هذا ما يمكنك سماعه داخل أهدأ مكان بالعالم

المدخل لأهدأ غرفة بالعالم (مايكروسوفت)
المدخل لأهدأ غرفة بالعالم (مايكروسوفت)
TT

هذا ما يمكنك سماعه داخل أهدأ مكان بالعالم

المدخل لأهدأ غرفة بالعالم (مايكروسوفت)
المدخل لأهدأ غرفة بالعالم (مايكروسوفت)

يفكر معظمنا بأخذ استراحة والسفر إلى أماكن هادئة نسبيا للتمتع بأوقات راحة واستجمام بعيدا عن صخب المدن واكتظاظها. وعندما نأتي لنختار هذه الوجهات، عادة ما يخطر إلى بالنا الجزر الاستوائية أو الجبال النائية. ولكن، ماذا عن غرفة داخل إحدى أكبر الشركات الأميركية بالعالم؟
بنت شركة مايكروسوفت العملاقة أهدأ غرفة على وجه الأرض، وهي عبارة عن غرفة كاتمة للصدى عبر حبس الصوت المنعكس من الداخل بطريقة عجيبة.
وسجل مستوى الضجيج داخل الغرفة 20.35 ديسيبل، وفقا لخبراء. وأفاد المتحدث باسم شركة مايكروسوفت أنه «من المستحيل جعل الغرفة أكثر هدوءا بسبب جزيئات الهواء المتحركة التي تتصادم مع بعضها البعض».
وتقع هذه الغرفة داخل المبنى رقم 87 بمقر مؤسسة مايكروسوفت في ريدموند، بالعاصمة الأميركية واشنطن، وهي مفتوحة للزوار الذين يودون عيش هذه التجربة، بشرط أخذ موعد قبل الوصول إلى الشركة.
وتقترب شدة الصوت بهذه الغرفة من الحد الأدنى الذي يمكن بلوغه قبل الدخول في الفراغ، إذ يقدر مستوى الصوت الناتج عن تصادم جزيئات الهواء مع بعضها عند درجة حرارة الغرفة بنحو 24 ديسيبل تحت الصفر.
ورغم أن الحد الأدنى لمستوى الصوت الذي يمكن للأشخاص سماعه يبلغ صفر ديسيبل، إلا أن عدم تمكن البشر من سماع الصوت لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد صوت بالأساس.
ومن أبرز ما يمكنك الشعور به عندما تدخل هذه الغرفة هو رجفة وتعجب بسبب تمكنك من سماع دقات قلبك بوضوح جراء الهدوء المفرط.
ودخلت هذه الغرفة موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأهدأ الأماكن على وجه الأرض بسبب استخدام مئات القطع من الألياف الزجاجية التي تمتص الصوت في تصنيع جدرانها.
وتستعمل الغرفة اليوم لإجراء اختبارات الخصائص الصوتية على بعض الآلات والأجهزة الإلكترونية، خاصة صمامات القلب والمحركات الكهربائية.



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».