جنوبيو «المؤتمر» يحتشدون لتأكيد زعامة هادي للحزب خلفاً لصالح

TT

جنوبيو «المؤتمر» يحتشدون لتأكيد زعامة هادي للحزب خلفاً لصالح

احتشد، أمس، في مدينة عدن، أكثر من ألف عضو من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» يمثلون المحافظات اليمنية الشرقية والجنوبية؛ للتأكيد على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في زعامة الحزب خلفاً لسلفه الراحل علي عبد الله صالح.
واستبق جناح الحزب الخاضع في صنعاء لسطوة ميليشيا الحوثيين الانقلابية الاجتماع الحزبي الموسع الذي تبناه في عدن وزير الداخلية أحمد الميسري، بالتحذير منه، ووصفه بـ«المشبوه الذي يأتي في سياق محاولات شق الحزب».
وكان هذا الجناح نصّب بعد مقتل صالح، في اجتماع عقد حينها تحت نظر ميليشيا الحوثيين، ووصف بأنه غير شرعي، صادق أمين أبو راس قائماً بأعمال رئيس الحزب، كما أكد الاستمرار في موقف قياداته المناهض للشرعية اليمنية، والإبقاء نظرياً على شراكته مع الجماعة التي كان صالح دعا إلى فضها ومواجهة الميليشيا في آخر خطاب قبيل مقتله في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأكد «لقاء عدن» الذي يشكل النسخة الجنوبية من حزب «المؤتمر الشعبي»، أمس، في الاجتماع الموسع لقياداته الذين بلغوا أكثر من ألف عضو، على التمسك بالرئيس هادي رئيساً شرعياً للحزب «وفقاً للنظام الداخلي للمؤتمر، وعلى أهمية الوحدة التنظيمية للحزب وقدرته في تجاوز ما يواجهه من صعوبات». وكانت قيادات الحزب في تعز ومأرب عقدت اجتماعين في وقت سابق، وسط معارضة «جناح صنعاء»، أكدوا فيه أيضاً على شرعية الرئيس هادي في تولي الحزب الذي كان نائباً لزعيمه صالح قبل الانقلاب على الشرعية، وقيام الأخير بإزاحة الأول، على خلفية الانقسام الذي طرأ بين قيادات الحزب آنذاك بين موال للشرعية ومؤيد للانقلاب.
وشدد البيان الختامي للقاء «مؤتمر الجنوب» الذي شارك فيه أكثر من 1173 عضواً، تحت شعار «معاً لتعزيز شرعية هادي» على ضرورة الاستمرار في دعم مخرجات الحوار الوطني وتقديم الدعم اللامحدود للمقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال وبناء دولة المؤسسات في جميع المناطق المحررة ضمن النظام والقانون. وجدد البيان التأكيد على وقوف المؤتمر الشعبي الثابت من القضية الجنوبية والشراكة مع مكونات الحراك السلمي والقوى السياسية الأخرى والعمل معاً لما فيه مصلحة الجنوب دون تفريط أو إفراط.
وامتدح اللقاء الحزبي دور التحالف العربي الداعم للشرعية الدستورية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأثنى على الموقف التاريخي للتحالف في مساندة اليمنيين والقضاء على الانقلابيين وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة بقيادة الرئيس هادي، الذي قال البيان إنه «حمل راية الشعب في التصدي للمشروع الفارسي الدخيل على الوطن».
وأدان البيان باسم المشاركين في لقاء قيادات حزب المؤتمر الشعبي، في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، التصعيد الصاروخي الحوثي الأخير على المدن والأراضي السعودية، ووصفوه بـ«الأعمال الإرهابية الإجرامية».
كما أدان البيان «أعمال قتل أئمة المساجد والدعاة والناشطين والضباط في مدنية عدن»، مطالباً بوقوف مؤسسات الدولة بحزم ضد الخارجين عن النظام والقانون ومحاكمتهم، كما طالب الحكومة بالاهتمام بأسر الشهداء والجرحى.
وفي كلمة في الاجتماع الحزبي، قال وزير الداخلية أحمد الميسري، وهو من قيادات «المؤتمر الشعبي» البارزين، إن الحزب «مر بصعوبات ومعاناة وانتكاسات كثيرة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لكنه رغم ذلك سيقوم بدوره في طاولة الحوار السياسي خلال المرحلة المقبلة كقوة سياسية، وسيشارك في صنع مستقبل البلاد».
ويسعى الرئيس هادي لتوثيق قياداته للحزب بعد مقتل صالح، بعيداً عن القيادات الخاضعة للحوثيين في صنعاء، كما أنه - بحسب مصادر حزبية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» - يعارض مقترحات بعض القيادات في الحزب الداعية إلى استقطاب أقارب صالح، وإسناد دور قيادي لنجله الأكبر أحمد علي.
وكانت القيادية في جناح الحزب صنعاء، فائقة السيد والمعروفة بولائها للرئيس السابق ومناهضة الحوثيين، حذرت من اجتماع عدن قبل انعقاده، ودعت إلى مقاطعته ووصفته في بيان رسمي نسب إليها بـ«المشبوه».
وعدّت السيد هذه اللقاءات الحزبية للمؤتمر، ومنها لقاء عدن، نوعاً من «الدروشة السياسية» على حد البيان الذي نشره موقع الحزب في صنعاء «المؤتمر نت».
وقالت «إن هذه الاجتماعات والمحاولات والدعوات المبطنة بالإغراءات التي يقدمونها هدفها شق المؤتمر الشعبي، واستهداف الوحدة الوطنية» وهو الأمر الذي أشارت السيد إلى أنه «سيفشل بوعي وثبات وصمود وتماسك قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي في المحافظات الجنوبية والشرقية».
وحذرت القيادية فائقة السيد من أي اجتماعات تتم على حد قولها «خارج إطار نصوص النظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام واللوائح المتفرعة» وأكدت أنها ستكون - وفق تقديرها هي وقيادات صنعاء الأخرى - «باطلة ولا شرعية لها لا شكلاً ولا مضموناً».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.