المشنوق رداً على نصر الله: بيروت لن تسلّم قرارها لمن اجتاحها بالسلاح

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق
TT

المشنوق رداً على نصر الله: بيروت لن تسلّم قرارها لمن اجتاحها بالسلاح

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق

أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أن بيروت «لن تنتخب لائحة السابع من أيار (مايو) 2008»، في إشارة للائحة «حزب الله» الذي اجتاح بيروت عسكرياً.
وقال: «لا يعتقدنّ أحد أن بإمكانه الإمساك بقرار بيروت، بعدما اعتدى عليها منذ عشر سنوات بالسلاح»، منتقداً من «يهلّل لصورايخ الغدر والعدوان التي يطلقها عملاء إسرائيل على السعودية، التي لا تزيد المملكة إلا صلابة وعروبة، ولا تزيد مطلقها إلا سقوطاً».
وخلال تكريمه موظفي الفئة الأولى من أبناء العاصمة بيروت، تطرق المشنوق إلى كلام قيل أمام كوادر «حزب الله» في ماكينة بيروت الانتخابية التابعة للحزب، فقال: «قرأنا كلاماً قيل منذ زمن بعيد، واعتقدنا أنّنا تجاوزناه، لكن يبدو أنه كان مخبّأً لحين استعماله في هذه المرحلة، وهو كلام عن خطر داخلي يفوق الخطر الإسرائيلي، وصادر عن أناس قاموا بأسوأ مما قامت به إسرائيل».
وأضاف المشنوق: «فليسمحوا لنا، الأخطر هو الفريق المتورّط في الاعتداء على العرب في كل حروب الفتنة من سوريا إلى العراق إلى اليمن، والأخطر هو راعي خلايا التفجير في كل مكان، والأخطر والأخطر هو تعميم سلاح ما يسمى بسرايا المقاومة، وهي سرايا الفتنة في بيروت وفي عرمون وفي بشامون، سرايا الفتنة المأجورة».
وتابع وزير الداخلية «شخصية كبيرة (وليد جنبلاط) انتقدت وصفي بعض السرايا (وصفهم بالأوباش)، ونعتني بأنّني قلتُ كلاماً مذهبياً، وأنا أقول لهم إنّني قلتُ كلاماً ذهبياً وليس مذهبياً، فأنا لا أتحدث بالكلام المذهبي، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، أما موضوع سرايا الفتنة فهو موضوع خلافي وسيبقى خلافياً، وبعض السرايا من ديننا ومذهبنا، فكيف يكون كلامي مذهبياً؟».
ورأى أن «الأخطر هو من يهلّل لصورايخ الغدر والعدوان التي يطلقها عملاء إسرائيل على السعودية، صواريخ الفتنة التي لا تزيد المملكة العربية السعودية إلا صلابة وعروبة، والمُهلّل بإطلاقها لا تزيده إلا سقوطاً».
وأشار المشنوق إلى «وجود لائحة أو أكثر في بيروت، لا أشكّ في وطنية الموجودين عليها، لكن هذه اللائحة ترتكب بحق المدينة خطأ كبيراً، ليس الحق عليهم، بل على قانون الانتخاب الذي يقول إن اللائحة التي لا تطال نسبة أصواتها الحاصل الانتخابي الذي يؤهلها الفوز بمقعد على الأقلّ، تسقط اللائحة بكاملها وتُحذف أصواتها من الحاصل، فينخفض الحاصل»، لافتاً إلى أن «كل الإحصاءات التي أجريت في بيروت تؤكد أن اللائحة التي أنا حريص على أعضائها لن تصل إلى عتبة الحاصل الانتخابي، وبالتالي ستأخذ بضعة آلاف من الأصوات من أمام لائحتنا لتخفّض الحاصل، وبالنتيجة ستكون الفائدة للائحة (حزب الله) التي ستفوز بعدد مقاعد أكثر بعدد الأصوات نفسه حين ينخفض الحاصل». وتحدّى أعضاء اللائحة: «فليأتوا بشركة الإحصاءات التي يريدون، وإذا قالت إنهم سيصلون إلى عتبة الحاصل الانتخابي، فأنا سأعتذر منهم علناً، وسأعطيهم صوتي التفضيلي، وإذا تبيّن أنّهم لن يطالوا الحاصل فسيكونون مرشّحين في خدمة (حزب الله)».
واعترض المشنوق على كلام يعتبر أن بيروت مغيّبة عن الوظائف في الإدارة العامة، وقال: «لا أعرف كم هي حصة بيروت من وظائف الفئة الأولى، لكن ما حصلت عليه أكثر بكثير». وختم وزير الداخلية «أما أصحاب خطاب مظلومية بيروت فهم لا يريدون أن يسمعوا، وهؤلاء الإخوان الموجودون هنا (موظفو الفئة الأولى)، فإن نظافتهم وإنجازاتهم ونزاهتهم في كل الإدارات، تفضح قلّة نزاهة الآخرين الذين يستعملون هذا السلاح في وجههم».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.