز)

استدعت روسيا اليوم (الجمعة)، سفراء غربيين إلى وزارة الخارجية لإبلاغهم بتدابير ردا على طرد دبلوماسيين روس على خلفية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا.
ووصل سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا وكذلك سفراء العديد من دول خارج الاتحاد الأوروبي، إلى وزارة الخارجية بعد ظهر الجمعة.
كما أبلغت روسيا السفير الهولندي قرارها طرد دبلوماسيين اثنين في رد على إجراء مماثل اتخذته هولندا، بحسب ما نقلت وكالة «تاس» الرسمية للأنباء عن السفير.
وقال السفير الهولندي رينيه جونز-بوس للوكالة إن «اثنين من زملائي سيغادرون روسيا. ولكن نحن (السفارة) باقون هنا».
إلى ذلك، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال يحبذ إصلاح العلاقات مع الدول الأخرى، رغم قرار طرد عشرات الدبلوماسيين الغربيين.
وأضاف بيسكوف الجمعة، أنه لا يتفق مع تقييم الحكومة الأميركية بأن قرار روسيا طرد 60 دبلوماسياً أميركياً يظهر عدم اكتراثها بالدبلوماسية.
وقال بيسكوف: «ليست روسيا من بدأ حرباً دبلوماسية (...) وليست روسيا من دفع إلى تبادل عقوبات أو تبادل طرد دبلوماسيين»، وذلك بعد قرار موسكو طرد ستين دبلوماسيا أميركياً رداً على إجراء مماثل اتخذته الولايات المتحدة.
وأضاف أن «روسيا اضطرت لاتخاذ إجراءات انتقامية رداً على أعمال غير ودية وغير مشروعة»، من قبل واشنطن التي كانت قد رأت أن رد الفعل الروسي غير مبرر.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس طرد ستين دبلوماسياً أميركياً ردّاً على إجراءات مماثلة اتخذتها واشنطن بعد تسميم العميل الروسي المزدوج السابق في بريطانيا، التي حمَّلت موسكو مسؤولية الحادثة على الرغم من النفي الروسي المتكرر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إنه «ليس هناك أي مبرر لرد الفعل الروسي»، مؤكدة أن واشنطن تحتفظ بحق الرد عليه وتدرس «خيارات عدة».
وقال بيسكوف: «لسنا متفقين مع هذا التقدير»، مؤكداً أن «الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يبقى مؤيداً لتطوير علاقات جيدة مع كل الدول بما في ذلك الولايات المتحدة».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.