الجيش يفشل تسلل الانقلابيين إلى مندبة صعدة... وصد هجوم شمال حيس

غارات للتحالف على مواقع الميليشيات في عمران

TT

الجيش يفشل تسلل الانقلابيين إلى مندبة صعدة... وصد هجوم شمال حيس

تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجوف، شمال صنعاء، معاركها ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية في إطار العملية العسكرية لاستكمال تطهير برط العنان، شمال الجوف، وسط تقدمها والسيطرة على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، في الوقت الذي شهدت جبهة صرواح بمأرب وعدد من المناطق في محافظة البيضاء معارك عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الانقلابيين، وإفشال محاولة تقدم الانقلابيين إلى مواقعهم في مديرية باقم بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين.
جاء ذلك مع شنّ مقاتلات التحالف عدد من الغارات الجوية على مواقع الميليشيات الانقلابية في منطقة العمشية شمال حباشه في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران، وغارات مماثلة على مواقع الانقلابيين في مديرية الجراحي، في برع، إضافة إلى الغارات المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية في صرواح بمحافظة مأرب، ومنطقة آل الشيخ بمديرية منبة الحدودية بمحافظة صعدة، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة في أوساط ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الوطني ممثلاً باللواء الأول حرس حدود في محور برط والقعيف، شمال الجوف، يقترب من الدخول إلى مديرية الحشوة أولى مديريات محافظة صعدة إداريا، وذلك بعد استكمال تطهير المواقع المجاورة لمعسكر طيبة الاسم، وسط هروب جماعي للانقلابيين من مواقعها». وأفاد موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت» عن إفشال الجيش الوطني محاولة تقدم ميلشيات الحوثي الانقلابية واستعادة مواقع خسرتها في منطقة مندبة بمحافظة صعدة.
ونقل الموقع عن قائد اللواء الخامس حرس حدود العميد صالح قروش، تأكيده أن «خمسة من عناصر الميليشيا الحوثية لقوا مصرعهم وجرح آخرون إثر تصدي قوات الجيش الوطني لهجوم على مواقع في التباب السود، وتبة البركان، الواقعة غرب مندبة». وأوضح أن «قوات الجيش الوطني تمكنت من استعادة كمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كانت بحوزة الميليشيا الحوثية، منها اثنان معدلات تشيكي وخمس قطع كلاشنيكوف وعدد من صفائح الذخيرة».
وفي جبهة صرواح بمأرب، اندلعت المعارك العنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية ما أسفر عن مقتل 3 انقلابيين وإصابة عدد آخر من ميليشيا الحوثي الانقلابية بمعاركهم مع الجيش الوطني إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى آخرين من الميليشيات الحوثية بغارات لمقاتلات التحالف.
وبالانتقال إلى محافظة البيضاء، شهدت منطقتي فضحة والظهر، الواقعتين بين مديريتي ناطع والملاجم، معارك عنيفة مصحوبة بالقصف المتبادل ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين، إضافة إلى استهداف مقاتلات التحالف العربي طقم عسكري تابع للانقلابيين غرب مفرق اعشار، ومقتل جميع من كان على متنه.
على صعيد متصل، سقط أكثر من 30 انقلابيّاً بين قتيل وجريح في معارك مع الجيش الوطني ومقاتلات تحالف دعم الشرعية في الأطراف الشمالية لمديرية حيس المحررة، جنوب الحديدة، وذلك طبقاً لما أكده مصدر في المقاومة التهامية لـ«الشرق الأوسط» الذي قال إن «الجيش الوطني والمقاومة التهامية تصدت لهجوم شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعها شمال حيس وبإسناد من مقاتلات التحالف العربي التي استهدفت مواقع وآليات وتجمعات للميليشيات على الأطراف الشمالية لمدينة حيس ودمرت دبابة وعدداً من الآليات التي كانت تقصف وبشكل متواصل مدينة الحديدة، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية كانت مخبأة في عدد من المزارع».
في المقابل، نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن ناصر الذيباني، تأكيده أن «قوات الجيش تمكَّنَت من تدمير معظم الأسلحة التي كدستها الميليشيات الانقلابية للدفاع عن بقائها في العاصمة صنعاء، إلى جانب خسائرها الكبيرة في المقاتلين خلال المعارك الأخيرة»، وإلى أن «الميليشيات الانقلابية حاولت - خلال الأيام الماضية - التسلل إلى المنطقة الجبلية الخالية الواقعة بين مديرية نهم ومحافظة الجوف، إلا أنها تلقت ضربات موجعة وخسائر كبيرة في العتاد والأرواح على يد أبطال الجيش».
وأوضح أن «قوات الجيش قد تمكنت من تأمين جميع المناطق والمواقع التي تم تحريرها أخيراً، وأصبحت على مشارف مديرية الغيل بمحافظة الجوف»، مشيراً إلى أن «جبهة نهم ستلتحم قريباً مع جبهة الغيل»، مشيراً إلى أن «الميليشيات لم يعد لديها القدرة على استعادة أي مواقع خسرتها، بل إنها تخسر مواقع جديدة كل يوم، خصوصاً بعد أن تمكنت قوات الجيش من تدمير خطوطها الدفاعية الأول والثاني والثالث».
وقال إن قوات الجيش الوطني «حققت كثيراً من الانتصارات العظيمة بدءًا من تحرير ماس والخانق والضيق وصلب وقرى وجبال حريب نهم ومفرق الجوف وجبال الفرضة وقرى ملح والنعيمات وسلسلة جبال يام وضبوعة والقرن، وصولاً إلى الجبال المطلة على أرحب والجوف شمالاً، ومفرق أرحب ومسورة وصافح المدفون في القلب، والمنصاع والمنارة وحريب القرامش جنوباً».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.