غريفيث ينهي مهمته في صنعاء بلقاء مزعوم مع الحوثي... ويتأهب لعدن

تباكٍ حوثي على الجانب الإنساني وإطراء على المبعوث الجديد وطعن في سلفه

خريطة وزعها التحالف توضح استخدام الحوثيين مطار صنعاء ثكنة عسكرية لإطلاق الصواريخ («الشرق الأوسط»)
خريطة وزعها التحالف توضح استخدام الحوثيين مطار صنعاء ثكنة عسكرية لإطلاق الصواريخ («الشرق الأوسط»)
TT

غريفيث ينهي مهمته في صنعاء بلقاء مزعوم مع الحوثي... ويتأهب لعدن

خريطة وزعها التحالف توضح استخدام الحوثيين مطار صنعاء ثكنة عسكرية لإطلاق الصواريخ («الشرق الأوسط»)
خريطة وزعها التحالف توضح استخدام الحوثيين مطار صنعاء ثكنة عسكرية لإطلاق الصواريخ («الشرق الأوسط»)

أنهى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث جدول زيارته المعلن إلى صنعاء وسط ارتياح منه وإطراء وجده عبر عنهما قادة ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية بالتوازي مع تركيزهم خلال اللقاءات معه على مزاعم الجانب الإنساني، وتجديد الطعن في نزاهة سلفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ويتوقع أن يدلي المبعوث بتصريح يلخص حصيلة لقاءاته خلال الأيام الستة مع قادة الميليشيا والمكونات الموالية لها، قبل توجهه المرتقب إلى مدينة عدن الجنوبية ضمن زيارته الحالية لليمن التي قد تمتد إلى محافظتي حضرموت ومأرب وذلك قبل أن يغادر إلى عواصم خليجية في سياق مساعيه الأممية التي كان بدأها من الرياض.
وبحسب مصادر حزبية مطلعة في صنعاء، تحدثت إلى «الشرق الأوسط» لم تشهد لقاءات غريفيث التي كشفت الجماعة عن أنها شملت كذلك زعيمها عبد الملك الحوثي بخلاف ما هو مقرر في جدول الزيارة، أي شيء يحيل إلى استعدادها تقديم أي تنازلات جوهرية تنهي الانقلاب على الشرعية. ويأمل غريفيث أن يظفر في مهمته الأممية في اليمن، بما لم يتسن لسلفه ولد الشيخ تحقيقه، خلال ثلاث سنوات، وهو التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الذي أججه انقلاب الحوثيين على الشرعية، وهي المهمة التي تستدعي منه أولاً النجاح في جمع الفرقاء مجدداً على طاولة المفاوضات.
وركزت الجماعة الموالية لإيران والكيانات الموالية لها كل همها خلال اللقاءات مع غريفيث وفريقه الأممي على «اللعب على وتر الجوانب الإنسانية»، بحسب المصادر التي قالت، إن الجماعة تزعم أن تدهورها ناجم «ليس عن ممارساتها وانقلابها على الشرعية ونهبها موارد البلاد لصالح المجهود الحربي؛ وإنما ناتج عما تسميه (الحصار البحري والجوي) المفروض من دول التحالف على المنافذ اليمنية»، وهو ما ينفيه التحالف بدليل استقبال الموانئ الواقعة في مناطق سيطرة الانقلابيين مختلف المواد الإغاثية والتجارية.
في هذا السياق، عكست اللقاءات مع قادة الميليشيا وعناصرها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، إلحاحاً غير مسبوق على غريفيث، لإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الاعتيادية للمسافرين، ورفع الرقابة على ميناء الحديدة الذي يشكل العصب الأساس للموارد المالية للجماعة، إلى جانب التنصل من دفع المرتبات للموظفين في مناطق سيطرتها، بذريعة نقل مقر البنك المركزي إلى عدن من قبل الحكومة الشرعية.
وكان التحالف أورد لقطات تثبت تحويل الميليشيات مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية تستخدمها منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية، كما عرض التحالف تسجيلاً لتدمير المنصة التي تطابقت منظومتها مع ما تعرضه وسائل الإعلام من عتاد عسكري.
وعلى ذكر العودة إلى طاولة المفاوضات جددت الميليشيا الحوثية اشتراطاتها السابقة أيام المبعوث الأممي السابق، وهي وقف العمليات العسكرية للتحالف، وبخاصة الضربات الجوية المساندة للقوات الحكومية، وإنهاء الرقابة الجوية والبحرية على المنافذ التي تسيطر عليها الجماعة.
وكان لافتاً هذه المرة ورود تصريحات للميلشيات توحي بتراجعها عن الاعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 باعتباره واحدة من المرجعيات المتفق عليها للحل إلى جانب، كل من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ولم يدخر المبعوث غريفيث، بحسب المصادر المطلعة، جهداً في التأكيد لقادة الجماعة أن مهمته الأممية المعقدة تتطلب تقديم التنازلات، وتهدف في هذه المرحلة التمهيدية التي يزور خلالها صنعاء لأول مرة بعد تكليفه مبعوثا جديدا إلى اليمن، إلى الاستماع إلى تصورات كل الأطراف والمكونات اليمنية إلى الصيغة التي يمكن أن تكون قاسماً مشتركاً للتوصل إلى اتفاق سلام.
وحرصت الجماعة على وضع جدول للزيارة الأممية شمل لقاء قيادتها في حكومة الانقلاب، ولقاء رئيس مجلس انقلابها صالح الصماد، ووزير خارجيتها هشام شرف ونائبه، إضافة إلى النسخ التي استحدثتها الجماعة من المكونات الأخرى، مثل نسختها الحوثية من أحزاب «اللقاء المشترك» ونسختها من «الحراك الجنوبي» والموالين لها من الأكاديميين، ومن القيادات النسائية ومن المشاركات في مؤتمر الحوار الوطني، في حين كان اللقاء بين زعيمها والمبعوث الأممي خارج الجدول المعلن، كما أن وسائل الإعلام الرسمية للميليشيا لم تشر إليه.
وكشف القيادي في الجماعة وابن عم زعميها محمد علي الحوثي الذي يترأس ما تسمي «اللجنة الثورية العليا»، عن أن غريفيث التقى أول من أمس (الأربعاء) عبد الملك الحوثي دون أن يحدد المكان الذي التقاه فيه على وجه التحديد، وما إذا كان في صنعاء أم في صعدة، حيث المعقل الرئيس للجماعة أو في مكان آخر.
وزعم الحوثي في تغريدة على «تويتر» ومنشور على «فيسبوك» أن اللقاء بين المبعوث الأممي وزعيم الميليشيا الانقلابية، جاء «في إطار تعزيز الفرص للدفع بعملية السلام» وإيقاف ما يصفه بـ«العدوان وفك الحصار».
ورجحت مصادر قريبة من الميليشيا لـ«الشرق الأوسط»، أن اللقاء حدث في أحد المنازل التي تملكها الجماعة في صنعاء، دون أن تستبعد أن يكون في الضواحي الشمالية للعاصمة اليمنية، التي بات الحوثي في الآونة الأخيرة يتنقل بينها وبين عمران وصعدة، في شكل مستمر خشية أن يؤدي بقاؤه في مكان واحد إلى تسهيل رصده واستهدافه.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.